إذا كنت تحاول إنقاص وزنك أو الحفاظ على وزن صحي من خلال متابعة كمية الطعام التي تتناولها في الوجبات اليومية فقد يكون من الضروري لك أن تعلم إذا ما كانت هناك أي علاقة بين حجم صحنك أو لونه، والتأثير على شهيتك أو مقدار الطعام الذي تستهلكه.
حجم الصحن مقابل كمية الطعام.. هل هناك علاقة؟
هل سمعت من قبل عن النظرية القائلة بأن استخدام أطباق أصغر عند تناول الطعام يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على مقدار ما تأكله؟ أي كلما كان طبقك أصغر قل مقدار ما تأكله. لسوء الحظ وجدت دراسة أن هذا ليس هو الحال إذا ما كنت تشعر بالفعل بالجوع.
وفي دراسة نشرتها مجلة Obesity Science & Practice عام 2017، عن تأثير شكل وحجم الصحن في زيادة أو خسارة الوزن، وجد الباحثون أن حجم الطبق يؤثر بشكل مباشر على إدراك الشخص لكمية الطعام على الطبق، لكن الأمر يعتمد بشكل مباشر على مدى جوع الفرد وشدة حاجته إلى الطعام في المقام الأول.
أي أنه إذا لم تكن جائعاً جداً سترى أن كمية الطعام في الصحن أكثر مما هي عليه، في حين أنك إذا كنت تشعر بالجوع الشديد فسوف ترى كمية الطعام غير متأثرة بحجم الصحن.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، نشرت مجلة علمية تسمى Appetite نتائج دراستين حول هذا الموضوع. وخلال الدراسات تم تعريض الذكور والإناث لكميات من الطعام على أطباق مختلفة الأحجام، وكان الهدف من هذه الدراسة هو معرفة مدى تأثر الأشخاص بما يُسمى "وهم ديلبويف".
وباختصار "وهم ديلبويف" هو خدعة ذهنية تؤثر على كيفية إدراك الفرد لحجم دائرتين تمتلكان نفس القطر إذا ما وُضع فيها شيء دائري له أحجام متباينة.
ومثال على تلك الخدعة مثلاً أن تضع بيتزا دائرية كاملة على طبق كبير تضع نفس البيتزا على طبق أصغر، حينها ستلاحظ أن البيتزا على الطبق الأصغر ستبدو أكبر حجماً من نفس البيتزا الموضوعة على صحن كبير.
ومع ذلك، أظهرت دراستا Appetite أن الوهم لا يكون فعّالاً بنفس الدرجة إذا ما كان الشخص جائعاً فعلاً، لأنه حينها سيقل تشتته بحجم الخلفية التي تحمل الطعام، وسيُركّز بشكل أكبر على الطعام الموجود وكميته وحجمه الفعلي.
ورغم أن هذه النتائج قد تكون عكس ما كنت تتطلع إلى سماعه، فإن هناك أدوات أخرى لفقدان الوزن يمكنك استخدامها لمساعدتك في التحكُّم في كمية الطعام المستهلكة، مثل لون الصحن مثلاً!
لون الصحن يؤثر على مقدار الطعام المُستهلك
اتفق العلماء على أن اللون له تأثير كبير على مدى جاذبية أو عدم جاذبية الطعام. فمجرد رؤية الطعام تُسبب العديد من ردود الفعل في الجسم، إذ تبدأ الخلايا العصبية في جزء من الدماغ يسمى الوطاء -وهو المسؤول عن تنظيم الشهية- بالتنشُّط والتحفُّز.
لذلك مجرد رؤية الطعام تجعل الغدد في الفم تبدأ في زيادة إنتاج اللعاب استعداداً لتناوله، ما يوهمنا أكثر بالشعور بالجوع.
الصحن الأحمر والأصفر لزيادة الشهية
وجدت دراسة نادرة نشرتها مجلة Appetite العلمية، أن الناس تناولوا كمية أقل من الطعام عندما تم تقديمه لهم على صحن أحمر اللون. وقد يعود السبب وراء ذلك إلى ارتباط اللون الأحمر في كثير من الأحيان بالخطر أو التحذيرات أو الإنذارات بالتوقف (مثل إشارات المرور أو تحذيرات الحريق مثلاً).
