– لقد بكى كثيراً، يبدو أنه نادم حقاً.
– كلا يا عزيزتي، ما هي إلا دموع التماسيح!
نستخدم كثيراً مصطلح "دموع التماسيح" للتعبير عن الدموع الزائفة والمخادعة التي تطلقها التماسيح عادة بعد افتراسها لضحيتها. لكن هل فكرتم مسبقاً أننا نظلم التماسيح بهذه الأحكام؟
في الواقع، نحن لا نظلم التماسيح فقط، إنما نظلم العديد من الحيوانات الأخرى كذلك، إذ نتداول العديد من الأمثال الشعبية المشابهة والتي لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فنقول مثلاً: أعمى كالخفاش، أو عنيد كالبغل، أو حتى "لديه 9 أرواح مثل القطط".
جمعنا لكم في هذا التقرير عدداً من الأمثال الشعبية التي تتهم بعض الحيوانات بصفات لا تمت للحقيقة بصلة:
أمثال شعبية عن الحيوانات لا تمت للواقع بصلة
7- "أعمى كالخفاش"
مفاجأة! الخفافيش ليست عمياء ولا تعاني حتى من ضعف النظر، كل ما هنالك أنها تتمتع بحاسة سمع حادة على نحوٍ استثنائي ولديها أيضاً قدرة متطورة للغاية على تحديد مواقع الأشياء بصدى الصوت، بمعنى آخر تعتبر الخفافيش جهاز سونار طبيعي.
ووفقاً لموقع Science Daily الأمريكي، يصدر الخفاش نبضات أو موجات فوق صوتية تنعكس على الأشياء، ثم ترتد إليه مرة أخرى. وتستخدم الخفافيش هذا الصوت المرتد لتفادي العقبات وصيد فريستها بفعالية.
ومع حقيقة أنَّ الخفافيش حيوانات ليلية وتتميز بمهارات مذهلة في تحديد المواقع بالصدى، فإنَّ حاسة البصر لا تُمثّل أهمية كبيرة بالنسبة لها، فهي تبصر بآذانها.
قد يكون هذا سبباً في ظهور أسطورة فقدانها حاسة البصر. قد يكون الأمر له علاقة أيضاً بحقيقة أنَّ البشر لطالما نظروا إلى الخفافيش، الثدييات الطائرة الوحيدة في العالم، على أنَّها مذهلة ومثيرة للاشمئزاز في نفس الوقت، وهي صفات أدت إلى ظهور العديد من الأساطير حول هذه المخلوقات.
6- "يأكل كالطيور"
غالباً ما يقال هذا المثل للشخص الذي يصعب إرضاء ذوقه في الطعام أو الشخص الذي يأكل كميات قليلة جداً.
في الواقع، هذا التشبيه خاطئ تماماً. وفقاً لمعهد "سميثسونيان" للبحوث"، تتغذى الطيور على مجموعة واسعة من الحشرات والرحيق وغيرها من الأشياء، بالإضافة إلى أنَّها تأكل مرات عديدة على مدار اليوم. قد يبدو أنَّ الطيور لا تأكل كثيراً، لأنَّها تستهلك كمية صغيرة من الطعام في كل مرة.
يعتمد مقدار ما يتناوله الطائر من غذاء على حجمه. قد تأكل الطيور كبيرة الحجم ربع وزن جسمها يومياً، بينما تأكل الطيور الصغيرة نصف وزن جسمها تقريباً.
هناك أيضاً الطائر الطنان صغير الحجم، الذي يشتهر باستهلاك ما يصل إلى ضعف وزنه من الرحيق والحشرات يومياً من أجل الحفاظ على حركة الرفرفة المحمومة لأجنحته.
وبناءً عليه، لا يصح أبداً تشبيه الشخص الفاقد للشهية بأنَّه يأكل مثل الطيور، لأن الطيور شرهة للطعام أكثر مما نتصور بكثير.
5- "يبكي دموع التماسيح"
إذا قال أحدهم إنَّك تبكي دموع التماسيح، فهو يقصد أنَّك تبكي أو تتظاهر بالبكاء في حين أنَّك غير حزين على الإطلاق. في الواقع، قد تكون سعيداً للغاية.
نشأ هذا المثل نتيجة الاعتقاد بأنَّ التماسيح تبكي بينما تستمتع بالتهام فريستها.
نعم، تذرف التماسيح الدموع أحياناً أثناء تناولها الطعام. يعتقد باحثون في جامعة فلوريدا أنَّ الحيوانات تصبح متحمسة للغاية أثناء تناول طعامها، الأمر الذي يؤدي إلى
اندفاع الهواء عبر الجيوب الأنفية وجعل العين تذرف الدموع.
لذا، ليس هناك أي حزن أو عاطفة وراء هذه الدموع، فهي مجرد استجابة فسيولوجية تماماً مثل التّعرّق عندما تكون متوتراً، وفقاً لموقع HowStuffWorks الأمريكي.
