وافقت الحكومة الإسبانية على إطلاق مشروع تجريبي، يسمح بتطبيق العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع، للشركات المهتمة بهذه الفكرة، وقد تصبح إسبانيا واحدة من أوائل الدول بالعالم التي يقتصر فيها العمل على 4 أيام بدلاً من 5.
تجربة جريئة
يأتي ذلك، بعدما كان الحزب اليساري الإسباني الصغير Más País قد أعلن مطلع هذا العام أن الحكومة وافقت على اقتراحه لتجربة الفكرة، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 15 مارس/آذار 2021.
إينيغو إريخون، رئيس حزب Más País، قال في تغريدة له على تويتر، إن "العمل أربعة أيام في الأسبوع (32 ساعة) هو نقاش عصرنا الحقيقي. وهي فكرة جاء وقتها".
تكتسب هذه الفكرة، من نيوزيلندا إلى ألمانيا، دعماً عالمياً متزايداً، ويقول مؤيدوها إنها وسيلة لزيادة الإنتاجية، وتحسين الصحة النفسية للعاملين، ومحاربة تغير المناخ، واكتسبت أهمية جديدة بعد أن سلطت جائحة كورونا الضوء على المشكلات المتعلقة بالراحة والإرهاق والموازنة بين العمل والحياة.
يقول إريخون إن "إسبانيا من الدول التي تُطبق فيها ساعات عمل أكثر من متوسط ساعات العمل في الدول الأوروبية. لكننا لسنا من بين أكثر البلدان إنتاجية. وأؤكد أن العمل لساعات أكثر لا يعني العمل بشكل أفضل".
وستتولى الحكومة نشر التفاصيل الدقيقة لهذا المشروع، إلا أن حزب إريخون اقترح مشروعاً مدته ثلاث سنوات بقيمة 50 مليون يورو (حوالي 60 مليون دولار) من شأنه أن يمكّن الشركات من تجربة تخفيض ساعات العمل بأقل قدر من المخاطر.
من شأن هذه الأموال أن تغطي تكاليف دخول الشركات تجربة العمل أربعة أيام في الأسبوع، على سبيل المثال بنسبة 100% في السنة الأولى، و50% في السنة الثانية، و33% في السنة الثالثة.
صحيفة The Independent البريطانية كانت قد قالت في وقت سابق، إن تخفيض ساعات العمل دون تخفيض الأجور سيكون من شأنه "تحويل" الوظائف وتمكين الناس من قضاء المزيد من الوقت مع عائلاتهم، بالإضافة إلى رفع الإنتاجية والتوظيف.
توقعات بالإقبال على التجربة
من جانبه، قال هيكتور تيخيرو الذي ينتمي لحزب Más País: "بهذه الأرقام، نُقدّر أن تشارك حوالي 200 شركة، بإجمالي 3000 إلى 6000 عامل"، مضيفاً أن "الخطوط الحمراء الوحيدة هي أننا نريد أن نرى تخفيضاً حقيقياً لساعات العمل دون خسارة الراتب أو الوظائف".
كذلك قدّر تيخيرو أن هذا البرنامج التجريبي سيبدأ مطلع الخريف، فيما يمثل أول مبادرة وطنية لتقليل ساعات العمل منذ بدأت فرنسا اتجاهها نحو تقليص ساعات العمل في الأسبوع إلى 35 ساعة عام 1998.
بحسب تيخيرو أيضاً: "ستكون إسبانيا أول دولة تجري تجربة بهذا الحجم، فلم يُنفذ مشروع تجريبي مثل هذا في أي مكان في العالم".
كما اقترح الحزب أن يشرف على البرنامج التجريبي لجنة من الخبراء- تضم ممثلين من الحكومة والنقابات العمالية وجماعات الضغط التجارية- لتساعد في تحليل النتائج.
وما يأمل حزب Más País في تحقيقه نسخة من تجربة شركة Software Delsol التي يقع مقرها في جنوب إسبانيا والتي أصبحت العام الماضي أول شركة في البلاد تنفذ فكرة العمل أربعة أيام في الأسبوع.
أشار تيخيرو إلى أن الشركة بعد تطبيقها للنظام الجديد "شهدت انخفاضاً في نسبة التغيب، وارتفعت الإنتاجية ويقول العاملون إنهم أكثر سعادة".
بدوره قال مصدر بوزارة الصناعة الإسبانية للصحيفة البريطانية إن المحادثات المتعلقة بهذا المشروع التجريبي في مراحلها الأولية، وأضاف أن كل شيء مطروح للنقاش في هذه المرحلة، من تكلفة المشروع التجريبي إلى عدد الشركات المشاركة والجدول الزمني.
غير أن هذه الفكرة واجهت معارضة في بعض الأوساط، حيث وصفها أحد قادة جمعيات الأعمال الرئيسية في البلاد بأنها "جنون"، في أعقاب أسوأ ركود تشهده البلاد منذ الحرب الأهلية.
في هذا السياق قال ريكاردو مور، رئيس اتحاد الشركات التجارية CEOE في أحد المنتديات في ديسمبر/كانون الأول: "الخروج من هذه الأزمة يتطلب قدراً أكبر من العمل، وليس أقل".