ربما تكون قد عانيت من قبل من حركات جسدية متشنجة ومفاجئة توقظك من النوم، بعدما كنت بالكاد تغرق في النوم العميق.
الإحساس المفاجئ يعد ظاهرة شائعة للغاية في هذه المرحلة ما بين فقدان الوعي واليقظة، وإذا ما اقترنت بحلم ما لديك، يمكنك أن تشعر خلالها وكأنك قد تحركت فجأة من مكان مرتفع فتستيقظ ولديك شعور بالذعر قبل الارتطام بالأرض.
وحول هذه الظاهرة يقول الكاتب والمختص في علم الأعصاب توم ستافورد وفقاً لـBBC، إن هذا الشعور يكشف عن قدرة أذهاننا المذهلة على الارتجال.
وتُعرف التجربة باسم "فزعة النوم"، وهي تحدث نتيجة للصراع بين أدمغتنا عندما تبدأ في الانطفاء عن العمل والكد، استعداداً لفقدان الوعي المصاحب للنوم العميق.
ما الذي يسبب فزعة النوم؟
أثناء النوم، تشل أجسادنا تماماً عن الحركة، ونصبح غافلين عن الأحداث في العالم الخارجي. لكن تحكم العقل في العضلات لا يتوقف عن العمل بتلك البساطة.
ويوضح موقع BBC، أن ذلك يتم بعدما تتحكم منطقة في الدماغ تُسمى نظام التنشيط الشبكي في وظائفنا الأساسية، مثل التنفس، وتُملي علينا الشعور باليقظة. في المقابل، فإن منطقة "النواة البطنية الجانبية"، الواقعة بالقرب من العصب البصري، تُملي علينا الشعور بالتعب. وبينما نغرق في النوم تدريجياً، يبدأ "نظام التنشيط الشبكي" في ترك دفة السيطرة على أجسامنا في مقابل تولّي "النواة البطنية الجانبية" زمام الأمور.
وتكون العملية أثناء النوم بمثابة تسلم وتسليم لدفة قيادة الجسم بين هذين الجهازين، وهي لا تحدث بسلاسة في كل الأوقات.
إذ قد تظهر أحياناً دفعات عشوائية من طاقة اليقظة المتبقية في الجسم على شكل حركات متشنجة تندفع على شكل عشوائي، لأسباب غير واضحة تماماً حتى اليوم.
وعلى عكس حركات العين السريعة المصاحبة للنوم العميق أو REM Sleeping، فهذه لا علاقة لها بأدمغتنا التي تحلم، ولكنها نابعة من الجسم نفسه، وتمثل آخر نبضات اليقظة فيه قبل أن يسكن كلياً ويستسلم للنوم.
هل يمثل الأمر خطورة صحية؟
هناك ظاهرة غريبة وغير سارة تسمى "متلازمة الرأس المنفجر" التي تشابه ظاهرة "فزعة النوم" إلى حد كبير. وفيها تحاول عقولنا اليقظة والنائمة انتزاع السيطرة من بعضها البعض أيضاً، وتؤدي إلى الإحساس برؤية الأضواء الساطعة وسماع الانفجارات الصاخبة فور الغرق في النوم العميق.
وفي بعض الحالات القصوى، قد تؤدي مثل تلك الظواهر إلى الأرق الشديد وقلة جودة النوم.
لكن بحسب BBC، لا داعي للقلق بشأن هذا النوع من الشعور.
ولكن من منظور غذائي، يعتبر النقص في المغنيسيوم والكالسيوم أو نقص الحديد أحد المثيرات أيضاً لحدوث ظاهرة "فزعة النوم" وفقاً لموقع The Conversation المعرفي. ومع ذلك، فقد تم الربط بين تواتر حدوث الظاهرة من خلال التحفيز الحسي، خلال فترة بداية النوم على وجه التحديد؛ لذا فإن ضمان أن تكون بيئة النوم باردة ومظلمة وهادئة قد يكون مفيداً في تقليل تواترها وشدتها.
ردود فعل الأطراف اللاإرادية الأخرى أثناء النوم
وفي الوقت الذي تتخلى فيه أجسادنا عن يقظتها للغرق في النوم، تهرب بعض التشنجات المفاجئة من أدمغتنا، مما يتسبب في اهتزاز أذرعنا وأرجلنا.
بعض الناس يشعرون بالدهشة والبعض الآخر يستيقظ بسببها وهو يشعر بالفزع وكأن أحداً قد حاول ضربه مثلاً.
ولا أحد يعرف أحد على وجه اليقين ما الذي يسببها حتى يومنا هذا، لا تتخطى كونها أحد الآثار الجانبية لمعركة خفية من أجل السيطرة على الدماغ، تحدث كل ليلة على أعتاب اليقظة والأحلام العميقة.
وتكون هذه الظاهرة أكثر شيوعاً بين الأطفال الصغار.
وقد أفاد بعض الناس بحسب تقرير لـBBC حول تلك الظاهرة، أن هزات النوم تحدث عندما يحلمون بالسقوط أو التعثر فقط. وهذا مثال على ظاهرة نادرة تُعرف باسم دمج الأحلام السالف ذكرها مطلع التقرير، حيث يتم دمج شيء خارجي، مثل صوت المنبه مثلاً، في أحلامك.
وعندما يحدث هذا، فإنه يوضح قدرة أذهاننا المذهلة على توليد قصص معقولة ومترابطة. ففي الأحلام، يتم قمع مناطق التخطيط والاستبصار في الدماغ، مما يسمح للعقل بالتفاعل بشكل خلاق وإبداعي مع أي معلومات- تماماً مثل استجابة مرتجل الموسيقى الذي يعزف وسط زملائه من الموسيقيين بشكل متناغم تماماً دون سابق تدريب.