قال تقرير نشرته صحيفة Washington Post الأمريكية، الجمعة 4 يونيو/حزيران 2021، إن السلطات البريطانية استطلعت آراء الجمهور بخصوص مصير أحد التماثيل التاريخية لديها والذي يُعرض في متحف بمدينة بريستول البريطانية.
تأتي قصة هذا التمثال للسياسي البريطاني إدوارد كولستون، الذي مارس الاستعباد لعشرات الآلاف من الناس، إذ كان يقف في المدينة لأكثر من 100 عام، قبل أن يُسقطه المتظاهرون الغاضبون خلال موجةٍ من الاحتجاجات عمَّت أرجاء البلاد في عام 2020، رداً على مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد على يد أحد رجال شرطة مينابوليس الأمريكية.
المتظاهرون يقتلعون التمثال
استخدم المتظاهرون في بريطانيا الحبال لاقتلاع التمثال من قاعدته الحجرية، وقاموا بدحرجته بأيديهم في الشوارع وفي المياه العكِرة لميناءٍ قريب، وبينما كان المتفرِّجون يهتفون، كان آخرون يهتفون: "حياة السود مهمة".
في حين شُيِّدَ التمثال بالأصل تكريماً للمُشرِّع وصاحب الأعمال الخيرية في القرن السابع عشر، إدوارد كولستون، الذي دَعَمَ المؤسَّسات الخيرية والمدارس، فإن كثيراً من ثروته استُمِدَّ في الأصل من تجارة العبيد.
نقل آلاف الأطفال المستعبدين
وفقاً للمتحف، اضطلع كولستون بدورٍ رئيسي في نقل ما يُقدَّر بـ84 ألفاً من البالغين والأطفال المُستعبَدين، وقد تُوفِّيَ منهم الآلاف خلال رحلتهم إلى حيث يُباعون.
قال مارفن ريس، عمدة مدينة بريستول، لشبكة BBC البريطانية، في وقت المظاهرات، حيث احتَشَدَ ما يُقدَّر بـ10 آلاف شخص في المدينة؛ للمطالبة بالمساواة العرقية: "لا أستطيع التظاهر بأن تمثال تاجر العبيد في مدينةٍ وُلِدت وترعرعت فيها لم يكن إهانةً لي ولأشخاصٍ آخرين".
بعد أيامٍ من إسقاطه في الميناء، انتُشِلَ التمثال من المياه ونُقِلَ بالقارب ليوضَع في مخزن.
أما اليوم، فيمكن العثور على التمثال معروضاً في متحف M Shed بمدينة بريستول، كجزءٍ من عرضٍ بعنوان "تمثال كولستون: ماذا بعد؟". لكن النصب التذكاري لم يعد يعلو فوق أولئك الذين يقتربون منه، فالتمثال البرونزي المُدمَّر يرقد الآن على ظهره، محمياً بدرعٍ فوقه.
انتهاء فترة عرض التمثال
قال جون فينش، رئيس قسم الثقافة والتراث في مجلس مدينة بريستول، إن المسؤولين يسعون للحصول على آراءٍ حول ما يتعيَّن القيام به مع التمثال بعد انتهاء فترة عرضه في المتحف.
يُسأل المشاركون في الاستطلاع عن شعورهم حيال هدم التمثال في 7 يونيو/حزيران 2020، وماذا يتعيَّن فعله بالقاعدة الحجرية التي قام عليها، والتي تظلُّ في الموقع ذاته حيث كان يقف التمثال.
تأتي في الاستبيان الطوعي عبارات "ساعِد في تشكيل المستقبل"، و"كلُّ الأصوات ستُسمَع". وإلى جانب النصب التذكاري، تُعرَض أيضاً لافتاتٌ من الاحتجاجات مكتوب عليها "العنصرية جائحةٌ أيضاً"، و"علينا تغيير عالمنا".
تتضمَّن لافتةٌ أخرى عبارةً تحمل الكلمات الأخيرة لجورج فلويد، الذي كرَّرَ للضابط عدة مرات: "لا أستطيع أن أتنفَّس"، قبيل وفاته.