بيع مقطع فيديو شهير على موقع يوتيوب، لطفلين شقيقين بعنوان "تشارلي عضّ إصبعي"، بـ761 ألف دولار، في مزاد أقيم الأحد 23 مايو/أيار 2021، لينضم بذلك إلى قائمة السلع الرقمية المبيعة بمبالغ طائلة وفق تكنولوجيا "إن إف تي" الرائجة منذ أشهر.
يظهر هذا المقطع الطريف المنشور سنة 2007 والممتد على 55 ثانية، الطفل هاري يضع إصبعه في فم شقيقه الرضيع تشارلي، قبل أن يعضّه الأخير لدرجة دفعت الأخ الأكبر إلى القول "لقد أوجعتني يا تشارلي"، في لقطة عائلية عفوية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بات الفيديو من أكثر المقاطع القصيرة انتشاراً على يوتيوب، مع أكثر من 883 مليون مشاهدة، لكنه سيُسحب من المنصة قريباً، إذ أعلنت عائلة دافيس-كار التي نشرته أنها ستزيل الفيديو بعد مزاد يوم الأحد.
أشارت العائلة إلى أن الشاري سيصبح "المالك الوحيد لهذه القطعة المحببة من تاريخ الإنترنت"، رغم نسخه ومشاركته ملايين المرات عبر الإنترنت.
كان قد شارك 11 مزايداً في عملية البيع، التي شهدت منافسة محتدمة انتهت بفوز صاحب حساب "3 ف ميوزيك" بعد عرضه مبلغ 760 ألف و999 دولاراً.
أصبحت هذه الأعمال الرقمية تثير ضجة كبيرة في سوق الفنون، وتبلغ قيمة التداولات اليومية بها أكثر من عشرة ملايين دولار على منصات رقمية مثل "نيفتي غايتواي" أو "أوبن سي".
فعلى سبيل المثال بيعت في مارس/آذار 2021، أول تغريدة عبر تويتر لمؤسس الشبكة جاك دورسي سنة 2006، في مقابل 2.9 مليون دولار لصالح رجل أعمال مقيم في ماليزيا.
كذلك، بيعت أخيراً صورة تُعرف باسم "ديزاستر غيرل" (فتاة الكارثة) تظهر فتاة تبتسم قرب منزلها المحترق قبل 16 عاماً، لحساب أستوديو موسيقي يتخذ مقراً له في دبي في مقابل 180 إيثيريوم (عملة رقمية) في شهر أبريل 2021، ما كان يوازي حوالي نصف مليون دولار عند حصول الصفقة.
كذلك استطاع المتعاقد السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن، أن يجمع أكثر من 5 ملايين دولار من التبرعات لمؤسسته الصحفية، وذلك من خلال بيع عمل فني رقمي، في أبريل/نيسان 2021.
بحسب تغريدة عبر تويتر لسنودن، فإن صورة ذاتية له، صنعت من صفحات قرار محكمة الاستئناف الأمريكية، الذي قضى بأن برنامج المراقبة الجماعية الذي كشف عنه سنودن قد انتهك القانون الأمريكي.
وفي حدث كان الأول من نوعه على الإطلاق، أعلنت دار المزادات "كريستي" أنها باعت عملاً فنياً رقمياً تجميعياً (كولاج)، لفنان يُعرف بـ"بيبل" (Beeple) مقابل 70 مليون دولار تقريباً في مارس/آذار الماضي.
ما هو "إف إن تي"؟
هو أسلوب تشفير عبر الرموز غير القابلة للاستبدال، يمنح شهادة تثبت أصالة أي منتج رقمي، سواء أكان صورة أو رسماً تعبيرياً أو فيديو أو مقطوعة موسيقية، أو مقالة صحافية أو سوى ذلك.
يؤكد هذا الأسلوب أن الأشياء التي تُجمع رقمياً حقيقية، عن طريق تسجيل البيانات في سجلٍّ رقمي يُعرف باسم البلوكتشين.
اجتاحت هذه الأدوات عالم جمع الأشياء عبر الإنترنت مؤخراً، نتيجة الطفرة في استخدام العملات المشفرة، وتُستخدم لإثبات أن المقتنيات فريدةٌ من نوعها، وتهدف إلى حل مشكلة مركزية في المقتنيات الرقمية: وهي كيفية المطالبة بملكية شيء يمكن نسخه بسهولة إلى الأبد.
حسب وكالة رويترز، فإنه يمكن سك عديد من العناصر الرقمية على أنها NFTs وتداولها كأصول، ومن ضمن ذلك الفن والمقتنيات الرياضية وبقع الأرض في العوالم الافتراضية وأسماء محافظ العملات المشفرة وحتى التغريدات، على غرار ما قام به جاك دورسي.
يشارك الموسيقيون أيضاً في الضجيج، حيث أطلقت فرقة الروك الأمريكية King's of Leon ألبوماً باسم NFT.