يُفترض أن تكون الأعياد على اختلاف أنواعها فرصة للفرح والاحتفال مع العائلة والأصدقاء.. لكن هل مر عليك العيد وأنت تشعر بالكآبة؟ في الواقع لست وحدك، هذه حالة شائعة ويطلق عليها اسم "اكتئاب الأعياد"، فلنتعرف عليها معاً:
اكتئاب الأعياد.. لماذا نشعر به؟
في عالم يعج بالحروب والنزاعات والأخبار السيئة، ومع وتيرة الحياة اليومية السريعة والمرهقة نحن معرضون للاكتئاب في أي وقت من أوقات السنة، لكن وفي أوقات الأعياد والعطلات على اختلاف أنواعها، تُظهر الإحصائيات أن معدلات الاكتئاب تزيد بدلاً من أن تنخفض، وفقاً لموقع Healthline. ويعزى ذلك لأسباب مختلفة، هذه أبرزها:
العزلة الاجتماعية
أولئك الذين يشعرون بالوحدة أو العزلة الاجتماعية هم الأكثر عرضة للاكتئاب على مدار العام وفي فترة الأعياد على وجه الخصوص.
في الغالب يكون هؤلاء محاطين بدائرة اجتماعية صغيرة للغاية، أو يفضّلون الانسحاب من الفعاليات الاجتماعية والبقاء بمفردهم في غالب الأوقات.
هذه السلوكيات تجعل فترة الأعياد أكثر صعوبة، وتزيد من مشاعر الوحدة والاكتئاب في هذه الفترة.
الحياة الافتراضية
استغنى كثير منا عن حياته الواقعية مقابل الحياة الافتراضية التي باتت تُمكنك من التحدث مع أي كان في أي وقت وأنت جالس بمنزلك، بل قد لا تضطر إلى الحديث مع أي من أصدقائك أو أفراد عائلتك، فأنت تعرف أخبارهم فور حدوثها، من خلال تحديثاتهم على فيسبوك وإنستغرام وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي.
وإذا كنت بعيداً عن أفراد أسرتك أو أصدقائك المقربين، وشاهدت صوراً لأناس آخرين مجتمعين مع عائلاتهم وأصدقائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فسيعزز ذلك شعورك بالوحدة والانطوائية وسيزيد من اكتئابك في فترات الأعياد على وجه الخصوص.
عاطلون عن العمل متفرغون للأفكار السلبية
على الرغم من جميع المشقات التي نواجهها جميعاً في مكان عملنا، فإننا لا نستطيع أن ننكر أنه وسيلة رائعة للإلهاء عن الأفكار السلبية، فطالما نحن منغمسون في العمل فلن نفكر في أي مشاكل أخرى تشغل بالنا، خاصةً المشاكل الاجتماعية أو العاطفية وغيرها.
لكن في فترة الأعياد نحن في الغالب عاطلون عن العمل، وإذا كان أحدنا ممن يحب العزلة ولا يفضّل الاختلاط مع الآخرين فسيجد نفسه فجأة حبيساً في دوامة من الأفكار السلبية، وسيستعرض جميع مشاكله بكافة أنواعها، مما يزيد من مشاعر الاكتئاب لديه.
كيف أتخلص من اكتئاب الأعياد؟
قد يبدو اكتئاب الأعياد دوامة لا بد من السقوط فيها وعدم الخروج منها إلا عند انتهاء العطلة، لكن الأمر أبسط مما يبدو عليه بكثير.
كل ما عليك فعله للتخلص من اكتئاب الأعياد هو إحاطة نفسك بأفراد الأسرة والأصدقاء، استرخِ قليلاً وفكِّر فقط في قضاء وقت جيد معهم.
إن كنت لا تملك أصدقاء مقربين أو كان أفراد عائلتك بعيدين عنك، فمن الممكن أن تتواصل معهم عبر مكالمات الفيديو التي تمنع إلى حد ما، شعورك بالوحدة.
كذلك من الممكن أن تقوم ببعض النشاطات التي تزيل الشعور بالاكتئاب، جرّب على سبيل المثال:
القيام بشيء جديد
بدلاً من قضاء عطلة العيد في المنزل، خطِّط للقيام بشيء جديد مثل رحلة عائلية أو تمضية فترة ما بعد الظهيرة في متنزه ما.
الأعمال التطوعية
إذا لم تكن لديك رفاهية الرحلات أو لم تشعر بالرغبة في القيام بها، فتذكَّر أن مساعدة الآخرين تمنحك أيضاً شعوراً أفضل. انخرِط خلال فترة العيد، في نشاط تطوعي مع منظمة تساعد الفقراء على سبيل المثال، أو ساعِد جيرانك إذا كانوا يحتاجون أي نوع من المساعدة.
العودة إلى الطبيعة
حتى لو كنت وحيداً، أن تمضي فترة العيد وحيداً بين أحضان الطبيعة أفضل من أن تمضيها وحيداً بالمنزل. قضاء الوقت في الطبيعة يساعدك عموماً في التخلص من مشاعر الاكتئاب، لا سيما في فترة الأعياد.
وقت مثمر في المطبخ
من الممكن أن تضرب عصفورين بحجر بقضاء وقت مثمر في المطبخ خلال فترة الأعياد، فهذا النشاط قد يخفف الشعور بالحزن والوحدة من جهة، كما يمكنك تحضير الوجبات التي قد تحسّن مزاجك من جهة أخرى.
وفقاً لموقع Web MD، فإن بعض أحماض "أوميغا 3" الدهنية وفيتامين "B12" قد تلعب دوراً في تحفيز مواد كيميائية بالدماغ والتي تؤثر في الحالة المزاجية وغيرها من وظائف المخ.
المستويات المنخفضة من هذه العناصر الغذائية قد تكون مرتبطة الاكتئاب، تحتوي الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والماكريل على "أوميغا 3″، وكذلك الحال بالنسبة لبذور الكتان والمكسرات وفول الصويا والخضراوات الخضراء الداكنة. لذا ربما يكون من المفيد تحضير وجبة سمك لذيذة في ظهيرة العيد.