يجد سكان مدينة روما في إيطاليا أنفسهم أمام تهديد قادم من السماء، فبينما يخرجون إلى شوارع المدينة التي كان وباء كورونا قد أثر عليها سلباً، يواجهون هجمات عنيفة من طيور الغربان التي تحمي صغارها من خطر البشر.
صحيفة The New York Times الأمريكية، قالت الجمعة 4 يونيو/حزيران 2021، إن سكان روما يواجهون هذا التهديد السنوي من الغربان، مشيرةً إلى أن السكان يضطرون إلى أن يحموا أنفسهم بالمظلات، بينما يسحب آخرون السترات فوق رؤوسهم خوفاً.
لكنّ آخرين شديدي الخوف من الغربان يمسكون بالعصي الخشبية للاحتماء، فقد خرجت من أعشاشها واشتعل قتالها للبشر.
من بين ضحايا الغربان سيدة تعرَّض رأسها لهجوم من قِبل اثنين من غربان الجيف السوداء، نزعا شعرها الرمادي بمنقاريهما، ونشبا مخالبهما في قميصها، ولوّحت في وجهيهما بحقيبة تسوق تحتوي على بيتزا مجمدة، وتمكنت من إبعادهما.
تقول السيدة وهي باولا أمابيل (66 عاماً) وهي ترتب شعرها: "إنها في كل مكان، يجب أن تعرف كيف تحمي نفسك".
خوف وصراخ بالشوارع
في كل ربيع، مع انشغال أسراب الغربان في روما بفطام أفراخها حديثة الولادة تصبح بعض الشوارع مناطق رعب، إذ تحمي الطيور أفراخها وتُعامل معظم البشر المارة على أنهم تهديد.
ونشرت وسائل إعلام إيطالية مقطع فيديو أظهر مهاجمة غربان لرؤوس المارة، وأجبرهم على الركض وهم خائفون.
يضطر سكان روما للتعامل بالفعل مع وباء طيور النورس البحرية المفترسة، وطوفان من فضلات الطيور كل عام، عندما يتوقف ما يصل إلى مليون من طيور الزرزور في المدينة أثناء هجرتها السنوية من شمال أوروبا.
مارتينا مساري، محاسبة تعرضت لهجوم غربان هذا الأسبوع، قالت من تحت مظلة خضراء: "نسمع صراخ الناس من مكتبنا"، فيما قالت المحامية إليزابيتا جيانوبيلو: "لم تعد والدتي تأتي لزيارتي"، قبل أن تمسك بعصا خشبية وتجري إلى سيارتها من أنظار غراب جاثم.
بدورها، قالت فلافيا توماسيني، (18 عاماً)، التي تعرضت هي الأخرى لهجوم الغربان: "لا يمكنني الذهاب إلى المدرسة من المدخل الرئيسي لأنني خائفة للغاية"، بينما تصرخ عمتها من غرفة المعيشة "اخرجي حاملة بندقية".
تسببت هجمات الغربان في حالة سخط لدى السكان، ففي الأسابيع الأخيرة تلقت مجموعات حماية الطيور، مكالمات غاضبة من سكان روما المصابين الذين أخبروهم أنه بينما يُكرَّس قدر كبير من الطاقة لحماية الطيور "لا أحد يهتم بالبشر".
من جانبهم، قال دعاة الحفاظ على البيئة إنَّ الناس بحاجة إلى الاسترخاء ومراجعة سلوكياتهم، وأوضحوا أنَّ العديد من الغربان تختار روما بسبب وفرة القمامة والفئران التي يمكنها أكلها، والبشر الذين يختارون إطعام الطيور يزيدون من سوء المشكلة.