الرغبة الشديدة في تناول نوع معين من الطعام هي شيء يتعامل معه الجميع من وقت لآخر، سواء أكان المالح أو الحلويات أو شريحة لحم كبيرة، ويعتبر ذلك طبيعياً جداً.
لكن بعض الناس يتوقون إلى نوع من الطعام أكثر من اشتهاء طعام معين مثل الطعام المحترق، بما في ذلك أشياء مثل الفشار واللحوم والخضراوات المتفحمة والأعشاب وغيرها.
لماذا إذاً يشتهي البعض الطعام المحروق وهل من الآمن تناوله؟
وفقاً لموقع Shape، قد تشير الرغبة الشديدة في تناول طعام معين إلى نقص مغذيات معينة في الجسم، ولكن يمكن أيضاً أن تنجم عن العواطف. قد يكون سبب شغف الشوكولاتة هو مرورك بفترة حزينة، لكنه قد يكشف أيضاً عن نقص المغنيسيوم.
وقد تكون الأطعمة المالحة عبارة عن خلل في الإلكتروليت، ويمكن أن يؤدي انخفاض الحديد أو الزنك أو فيتامين ب 12 إلى الرغبة الشديدة في تناول اللحوم.
أما اشتهاء الطعام المحروق فوفقاً لـNatural Life، الرغبة في تناوله تعني أن جسمك يحتاج فقط إلى القليل من الكربون.
ولكن هناك شيء آخر يلعب دوراً مهماً وهو ما يسمى: رد فعل ميلارد، وفقاً لـEpicurious. عند طهي الطعام تحدث تفاعلات كيميائية معقدة تؤثر على الأحماض الأمينية والسكريات. يؤدي حرق الطعام أو تفحمه إلى دفع ردود الفعل هذه إلى الحد الأقصى، ما يخلق طبقات غنية من النكهة التي تروق بشكل خاص لبعض براعم التذوق.
ولكن هل من الآمن تناول الطعام المحروق؟
يقول الدكتور بول بريسلين لـEpicurious: "أعتقد أن رد فعل ميلارد يتوقف عند نقطة معينة في عملية الحرق. فإننا نجد كراميل السكر، السكر المحترق قليلاً، جذاباً للغاية، ولكن إذا قمت بحرق السكر في رماد أسود فلن تحب نكهته بالتأكيد".
كما أن هناك بعض التحذيرات التي تأتي مع تناول الطعام المحروق وخاصة النشويات. يمكن أن يؤدي حرق أشياء مثل الخبز المحمص إلى زيادة التعرض لما يسمى مادة الأكريلاميد، وهي مادة كيميائية تعتبر مادة مسرطنة، وفقاً لموقع Quartz. الأطعمة التي تحتوي على مستويات أعلى من مادة الأكريلاميد عند حرقها تشمل البطاطس المقلية والخبز ورقائق البطاطس.
أظهرت الدراسات، مع ذلك، أنه يجب عليك تناول كميات كبيرة جداً من هذه الأطعمة حتى يكون مستوى الأكريلاميد مصدر قلق حقاً، وفقاً لـ Harvard Health Publishing. لذا فإن الاستمتاع باعتدال، كما هو الحال مع جميع الأطعمة، يجب أن يكون جيداً لمن يتوقون إلى بعض الأطعمة المقرمشة.