تمكن فريق من الباحثين النيوزيلنديين بالتعاون مع خبراء بريطانيين من صنع "أول جهاز في العالم" لإنقاص الوزن، ضمن الجهود العالمية لمكافحة وباء السمنة، وفق ما ذكره موقع صحيفة "الغارديان" البريطانية الإثنين 28 يونيو/حزيران 2021.
الصحيفة البريطانية أوضحت نقلاً عن موقع جامعة أوتاغو النيوزيلندية أن الجهاز الذي يدعى "DentalSlim Diet Control" هو قفل مغناطيسي صغير للغاية يجري تثبيته بواسطة إخصائي على أسنان المريض العلوية والسفلية.
إذ يسمح هذا القفل لمستخدمه بفتح فمه حوالي 2 مم فقط، مما يقيده باتباع نظام غذائي سائل، ولكنه يسمح له في نفس الوقت بحرية الكلام دون أن يؤثر على عملية التنفس.
الموقع أشار إلى أن المشاركين خسروا 6.36 كيلوغرام كمعدل وسطي خلال أسبوعين، معربين عن حماسهم لمواصلة رحلة إنقاص أوزانهم.
مع ذلك، فقد تم انتقاد جهاز إنقاص الوزن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شبهه الناس بجهاز تعذيب من العصور الوسطى، بحسب ما ذكرته "الغارديان".
ابتكار فريد من أجل إنقاص الوزن
قال البروفيسور بول برونتون، كبير الباحثين في جامعة أوتاغو للعلوم الصحية، إن الجهاز سيكون أداة فعالة وآمنة وبأسعار معقولة للأشخاص الذين يعانون من السمنة، مشيراً إلى أنه سيتم تركيبه من قبل طبيب أسنان مع إتاحة إزالته وتركيبه بشكل متكرر ومع إمكانية التخلص منه في حالة الطوارئ.
أضاف برونتون: "العائق الرئيسي أمام الأشخاص لإنقاص الوزن بنجاح هو الامتثال، وهذا الجهاز سيساعدهم على إنشاء عادات جديدة، مما يسمح لهم بالتقيد بنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية لفترة من الوقت".
كما أكد أنه يعتبر بديلاً جيداً للعمليات الجراحية التي يلجأ إليها بعض الناس لإنقاص وزنهم، مثل شفط الدهون أو شد البطن دون أن توجد له أي "آثار سلبية".
فيما كشفت الدراسات الحديثة أن 1.9 مليار بالغ في جميع أنحاء العالم لديهم زيادة الوزن و650 مليوناً يعانون البدانة المفرطة التي تؤدي إلى وفاة حوالي 2.8 مليون شخص سنوياً.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 57% من السكان البالغين في العالم سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2030.
يوضح برونتون أنه بالإضافة إلى المخاطر الصحية للبدانة، فإن لها كذلك آثاراً نفسية خطيرة، مثل الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس واضطرابات بالإضافة إلى التعرض للتنمر والمضايقة من الآخرين.
"القفل المغناطيسي" لعيش حياة طبيعية
كما نوه بأن "القفل المغناطيسي" سيكون مفيداً بشكل خاص لأولئك الذين يضطرون إلى إنقاص الوزن قبل الخضوع لعملية جراحية تتطلب ذلك، ولمرضى السكري الذين يمكن لفقدان الوزن أن يساعدهم في التعافي وعيش حياة طبيعية بنسبة كبيرة.
كانت ممارسات إغلاق فكي الأشخاص جراحياً من أجل إنقاص الوزن شائعة في الثمانينيات من القرن الماضي، ولكن كان لها العديد من السلبيات مثل التقيؤ وخطر الاختناق وأمراض اللثة، ناهيك عن إصابة الكثير ممن خضعوا لها بحالات نفسية حادة.
يقول المشرفون على الاختراع الجديد إن ما يميزه عن تلك العمليات الآنفة الذكر أنه بإمكان مستخدميه التعامل معه بأريحية وفكه كل ثلاثة أسابيع لأخذ راحة من النظام الغذائي الذي كانوا يسيرون عليه قبل تركيبه مرة أخرى.
شددوا على أن ذلك "سيتيح اعتماد نهج تدريجي لفقدان الوزن مدعوماً بنصائح من اختصاصي التغذية، مما يسمح بتحقيق أهداف فقدان الوزن على المدى الطويل".
بينما يتم إعطاء المرضى أداة لفتح الجهاز في حالة الطوارئ، ولكن لم يكن أي من المشاركين في الدراسة بحاجة إلى استخدامها، بحسب قولهم.