ومع ذلك، وجدت غالبية الدراسات الأخرى نتيجة معاكسة تماماً، إذ أظهرت أن اللون الأحمر هو في الواقع لون محفز للشهية، وذلك لكونه من أكثر الألوان جاذبية بشكل عام.
وقد يُنشّط اللون الأحمر ذهنك ويفتح شهيتك بصورة كبيرة، لدرجة أنه غالباً ما يستخدم في شعارات وقوائم ومفارش المائدة والمناديل في المطاعم ومتاجر بيع الأطعمة.
ووجدت الأبحاث أيضاً، وفقاً لموقع Fit Day الصحي، أن اللون الأصفر يحفز الشهية لارتباطه بالشعور بالحيوية والسعادة. ويفرز الدماغ عند رؤية الأصفر المزيد من هرمون السعادة أو السيروتونين، لذلك يُستخدم اللون في العديد من المطاعم. وعلى غرار اللون الأصفر، غالباً ما تثير الأطعمة البرتقالية الشعور بالدفء والراحة، ما يفتح الشهية أيضاً ويزيد إقبال الشخص على تناول الطعام.
الأزرق والأسود يقللان الشهية
تشير الأبحاث وفقاً للموقع ذاته إلى أن اللون الأزرق يثبط الشهية، لأنه لا يتواجد في العديد من الأطعمة الطبيعية، فهو لا يتواجد إلا في التوت الأزرق والعنب والباذنجان. وقد ارتبط لا إرادياً في أذهاننا بالعفن أو بالأطعمة السامة، مثله مثل الأسود أيضاً.
وفي تجربة نشرها موقع Fit Day، اتضح أنه عند صبغ الأطعمة باللون الأزرق تقل جاذبية هذه الأطعمة للناس حتى لو كان مذاقها جيداً.
وبالتالي ينصح أخصائيو الصحة وتقليل الوزن استخدام اللون في الصحون وفي مفارش الثلاجة الداخلية، لتقليل شهية الشخص عند إقدامه على تناول الطعام.
عوامل أخرى تؤثر على الشهية أيضاً
في دراسة أخرى أجرتها جامعة كورنيل الأمريكية، اتضح أن الأشخاص الذين استخدموا أطباق ذات ألوان تتباين بشدة مع لون طعامهم (على سبيل المثال، تناول المعكرونة بالصلصة الحمراء على طبق أبيض)، تناولوا كميات أكثر بنسبة 22% عن غيرهم بصحون متطابقة اللون مع محتواها.
واستهلك أولئك الذين تناولوا المعكرونة الحمراء على طبق أحمر كمية أقل من الطعام للشعور بالشبع، فيما يُعرف بنظرية "تمويه السعرات الحرارية". وهو الأمر الذي يجعل الصحون البيضاء مثلاً هي الأكثر تحفيزاً على تناول الطعام، لكون غالبية الأطعمة معاكسة ومتباينة معها.
وقد ثبت أيضاً أن الموسيقى يمكنها أن تؤثر على مقدار ما نتناوله من الطعام، مثلما تؤثر بالضبط على وتيرة وسرعة خطواتنا عند سماع أغنية.
بحسب موقع Fit Day، الاستماع إلى الموسيقى السريعة يمكن أن يجعلك تأكل بشكل أسرع، وبالتالي تستهلك كمية أكبر، ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام بما يفوق الحاجة لتحقيق الشعور بالشبع.
وبالإضافة إلى ذلك قد تجعلك البيئات الصاخبة والإضاءة الساطعة على أن تأكل المزيد فوق حاجتك، ولهذا تعمل العديد من المطاعم والمتاجر على تشغيل موسيقى صاخبة وإضاءات ملونة لتعزيز شعور الجوع لدى الزبائن.
ملاحظات لتوخي الحذر
وبالإضافة إلى اختيار حجم ولون الطبق والبيئة المحيطة عند تناول الطعام لتحقيق أكثر نتيجة صحية ممكنة، يمكن أيضاً ترتيب المطبخ لدعم الخيارات الصحية المتاحة عند الشعور بالجوع.
مثال ذلك وضع الأطعمة الصحية في مقدمة الثلاجة والخزائن حتى تراها أولاً. أما إذا كنت تأكل في مطعم أو مكان مفتوح فقم بملء صحنك بالسلطة والخضراوات أولاً، أو قم بزيارة المطاعم التي تحتوي على خيارات من الوجبات الصحية، وتجنب زيارة مطاعم الوجبات السريعة.