قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 16 مارس/آذار 2021، إن سياسياً برازيلياً محلياً اقترح استخدام المروحيات والطائرات لرش بلدته بسوائل مطهرات اليد في محاولة يائسة وعقيمة للقضاء على فيروس كورونا من الجو.
الصحيفة أوضحت أن الاقتراح العجيب طُرح في ولاية ريو غراندي دو سول، يوم الإثنين 15 مارس/آذار، حيث تعاني البرازيل مع المرحلة الأشد فتكاً من تفشي الفيروس المستمر منذ 13 شهراً وارتفاع عدد القتلى في البلاد إلى ما يقرب من 280 ألف شخص.
رش المطهرات من الجو لمحاربة كورونا
خلال اجتماع لسياسيين محليين في بلدة كانيلا الساحلية، تساءل عضو المجلس المحلي ألبيري دياس عما إذا كان النشر الجوي لمطهرات اليدين الهلامية الكحولية قد يساعد في محاربة الفيروس.
وفقاً لموقع Metrópoles الإخباري، فإن دياس قال: "لدينا الكثير من رجال الأعمال هنا ممن يمتلكون طائرات هليكوبتر وطائرات خاصة… لا أعرف ما إذا كان هناك نوع سائل من هلام الكحول، ولكني أعتقد أن الرش الجوي سيكون فكرة جيدة، لأن الفيروس منتشر في الهواء، إنه يشبه شيئاً من عالم آخر".
في نوع من التأمل الساذج، أضاف السياسي المحلي، الذي يبلغ من العمر 50 عاماً وتعاني ولايته حالياً معاناة كبيرة بسبب ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بسبب كورونا: "إنهم يستخدمون الطائرات لرش المحاصيل، ربما تكون فكرة جيدة لأن الهلام الكحولي لا يأتي من ورائه ضرر".
مقترح المسؤول عرّضه للسخرية
بحسب ما ورد، فقد ضحك أحد السياسيين الحاضرين من اقتراح زميله دياس، الذي يحمل موقعه الرسمي على الإنترنت شعاراً يقول: "فقط عندما يُدير السياسة رجال مستقيمون، ستنصلح أحوال الناس".
أثار الاقتراح نوعاً من السخرية والضحك واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، وتساءل كثيرون عما سيحدث إذا قرر مدخنو بلدة كانيلا إشعال سجائرهم، في ظل انتشار سائل كحولي في الجو. وكتب أحد المعلقين الساخرين تغريدةً قال فيها: "هذا الرجل جاهز ليكون وزير الصحة الجديد".
في إشارة إلى قرار الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، بإقالة وزير الصحة السابق، إدواردو بازويلو، الذي تلقى انتقادات حادة لفشله في التعامل مع جائحة كورونا، وشهدت وزارته وفاة أكثر من 260 ألف برازيلي حتى الآن بسبب فيروس كورونا.
وزير صحة جديد لمواجهة كورونا
بينما أعلن بولسونارو رحيل وزير الصحة مساء الإثنين 15 مارس/آذار، وقال للجماهير إن بديلَه لديه فهم أفضل للمشكلات الصحية.
مع ذلك، فإن قلة يعتقدون أن هذا التبديل سيحدث تغييراً كبيراً في تعامل البرازيل المفتقر إلى أسس علمية في مناهضة الوباء، والذي يعود بالأساس إلى معارضة بولسونارو طويلة الأمد لتدابير الحد من انتشار الفيروس مثل التباعد الاجتماعي والأقنعة الطبية.
في حين لم يذهب الرئيس البرازيلي حدَّ الإعلان عن اقتراح يتضمن إغراق المدن بالمطهرات، إلا أنه دفع مراراً وتكراراً باستخدام علاجات غير مثبتة فاعليتها، مثل هيدروكسي كلوروكين وعقار إيفرمكتين المضاد للطفيليات، على الرغم من عدم وجود أساس علمي لاستخدامها في مواجهة الفيروس.
فيما ورد أن طبيبة برازيلية رفضت يوم الإثنين 15 مارس/آذار عرضاً لتولي منصب وزيرة الصحة في حكومة بولسونارو، لأنها تؤمن بالحلول العلمية ونجاعتها.
أما الطبيب الآخر، الذي قبل الوظيفة، فقد أبدى آملاً ضئيلاً في أن الأزمة الصحية التي تشهدها البرازيل قد تخف حدتها في أي وقت قريب. وقال وزير الصحة الجديد، مارسيلو كيروجا، للصحفيين يوم الثلاثاء 16 مارس/آذار: "ليس لدي عصا سحرية" للقضاء على الفيروس.