4- "مثل ركبتي النحل"
يُستخدم هذا التعبير لوصف الجودة الممتازة لشيء معين. لكن هل النحل حقاً لديه ركب؟ وإذا كان الأمر صحيحاً، فهل ركب النحل رائعة حقاً؟
تنقسم أرجل النحلة إلى 6 أجزاء. يتصل كل جزء بالجزء التالي بواسطة المفصل، الذي يمكن اعتباره الجزء الأقرب شبهاً للمفصل الموجود في ركبة الإنسان من الناحية الوظيفية. لكن في الواقع، لا يمتلك النحل ركباً بالطريقة التي نتصوّرها. يفترض البعض أنَّ التفسير المحتمل وراء استخدام هذا التعبير هو أنَّ النحل لديه أكياس صغيرة مشعرة على أرجله لحمل حبوب اللقاح. ربما من هنا، جاء تعبير "ركبتي النحل" للإشارة إلى حقيقة أنَّ حبوب اللقاح شيء ممتاز ذو جودة عالية للغاية.
3- "عنيد كالبغل"
عندما تسمع هذه العبارة، يُحتمل أن يستحضر عقلك صورة شخص يحاول سحب بغل إلى الأمام باستخدام حبل بينما يقاوم البغل ويغرز حوافره في التراب رافضاً التحرّك من مكانه، أو ربما تتخيّل حماراً. لكن هل كلا الحيوانين حقاً عنيد؟
في البداية، دعونا نُميّز بين البغل والحمار. البغل هو حيوان هجين ينتج عن تزاوج الفرس مع ذكر الحمار ويكتسب صفاتهما. ووفقاً لموقع مزرعة "lucky three ranch" الأمريكية، تمتلك الحمير 62 كروموسوماً في حين تمتلك الخيل 64 كروموسوماً، فتُولد البغال بـ 63 كروموسوماً، وهو عدد فردي يجعلها غير قادرة على التكاثر.
نأتي إلى السؤال الأساسي، هل الحمير والبغال عنيدة؟ الإجابة: "لا".
أظهرت دراسة أجرتها جامعة "Canterbury Christ Church" الإنجليزية ومؤسسة "The Donkey "Sanctuary الخيرية البريطانية المعنية برعاية الحمير، أنَّه عندما يتعلق الأمر بإظهار المرونة تجاه حل مشكلة والقدرة على التعلم، جاءت البغال في الصدارة تليها الحمير ثم الخيول والكلاب.
لماذا إذاً هذا التصوّر الخاطئ الشائع؟ تتمتع البغال والحمير بالذكاء ولديها ميل شديد نحو الحفاظ على أنفسها.
لذا، لن تعرّض أنفسها عادةً للخطر ولن تسمح لمالكيها بإرهاقها وتحميلها فوق طاقتها. أدت هذه السمات إلى وصفها بـ"العند".
2- "قط بـ 9 أرواح"
يعرف الجميع أنَّ القطط لا تمتلك حقاً 9 أرواح. ظهر هذا المثل جزئياً لأنَّ القطط غامضة بعض الشيء ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتها. تقفز على ارتفاعات عالية وأحياناً تختفي فجأة وتظهر من جديد.
يستخدم الناس عادة تعبير "قط بـ 9 أرواح" للإشارة إلى قدرتها على النجاة من أشياء لا تستطيع الحيوانات الأخرى النجاة منها، مثل السقوط من ارتفاعات عالية. ومع ذلك، هذا لا يعني أنَّ لديها قدرات خارقة للبقاء على قيد الحياة.
إذا سقطت القطة من ارتفاع منخفض (على سبيل المثال طابقين أو 3 طوابق)، لن يكون لديها الوقت لتعديل وضع جسدها في الهواء والهبوط على مخالبها الأربعة لتنجو. إذا سقطت أيضاً من أعلى مبنى شاهق الارتفاع، قد تتأذى من قوة الارتطام بالأرض أو تموت.
قد تفقد القطط الـ 9 أرواح المزعومة لأسباب شائعة جداً. تدخل القطط في معارك شرسة مع بعضها البعض أو تتعرض للهجوم من حيوانات أخرى، مثل الكلاب أو تصدمها السيارات على الطريق أو تموت بسبب مرض ما، مثل السرطان؛ لذلك فنحن نبالغ في وصف قدراتها العجيبة على البقاء والنجاة.
1- "لا تستطيع تعليم الكلب العجوز حيلة جديدة"
غالباً ما يُستخدم هذا المثل للإشارة إلى كبار السن (أو الحيوانات) التي لا تستطيع أن تتعلم أي شيء جديد. لكن هذا غير صحيح، سواء في عالم البشر أو الكلاب.
يمكنك تعليم الكلاب الأكبر سناً الكثير من الأشياء. قد يستغرق الأمر فقط وقتاً أطول قليلاً.
أجرى باحثون في جامعة الطب البيطري في فيينا دراسة على 145 كلباً من فصيلة "بوردر كولي" تتراوح أعمارها بين 6 أشهر و14 عاماً لرصد مدى تغير الانتباه والتركيز لديها مع التقدّم في العمر. ووجدت الدراسة، التي نشرها موقع "Science 2.0″، أنَّ الكلاب الأكبر سناً تميل إلى فقدان الاهتمام بالأشياء بوتيرة أسرع من الكلاب الأصغر سناً. لكن إذا كان هناك شخص يمسك هذا الشيء، أبدت الكلاب الأكبر سناً اهتماماً مماثلاً لنظيرتها الأصغر سناً.