كشفت دراسة مسحية شملت سجلات أكثر من 100 دولة حول العالم ارتفاعاً كبيراً في معدلات إنجاب التوأم، مؤكدة فرضيتها بأن هذا النوع من الولادة أصبح الأكثر شيوعاً في الفترة الأخيرة عن أي وقت مضى في التاريخ.
صحيفة The Guardian البريطانية نشرت، الجمعة 12 مارس/آذار 2021، نتائج الدراسة المسحية الأوسع، والتي كشفت عن ارتفاع جوهري في معدل إنجاب التوائم منذ الثمانينيات، بمعدل واحد من كل 42 مولوداً، أي ما يعادل 1.6 مليون طفل سنوياً.
ووفقاً للدراسة، ارتفع معدل إنجاب التوائم عالمياً بمتوسط الثلث خلال السنوات الأربعين الماضية.
وبدلاً من استمرار هذا الاتجاه، ربما يكون العالم قد وصل إلى "ذروة التوائم"، كما يقول معدو الدراسة، إذ تشير أحدث البيانات إلى أنَّ بعض البلدان بدأت تشهد بالفعل معدلات التوأمة تستقر أو حتى تنخفض بعد ارتفاعات قياسية.
كريستيان موندين، أستاذ علم الاجتماع والديموغرافيا بجامعة أوكسفورد، أشار من جانبه إلى أنه "خلال السنوات الأربعين إلى الخمسين الماضية، شهدنا ارتفاعاً في معدلات التوائم في البلدان الغنية والنامية؛ مما أدى إلى مزيد من التوائم أكثر من أية فترة سابقة على الإطلاق".
وبينما بالكاد تغير معدل المواليد للتوائم المتطابقة بمرور الوقت، وجد موندين وزملاؤه أنَّ التوائم غير المتطابقة، سواء أُنجِبوا طبيعياً أو بمساعدة طبية، وهو مصطلح شامل لمجموعة من علاجات الخصوبة، قد ارتفع على مستوى العالم.
احتمالات ترتفع مع تقدم العمر
وتتمثل الدوافع الرئيسية لهذا الارتفاع في زيادة إتاحة العلاج الهرموني والتلقيح الصناعي وخدمات الخصوبة الأخرى، لكن أيضاً تأجيل الأبوة؛ إذ تزداد فرص إنجاب توائم طبيعية غير متطابقة مع تقدم العمر وتصل إلى ذروتها في سن 35 إلى 39 عاماً.
وحلَّل الباحثون معدلات التوأمة من عام 2010 إلى 2015 في 165 دولة، تغطي 99% من سكان العالم. ووفقًا لتقرير نُشِر في دورية Human Reproduction، وجدوا في 112 من هؤلاء سجلات مواليد إضافية في الفترة من 1980 وحتى 1985.
وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت معدلات التوأمة من 9 إلى 12 لكل 1000 ولادة منذ الثمانينيات، لكن الصورة تختلف اختلافاً كبيراً من بلد إلى آخر. وتُلاحَظ أكبر الارتفاعات في أمريكا الشمالية (71%) وأوروبا (60%) وآسيا (32%). ففي المملكة المتحدة، ارتفعت معدلات الإنجاب التوأمي بنحو 62%، لكن يُعتقَد أنها انخفضت منذ أطلقت هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة البريطانية حملة للحد من الولادات المتعددة في عام 2007. وفي دراسة جامعة أكسفورد، رُصِد انخفاض بأكثر من 10% في سبع دول فقط خلال التواريخ التي شملها المسح.
فيما تتمتع إفريقيا بمعدل مرتفع من إنجاب التوائم غير المتطابقين طبيعياً، ووفقاً للدراسة 80% من التوائم حالياً يُولَدون إما في إفريقيا أو آسيا.
وقال موندين: "زاد العدد المطلق لولادات التوائم في كل مكان باستثناء أمريكا الجنوبية… وفي إفريقيا نتجت هذه الزيادة بالكامل تقريباً عن النمو السكاني".
من جانبه، قال راج ماثور، رئيس الجمعية البريطانية للخصوبة واستشاري أمراض النساء في مستشفى سانت ماري في مانشستر: "لا يفاجئنا أنَّ معدلات الإنجاب التوأمي ارتفعت بسبب زيادة توافر المساعدة على الإنجاب وأيضاً لأنَّ النساء ينجبن طفلهن الأول في سن أعلى بقليل. وكلا هذين الأمرين سيزيد من معدل إنجاب التوائم".