قال تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية يوم الثلاثاء 30 مارس/آذار 2021 إن دراسة حديثة كشفت أن استخدام مصادر الإنترنت للبحث عن أعراض الصداع قد لا يكون ضاراً على الإطلاق بل قد يؤدي للمساعدة في عملية التشخيص.
كان انطباع دائم في الوقت السابق يتضمن أن البحث عن أعراض الصداع على محرك البحث جوجل هو أمر خاطئ خوفاً من الوصول إلى نتائج غير دقيقة، ولا يؤدي إلى نتائج إيجابية لكن الدراسة الجديدة ذهبت في نتائجها إلى عكس ذلك.
استخدام جوجل لأغراض صحية
إذ يُعدُّ استخدام أداة "Dr Google" لأغراضٍ صحية أمراً مثيراً للجدل. فقد أعرب البعض عن مخاوف من أن ذلك قد يؤدي إلى تشخيصٍ غير دقيق، ونصائح خاطئة حول مكان الحصول على العلاج (الفرز الطبي)، وزيادة الشعور بالقلق (سايبركوندريا).
في حين اقتصرت أبحاث سابقة حول هذا الموضوع على دراسات رصدية (الدراسة بالملاحظة أو الدراسة الوصفية) حول سلوك البحث على الإنترنت، لذلك سعى باحثون من جامعة هارفارد إلى إجراء قياس تجريبي لارتباط البحث على الإنترنت بالأعراض والفرز الطبي والقلق، وذلك من خلال تقديم مجموعة من الأعراض إلى 5000 شخص في الولايات المتحدة وطلبوا منهم تخيل أن شخصاً مقرباً منهم يعاني من تلك الأعراض.
حيث طُلب من المشاركين -كان غالبيتهم من ذوي البشرة البيضاء ومتوسط أعمارهم 45 عاماً وينقسمون إلى عددٍ متساوٍ من الجنسين- تقديم تشخيص يعتمد على المعلومات المقدمة لهم. بعد ذلك بحثوا على الإنترنت عن أعراض الحالات (التي تراوحت بين أعراض خفيفة إلى شديدة، وتُشير إلى أمراض شائعة مثل الفيروسات والنوبات القلبية والسكتات الدماغية)، وقدموا التشخيص مرة أخرى.
تحديد مستوى تشخيص الإصابة
إلى جانب تشخيص الحالات، طُلب من المشاركين تحديد مستوى تشخيص الإصابة والتي شملت نصائح مثل "اترك المشكلة الصحية تتحسن من تلقاء نفسها" والاتصال بخدمات الطوارئ. كذلك دوّن المشاركون مستويات قلقهم.
وأظهرت النتائج ارتفاعاً طفيفاً في دقة التشخيص، إذ ارتفعت نسبة التحسّن من 49.8% إلى 54% قبل البحث وبعده. كتب الباحثون في دورية JAMA Network Open أنه مع ذلك، لم يكن هناك فارق في دقة عملية فرز المرضى أو القلق.
من ناحية أخرى فقد تمكن حوالي ثلاثة أرباع المشاركين من تحديد مدى خطورة الحالة واختيار الوقت المناسب لطلب الرعاية الصحية. قال المؤلف الرئيسي الدكتور ديفيد ليفين، من مستشفى Brigham and Women's hospital وكلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، إنه بالإضافة إلى ذلك، كان الأشخاص الذين مروا بتجارب صحية سابقة، بمن فيهم النساء وكبار السن والأشخاص المُبلغ عن سوء نوعية حياتهم، الأفضل في التشخيص.
في سياق متصل تشير هذه النتائج إلى أن الخبراء الطبيين وصانعي السياسات ربما لا يجدر بهم تحذير المرضى لتجنُّب الإنترنت عندما يتعلق الأمر بالبحث عن معلومات صحية والتشخيص الذاتي أو تحديد أماكن الحصول على العلاج. فيما يبدو أن الإنترنت ربما يساعد المرضى في اكتشاف سبب ما يعانون منه.
فوائد البحث على الإنترنت
المؤلف الرئيسي الدكتور ديفيد ليفين قال إنه لم يلاحظ حالة "السيبركوندريا" التي توصف كثيراً. أي أنه بعد البحث على الإنترنت، لم يكن الأشخاص أكثر قلقاً ولم يذهبوا إلى أقسام الطوارئ طلباً للرعاية.
حيث يعتقد العديد من الأطباء أن استخدام الإنترنت للبحث عن الأعراض التي يعاني منها الشخص يُعد فكرة سيئة، وهذا يقدم أدلة على أن ذلك على الأرجح غير صحيح، وفق كلام ليفين.
أضاف ليفين: "لم يستخدم غالبية الباحثين مصادر سيئة للمعلومات مثل منتديات النقاش أو وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا يدحض بدوره فكرة أن الأشخاص الذين يبحثون على الإنترنت يحصلون على (نصائح سيئة) من مصادر معلومات ضعيفة".
من ناحية أخرى قال ماركانتونيو سبادا، الطبيب النفسي الأكاديمي في جامعة لندن ساوث بانك، الذي أجرى أبحاثاً تتعلق بالسيبركوندريا، إن الدراسة مُعدّة بشكل جيد، وسلطت الضوء على مزايا البحث على الإنترنت عند مواجهة أعراض صحية.