قالت صحيفة Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021، إن طالباً بالمرحلة الثانوية اضطر إلى استعارة حذاء مُعلِّمه؛ لحضور حفل تخرجه، في إحدى قاعات المدرسة، وذلك بسبب مخالفة قواعد حضور الاحتفال.
فحين وصل دافيريوس بيترز إلى حفل تخرجه بالمدرسة الثانوية في الـ19 من مايو/أيار الماضي، جرى منعه على الفور من دخول قاعة المؤتمرات حيث يُعقد الحفل. إذ كان بيترز (19 عاماً)، يرتدي القبعة والعباءة الأرجوانية الإلزامية، لكن ممثلة المدرسة التي كانت تقف عند الباب، أخبرته بأنه اختار الحذاء الخطأ.
حذاء ينتهك قواعد اللباس
أوضح بيترز، طالب التخرج بمدرسة هانفيل الثانوية في لوس أنجلوس: "قالت إن حذائي ينتهك قواعد اللباس، وإنني لا أستطيع حضور الحفل قبل تغييره".
ووفقاً لقواعد اللباس في حفل التخرج بالمدرسة، كان على الطلاب الذكور انتعال حذاءٍ رسمي داكن اللون، مع تأكيد "عدم ارتداء أحذية رياضية".
لكن بيترز كان قد ظهر في ذلك اليوم مُنتعلاً حذاءً رياضياً جلدياً باللون الأسود، مع نعلٍ أبيض. ورغم أنه لم يكن حذاءً رسمياً تقليدياً، فقد استدرك بيترز: "لكنني اعتقدت أن بإمكاني ارتداء الحذاء، لأنه أسود اللون"، مضيفاً أنه التزم ببقية الإرشادات التي نصت على ارتداء الطلاب قميصاً رسمياً أبيض مع رابطة عنق وسروالٍ رسمي داكن اللون.
شعور بالصدمة!
حين جرى منعه من الدخول، "شعرت بالصدمة، والإهانة. كنت فقط أريد اعتلاء خشبة المسرح لتسلُّم شهادتي".
قال إنه بدأ يشعر بالهلع في تلك اللحظة، متخيّلاً ما سيفكر فيه والداه في حال منعه من دخول حفل تخرُّجه. وأردف: "لم يكن لديَّ حتى الوقت للذهاب إلى متجرٍ قريب"، لأن الحفل كان على وشك البدء خلال دقائق، وفق تقرير نشره موقع usatoday الأمريكي.
ركض مسرعاً خارج قاعة المؤتمرات؛ حتى لاحظ فجأةً وجهاً مألوفاً: جون باتلر، حيث كان باتلر (38 عاماً)، مدرساً مساعداً في المدرسة، وحضر إلى الحفل باعتباره أحد أولياء الأمور، لأنّ ابنته كانت تتخرج أيضاً.
حيث توجّه بيترز إلى باتلر؛ ليشرح له وضعه، وقال باتلر، الذي يعمل في المدرسة منذ سنتين: "بالطبع، بدا الأمر جنوناً بالنسبة لي. إذ لم يكُن هناك شيءٌ غريب في حذائه".
فاقترب باتلر من المرأة التي منعت بيترز من الدخول؛ "أملاً في أن تسمح له بالدخول لو رأتني معه. لكنها أصرت على منع دخول هذا الشاب، ولم يكُن أمامي وقتٌ لإضاعته في النقاش بلا طائل".
لا خيار آخر
لذا وبلا تردد، انحنى باتلر وفعل ما شعر بأنه يتوجّب عليه فعله وخلع الحذاء الذي ينتعله وأعطاه للطالب: "لم يكن أمامي خيارٌ آخر. هذه أهم لحظةٍ في حياته حتى الآن، ولم أكن سأسمح بأن تفوته مهما كان السبب".
في حين انتعل بيترز حذاء باتلر الرسمي بسرعة، ثم اندفع إلى الداخل لحضور الحفل قبل لحظات من إغلاق الأبواب، بينما اتجه باتلر إلى حذائه مرتدياً جواربه فقط، وتجاهل بكل فخرٍ نظرات الأشخاص المتعجبين من قدميه الحافيتين: "كنت سعيداً لمجرد رؤيته يتسلم شهادته".
في حين قال بيترز: "كان الحذاء كبيراً للغاية، وكنت أمشي بصعوبة، كأنني أتزحلق".
تصرف غير مفاجئ
في حين قال موقع people.com الإخباري، إنَّ شكل الحذاء صدم جميع الحاضرين، خاصةً عائلة بيترز. كما صدمتهم أيضاً قدما باتلر الحافيتان، لكنهم لم يفهموا الأمر حينها.
إذ قالت والدة بيترز، جيما سميث (48 عاماً): "قال ابني الآخر: انظري إلى ذلك الرجل حافي القدمين. ولم يُدرك حينها أنه الرجل الذي منح شقيقه الأصغر الحذاء اللازم لحضور حفل تخرجه".
فيما أعرب بيترز عن امتنانه قائلاً: "لم يُفاجئني تصرُّف الأستاذ باتلر، لأنها طبيعته. ففي المدرسة، إذا كنت تمر بيومٍ سيئ، فسوف يأتي لاصطحابك خارج الصف والتمشية قليلاً حول المدرسة للحديث معك".
رغم أن كل شيء سار على ما يرام في النهاية، ورغم نجاح بيترز في تسلُّم شهادته؛ فإن باتلر قال إن الواقعة قد سلطت الضوء على حاجة المدرسة الشديدة إلى تعديل قواعد اللباس خاصتها.