قالت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 8 مارس/آذار 2021، إن وكالة ناسا الفضائية أعادت صخرة إلى المريخ، ضمن مركبتها التي هبطت على الكوكب الشهر الماضي، يعتقد العلماء أنها ضلَّت عن موطنها الأصلي قبل 450 ألف عام.
وكالة ناسا أطلقت الصخرة المريخية المسماة "سيح الأحيمر 008″، بواسطة ليزر فضائي، لتتبخر جزئياً قبل أن تستقر على كوكبها وتجدد معرفتها مع عالمها القديم.
بحسب الصحيفة فإن "سيح الأحيمر 008" عبارة عن نيزك يعتقد العلماء أنه جاء من المريخ بعد اصطدامه بكويكب قبل نحو مليون عام، ثم راح يطوف بالنظام الشمسي فترة من الوقت. وهبط أخيراً في عُمان الحالية، التي استقر بها لمدة 450 ألف سنة.
هذه الصخرة عُثر عليها عام 1999، وأصبحت واحدة من 200 قطعة مماثلة من المريخ انتهى بها المطاف على الكوكب الخطأ، وهي أول من يعود إلى الوطن، ضمن مهمة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" التي هبطت على الكوكب الشهر الماضي.
وفي السنوات الأخيرة، كان نيزك "سيح الأحيمر 008" مستقراً في مجموعة متحف التاريخ الطبيعي بلندن، تحت رعاية أمينة المتحف المسؤولة عن النيازك، البروفيسورة كارولين سميث، التي قالت: "كل عام، نقدم مئات العينات من النيازك للعلماء على مستوى العالم لدراستها. وهذه هي المرة الأولى التي نرسل فيها إحدى عيناتنا إلى وطنها لمصلحة العلم".
مهمة المريخ
كانت مركبة الفضاء (برسيفيرانس) التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، قد اخترقت الغلاف الجوي للمريخ، الخميس 18 فبراير/شباط 2021، وهبطت بسلام على سطح حفرة شاسعة، في أول محطة لها بحثاً عن علامات على حياة ميكروبية قديمة على الكوكب الأحمر.
وهلل مديرو المهمة في مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا"، فرحين مع وصول إشارات لا سلكية تؤكد نجاة المركبة الجوالة، التي تضم ستة إطارات، من عملية هبوط محفوفة بالمخاطر ووصولها إلى هدفها في حوض شاسع يسمى حفرة جيزيرو، حيث قاع بحيرة اختفت منذ أمد بعيد.
وقطعت المركبة رحلة طويلة في الفضاء بدأت قبل نحو سبعة أشهر، قطعت خلالها 472 مليون كيلومتر قبل أن تخترق الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 19 ألف كيلومتر في الساعة، لتبدأ الاقتراب من نقطة الهبوط على سطح الكوكب الأحمر.
رحلة للبحث عن حياة
وقد هبطت المركبة بحفرة "جيزيرو"، التي توصف بتضاريسها الطبيعية الوعرة، غير أن نظام الملاحة الجديد الملحق بالمركبة التقط صوراً مع اقترابه من السطح؛ من أجل تحديد بقعة الهبوط بشكل مستقل آمن.
قبل الهبوط، يرجَّح أن تكون حرارة المركبة قد وصلت إلى نحو 1298 درجة مئوية، وذلك مع وصول سرعتها إلى 12.000 ميل في الساعة مع اقترابها من مجال المريخ الجوي.
فيما تعتبر رحلة "برسيفيرانس" رحلةَ "ناسا" التاسعة لكوكب المريخ، والتي خُصصت للبحث عن مظاهر حياة ميكروبية، ربما عاشت منذ مليارات السنين على سطح الكوكب.
تشمل مهام المركبة جمع عينات من الصخور داخل أنابيب معدنية، والتي ستجلبها مركبات أخرى إلى الأرض في المستقبل.
الأكثر تطوراً
تحمل بعثة "مارس 2020″، التي أقلعت في نهاية يوليو/تموز الماضي، من فلوريدا، المسبار "برسيفيرانس"، وهو الأكبر والأكثر تطوراً بين المركبات التي أُرسلت حتى اليوم إلى الكوكب الأحمر.
فيما بُني الروبوت الجديد الذي يبلغ وزنه طناً واحداً، في مختبرات "جيت بروبالشن لابوراتري" الشهيرة، التابعة لـ"ناسا"، وهو مجهز بذراع آليةٍ طولها متران، وبما لا يقل عن 19 كاميرا، إضافة إلى جهازَي ميكروفون للمرة الأولى.
بعد وصول الروبوت الجوال من دون أضرار، فإنه بذلك يعتبر الخامسَ الذي ينجح في هذه الرحلة منذ عام 1997. وكل هذه المسبارات أمريكية، ولا يزال واحد منها فحسب، وهو "كوريوسيتي"، ينفذ مهمته على الكوكب الأحمر.
إلا أن الصين وضعت، الأسبوع الماضي، مسبارها "تيانوين-1" في مدار المريخ، حاملاً الروبوت المسيّر ذا العجلات، والذي يُتوقع أن يهبط على سطح المريخ بين مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين.