قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن خطأ في توقيت الملاحة دفع مروحية المريخ التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى رحلة جامحة، وهي أول مشكلة تصادفها منذ بدأت تُحلق في سماء المريخ الشهر الماضي.
رغم نجاح المروحية التجريبية، المسماة إنجينيوتي، في الهبوط بأمان بعد المشكلة، حسبما قال مسؤولون في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا يوم الخميس 27 مايو/أيار 2021، طرأت المشكلة بعد دقيقة واحدة من انطلاق المروحية في سادس رحلة تجريبية لها يوم السبت 22 مايو/أيار على ارتفاع 10 أمتار (33 قدماً)، وترجع المشكلة إلى أنَّ صورة من بين صورٍ عديدة التقطتها كاميرا ملاحة على متن الطائرة لم تُسجَل على النظام، مما أربك الطائرة بشأن موقعها.
ووفقاً للطيار هارفرد غريب، قائد المروحية، بدأت الطائرة بعدها تترنح للأمام والخلف حتى 20 درجة، وواجهت ارتفاعاً حاداً في استهلاك الطاقة.
لكن "هبّ لإنقاذ" الطائرة نظامٌ مُثبَّت بها لتوفير هامش إضافي من الاستقرار، بحسب تحديث الحالة الذي كتبه الطيار غريب على الإنترنت، وهبطت الطائرة على بعد 5 أمتار (16 قدماً) من موقع نزولها المخطط له.
غريب كتب: "صمدت إنجينيوتي خلال المشكلة، وبالرغم من أنَّ الرحلة كشفت عن قصور في حساب التوقيت علينا معالجته الآن، لكنها أكدت أيضاً صلابة نظامها بنواحٍ عديدة"، وأضاف: "بينما لم تخطط عمداً لتكون الرحلة مُوَتِّرة بهذا الشكل، وأصبح لدى ناسا الآن بيانات من الرحلة تستكشف أداء المروحية وقدراتها في الامتدادات الخارجية من الفضاء".
وأصبحت "إنجينيوتي" أول طائرة تخوض رحلة، وهي تعمل بالطاقة، على كوكب آخر في أبريل/نيسان، بعد شهرين من هبوطها على سطح المريخ مع مركبة ناسا الجوالة "بيرسيفيرانس".
فيما نجحت المروحية التي يبلغ وزنها 1.8 كيلوغرام (4 أرطال) في تنفيذ رحلاتها الخمس الأولى، وكانت كل واحدة منها أكثر صعوبة من ذي قبل. وتأثرت ناسا كثيراً بالعرض التجريبي التكنولوجي الذي تبلغ قيمته 85 مليون دولار لدرجة أنها مدَّدت مهمتها لمدة شهر على الأقل.
وكانت رحلة يوم السبت المضطربة هي أول رحلة تخوضها المروحية خلال الفترة الإضافية هذه، كما أمضى المهندسون الأيام العديدة الماضية في معالجة المشكلة.