لطالما كان يُنظر إلى الدُمى والعرائس على أنها مصدر للعب وترفيه الأطفال الصغار، أو هواية للشعور بالحنين لدى الكبار، ولكن بالنسبة للبعض فإن مجرد رؤية دُمية مُزينة يمكن أن يكون أمراً مخيفاً ومُفزعاً لأقصى الحدود.
ويعاني بعض البالغين من الخوف من الدُّمى والعرائس المحشوة، بصورة تفوق خوف الأطفال من بعض الألعاب المخيفة، بل إن بعضهم قد يعاني من نوبة هلع عند مجرد رؤية الدُمى والعرائس وهي تتحدث أو تُحرك أعينها.
وبسبب هذا النوع من الفوبيا، حاكت العديد من الأفلام قصص الرعب والإثارة حول دُمى مسكونة أو تعود للحياة وترتكب العديد من الجرائم الفظيعة. ما أسهم في إصابة العديد من الناس بفوبيا الخوف من الدُّمى والعرائس، أو ما يُعرف علمياً باسم "بيديوفوبيا".
ما هو رهاب الدُّمى والعرائس؟
يُعتقد أن رهاب الدُّمى أو الخوف من العرائس هو نوع من رهاب الشخصيات البشرية المُصطنعة، إذ يخاف بعض الناس من الدُمى والعرائس والألعاب المحشوة ذات الملامح البشرية، والبعض الآخر يخاف من نوع معين فقط، وهي الدُّمى الصينية التي تتحرك أو تتحدث أو تمتلك إيماءات وجه معينة بإمكانها محاكاة تعبيرات الوجه الطبيعية.
وأوضح موقع Very Well Mind لعلم النفس، أنه نظراً لأن رهاب الدُّمى والخوف من العرائس، أو "البيديوفوبيا"، قد يكون مرتبطاً بمجموعة من المخاوف الأخرى، فمن المهم أن يقوم الشخص المصاب بمحاولة مهنية لإجراء التشخيص، حينها سيطرح المعالج النفسي أسئلة مباشرة مصممة لمساعدته على توضيح ما يخافه بالضبط ويجعله يشعر بهذه المشاعر القوية ضد الدُّمى والعرائس.
ومع ذلك، يمكنك إعداد قائمة بالمحفزات المحددة الخاصة بك. هل تخاف من كل الدُمى والعرائس أم أنواع معينة فقط؟ هل كنت دائماً خائفاً أو يمكنك تحديد متى بدأ الخوف، مثل بعد مشاهدة فيلم مرعب مثلاً أو خوض تجربة معينة أخافتك من الدُّمى والعرائس؟ وهل لديك مخاوف أخرى قد تكون مرتبطة بالأشكال البشرية أو التي تحاكي ملامح الوجه أو التي تتحرك بصورة اصطناعية؟
أعراض فوبيا الدُّمى والعرائس
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من رهاب الدُمى والعرائس "البيديوفوبيا"، قد تؤدي رؤية أي من تلك الألعاب أو التفكير فيها أو مشاهدة صور لها إلى ظهور الأعراض التالية:
1- مشاعر الخوف الشديد
2- صعوبة في التنفس
3- ألم أو ضيق في الصدر
4- ضربات قلب متسارعة
5- التعرق والبرودة
6- الارتعاش أو الارتجاف
7- المعاناة من نوبات ذعر
8- الرغبة في الصراخ والفرار
9- الشعور بالدوار والغثيان
10- البكاء
وبطبيعة الحال يكون هذا النوع من الخوف غير متناسب مع الخطر الفعلي الذي يشكله الشيء المنوط بالفوبيا، وفي هذه الحالة الدُّمى والعرائس، لكن إذا أصبح الرهاب شديداً بشكل يعيق الشخص عن الحياة بصورة طبيعية أو يعرضه لمشاكل ومواقف محرجة، فقد يرغب الشخص المصاب بإعادة تنظيم حياته بأكملها فقط لتجنب الدُّمى وأي أشكال بشرية تُحاكي شكل وحركة الإنسان، لذلك يُنصح في تلك الحالة بالاستعانة بالعلاج النفسي الملائم.
كيف يتم علاج رهاب الدُّمى والعرائس؟
هناك العديد من طرق العلاج المتاحة لرهاب الدُّمى والعرائس، مثل أنواع العلاج النفسي المختلفة، وصولاً إلى الأدوية الموصوفة طبياً، ووضح موقع Healthline الصحي عدداً منها هي كالتالي:
1- علاج التعرض لمصدر الخوف
يُطلق على أكثر طرق العلاج شيوعاً لمرض الرهاب العلاج بالتعرض، أو إزالة التحسس المنتظم تجاه مصدر الخوف. ويكمُن تكنيك هذا العلاج في تعريض الشخص المصاب برُهاب الدُّمى والعرائس بشكل تدريجي لتلك الألعاب بصورها المختلفة، وذلك مصحوب بتعلُّم بعض تقنيات التعامل مع القلق، مثل تمارين التنفس والاسترخاء والتأمُّل لتوجيه الأفكار والمشاعر.
وعادة ما يبدأ علاج التعرُّض لمصدر الخوف بشكل ضئيل وتدريجي، وفي وجود المعالج الخاص بك يمكنك مشاهدة صورة لدمية وممارسة تقنيات الاسترخاء لمحاولة التمرُّس في التحكُّم في ردّات فعلك.
لاحقاً، وبحضور معالجك أيضاً منعاً لتدهور الوضع وتحوله إلى صدمة إضافية، يمكنك مشاهدة مقطع فيديو قصير عن الدُمى والعرائس، ومرة أخرى تعمل على التنفس والاسترخاء، وفي النهاية قد تكون في نفس الغرفة مع معالجك ودمية حقيقية أثناء أداء تمارين الاسترخاء.
2- العلاج النفسي بأنواعه
وقد يستخدم أخصائيو الصحة العقلية أيضاً هذه الأنواع الأخرى من العلاج لمساعدتك على تجاوز خوفك غير العقلاني من الدُّمى أو البيديوفوبيا، وتحويله إلى منظور أكثر منطقية للدمى، وتشمل خيارات العلاج تلك: العلاج السلوكي المعرفي، والتنويم المغناطيسي، والعلاج الأسري، والعلاج الافتراضي، حيث يمكن للمريض التفاعل مع الدُمى والعرائس باستخدام الكمبيوتر.
3- العقاقير والأدوية
رغم عدم وجود أدوية تمت الموافقة عليها من قبل منظمات الأغذية والأدوية العالمية لعلاج الرهاب، فقد يصف بعض الأطباء أدوية مضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب للمساعدة في التحكُّم في تلك الأعراض.
وتتضمن بعض الأدوية التي يمكن وصفها ما يلي:
- البنزوديازيبينات مثل ألبرازولام (زاناكس)
- كلونازيبام (كلونوبين) والديازيبام (فاليوم)
- بوسبيرون، وحاصرات بيتا
- إسيتالوبرام (ليكسابرو)، وفلوكستين (بروزاك)
- إيزوكاربوكسازيد (ماربلان)، وفينيلزين (نارديل)
وخلال رحلة العلاج من رُهاب الدُمى والعرائس أو البيديوفوبيا، قد يرغب طبيبك أولاً في استبعاد الحالات الطبية الأساسية الأخرى التي قد تكون مرتبطة بتطور الرّهاب لديك، مثل معاناتك من الفصام أو اضطرابات الهلع أو الوسواس القهري أو اضطرابات الشخصية.