كشفت دراسة أجرتها هيئة الأبحاث الإسبانية الحكومية أن حليب الأمهات المصابات بكورونا لا يحتوي على آثار للفيروس، لكنه في المقابل ناقل للأجسام المضادة، وأوصت الدراسة بالرضاعة الطبيعية حتى في حال الإصابة.
حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021، بيّنت هذه الدراسة أن أياً من عينات حليب الثدي التي أخضعت للتحليل لم تحتوِ على آثار الحمض النووي الريبي لفيروس كورونا، على ما ذكرت الباحثة ماريا كارمن كولادو المسؤولة عن المشروع.
حليب الأم ينقل الأجسام المضادة
الدراسة التي أجريت ضمن مبادرة من المجلس الأعلى للبحث العلمي وأحد المستشفيات الجامعية في فالنسيا، وأُطلق عليها عنوان "ميلك كورونا" أوضحت أنها تحتوي على الأجسام المضادة التي أفرزها جسم الأم "مما يشير إلى أن حليب الثدي هو أداة ناقلة للأجسام المضادة".
إذ شددت سيسيليا مارتينيز كوستا من قسم طب الأطفال في مستشفى "كلينيكو دي فالنسيا" على أن نتائج الدراسة تؤكد "أهمية التوصية بالرضاعة الطبيعية بشكل منهجي في كل الحالات التي تكون لدى الأم عوارض قليلة أو معدومة كلياً".
كما أضاف بيان عن الدراسة أنها حللت أيضاً وجود أجسام مضادة في حليب الثدي لدى 75 امرأة تلقين لقاحات فايزر وموديرنا وأسترازينيكا وأظهرت أن كل العينات تحتوي على أجسام مضادة بمستويات تتفاوت تبعاً للقاح.
كذلك أظهرت الدراسة أن حليب النساء اللواتي تلقين جرعة لقاح واحدة بعد الإصابة بالفيروس وحليب النساء اللواتي تلقين جرعتي لقاح من دون أن يصبن بكوفيد يحتوي على المستوى نفسه من الأجسام المضادة.
"الصحة العالمية" تؤكد على فوائد الرضاعة
بدورها رأت منظمة الصحة العالمية، السبت 13 يونيو/حزيران، أن فوائد الرضاعة تفوق خطر نقل عدوى وباء كوفيد-19 من الأم إلى طفلها.
قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غبريسوس: "درست المنظمة بعناية مخاطر نقل النساء لعدوى مرض فيروس كورونا إلى أطفالهن الرضع خلال الرضاعة. نعرف أن الأطفال أقل عرضة نسبياً للإصابة بالمرض لكنهم معرضون جداً لأمراض وإصابات أخرى تحولُ الرضاعة دونها".
أضاف خلال مؤتمر صحفي افتراضي: "بناء على الأدلة المتوافرة توصي منظمة الصحة العالمية بأن فوائد الرضاعة تفوق أي خطر محتمل لانتقال العدوى".
كما أكد "يجب أن تشجع النساء اللواتي يشتبه في إصابتهن بكوفيد-19 أو أنها تأكدت، على الاستمرار في الإرضاع ويجب عدم فصلهن عن أطفالهن الرضع إلا إذا كانت الأم تعاني" من الوهن.
بينما قال أنشو بانيرجي، مدير إدارة صحة الأم والوليد والطفل والمراهق والشيخوخة في منظمة الصحة العالمية، إن الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 لم يرصد حتى الآن في حليب الأم.