على وقع طبل "لودرا"، يتجول المسحّر في شوارع بعض المدن الألبانية المسلمة، ليوقظ الصائمين عبر الطرق على أسطوانة مغطاة بجلد الأغنام أو الماعز فيستعينوا على الصيام بالسحور وتناول أشهر الأطباق الرمضانية في ألبانيا.
يضرب أحد الجانبين بمطرقة خشبية، بينما يضرب الجانب الآخر بـ"ثين"، وهي أغصان حمراء مجردة من اللحاء، تنمو في الجبال.
وسادت العادات والتقاليد، التي تدعو لاستضافة هذا المسحر إلى وجبة السحور، وحتى الإفطار الذي يتضمن أصنافاً متنوعة من المطبخ الألباني.
أشهر الأطباق الرمضانية في ألبانيا
يتشابه المطبخ الألباني مع المطبخ التركي إلى حد كبير، إلا أن ألبانيا لديها بعض الأطباق الفريدة التي يتم تحضيرها عبر استخدامات مبتكرة للمكونات الأساسية.
يمكنك الاختيار من بيريك، وهي فطيرة معجنات مسطحة تؤكل ساخنة أو باردة وتحتوي على لحم أو سبانخ أو خثارة.
ومن الأطباق الشهيرة الأخرى طبق باستيس، وهو عبارة عن مكرونة بالحليب والجبن والبيض والزبدة.
ولعل أشهر أنواع المقبلات طبق بيتولا، وهو عبارة عن عجين مقلي محشو بحشو حلو أو مالح مثل المربى أو الصلصات الكريمية أو الجبن؛ ناهيك عن طبق الإمام بيدين، المصنوع من الباذنجان والثوم.
أما شوربة "فول يحيى"، فهي من أساسيات الفائدة الرمضانية الألبانية، وهي عبارة عن فاصوليا بيضاء جافة ممزوجة بالبصل المفروم والبقدونس والملح ومسحوق الفلفل الحار وزيت الزيتون. ويتوجب غليها في ماء ساخن لمدة 10 دقائق حتى تتكون صلصة سميكة وغنية بالنكهات.
ولأن المائدة الألبانية لا تخلو من الخضراوات، فإنها تقدم للصائمين محشي الفلفل الرومي بالأرز واللحم المفروم وكرات اللحم الممزوجة بالبقدونس والبهارات والأعشاب الإيطالية.
أما مائدة الحلويات فعلى رأسها أولاً وآخراً البقلاوة الشهيرة، ولكنها بطبيعة الحال تختلف عن البقلاوة التركية أو العربية، إذ تضيف إلى نكهة العجين الهش المحمر الجوز بالطبع والقرفة والسكر.
وبشكل عام، تأثر المطبخ الألباني بالمأكولات الإيطالية والتركية، ولكن أيضاً المطبخ الإيليري القديم والروماني واليوناني.
وتتكون معظم الأطعمة الألبانية التقليدية من الخضراوات والتوابل واللحوم والأسماك والخل والزبادي والأعشاب.
كما يستخدم لحم البقر والضأن والأرانب والدجاج بكثرة في الأطباق المختلفة، كما تستخدم الخضراوات في كل طبق تقريباً.
أما الحليب ومشتقاته، وكذلك البيض، فهي من المتطلبات اليومية، وخصوصاً على مائدة السحور مع كوب الشاي.
تقاليد رمضانية في ألبانيا
تختلف تقاليد رمضان والعيد عبر مناطق مختلفة من ألبانيا.
على مدى 50 عاماً من الشيوعية الصارمة، تم حظر جميع الممارسات الدينية مثل الصلاة وكادت تختفي، ولذا كان الصيام هو الممارسة الوحيدة التي يمكن للناس الحفاظ عليها دون علم الناس.
بيرام مبارك
يستمر العيد لمدة ثلاثة أيام، وهو حدث يتطلع إليه الأطفال من جميع الأديان.
تشمل الهدايا التقليدية الملابس الجديدة والحلويات الشهية، كما يجمع الأطفال الحلويات من خلال زيارة المنازل بالأكياس التي يساهم بها الجميع.
تمضي العائلات اليوم الأول من العيد مجتمعة في المنزل، بينما يُخصص اليومان التاليان في زيارة أو استقبال الضيوف بترتيب متبادل.
أما المعايدة التي يتبادلها الألبانيون فهي "بيرام مبارك!" إذ أن كلمة "بيرام" تعني العيد.
وتعد ألبانيا واحدة من أكثر السكان تجانساً في أوروبا، حيث يمثل غير الألبان أقل من عُشر إجمالي السكان. أما المسلمون فيشكلون نحو 57% من السكان.