أين ستقضي عطلتك القادمة؟ ربما تفكر في زيارة مدينة مجاورة أو التوجه نحو بلد نشط سياحياً مثل تركيا على سبيل المثال. أو قد ترغب بالابتعاد أكثر وتقرر التوجه إلى ماليزيا أو إحدى الجزر الهادئة مثل المالديف.
حسن، إذا كنت تمتلك ما يكفي من المال، قد ترغب بقضاء عطلتك في الفضاء، لا نتحدث عن العطلة القادمة، إنما عن صيف عام 2027، حيث من المقرر أن يفتتح أول فندق فضائي مع حلول ذلك الوقت. إليكم معلومات أكثر عن الموضوع:
اقرأ أيضاً
فوياجر.. أول فندق فضائي من المقرر افتتاحه في 2027
في عام 2019 أصدرت شركة أمريكية تدعى Gateway مخططات أولية لفندق على طراز السفن السياحية التي يمكن أن تطفو يوماً ما فوق الغلاف الجوي للأرض حاملة عشرات من السياح إلى الفضاء.
كان التصور المبدئي للفندق كما يلي: عجلة ضخمة تشبه تلك التي نشاهدها في الملاهي تحمل 24 غرفة ومن المقرر أن يصبح الفندق جاهزاً بحلول عام 2027.
أطلق على ذلك الفندق في بداية الأمر Von Braun Station، أو "محطة فون براون"، تيمناً بأحد أشهر مهندسي الصواريخ الألمان، وخاصة أن تصميم الفندق مستوحى من تصاميم براون التي تعود لأكثر من 60 عاماً.
لكن مشاركة فون براون في برنامج تطوير الصواريخ النازية جعلت من تسمية الفندق تيمناً به أمراً مثيراً للجدل، لذلك تم تغيير الاسم لاحقاً ليصبح "محطة فوياجر".
واتُّفق أن يشرف على بناء محطة فوياجر شركة الجمعية المدارية، وهي شركة بناء جديدة يديرها الطيار السابق جون بلينكو، والذي يرأس أيضاً مؤسسة Gateway.
اقرأ أيضاً
جائحة كورونا تؤخر البدء ببناء الفندق الفضائي
في مقابلة أجرتها معه شبكة CNN Travel، أوضح بلينكو أنه كانت هناك بعض التأخيرات التي سببتها جائحة كورونا، ولكن من المتوقع أن يبدأ بناء فندق الفضاء في عام 2026، ويمكن أن تكون الإقامة في الفضاء حقيقة واقعة بحلول عام 2027.
وأضاف: "نحن نحاول أن نجعل الجمهور يدرك أن العصر الذهبي للسفر إلى الفضاء هو قاب قوسين أو أدنى. إنه قادم".
فندق لا مثيل له
لا بد أنكم تتساءلون عن مواصفات الفندق حالياً.. وفقاً للشركة المنفذة فهو يشبه إلى حد كبير الفنادق الفاخرة الموجودة بالفعل على سطح الأرض، إلا أن إطلالته بالتأكيد ستكون لا مثيل لها، إذ يمكن لرواده أن يشاهدوا من نوافذهم كوكب الأرض والنجوم والكواكب المحيطة به.
عندما تم عرض التصاميم الأولية لأول مرة في 2019، قال تيم ألاتوري، كبير مهندسي التصميم في شركة الجمعية المدارية إن جمالية الفندق كانت رداً مباشراً على فيلم ستانلي كوبريك الشهير " 2001 A Space Odyssey" .
في الفيلم تبدو السفن الفضائية خالية من الحياة، نظيفة للغاية وغريبة وأبعد ما تكون عن مساكن البشر الحقيقية. أما الفندق الذي ساهم ألاتوري بشكل أساسي في تصميمه فلا يختلف كثيراً عن الفنادق التي نعرفها.
وقد حرص ألاتوري وفريقه على إضافة اللمسات التي ستذكر السياح بكوكبهم الأرضي، ويقول إن الهدف من ذلك هو جذب أكبر شريحة ممكنة من سياح الفضاء والابتعاد عن الصورة النمطية القاسية والخالية من الحياة والتي اعتادت أفلام الخيال العلمي أن تقدمها لنا عندما يتعلق الأمر بالحياة خارج الكوكب. بالإضافة إلى ذلك سيكون هناك أنشطة ترفيهية وفقا للأتوري.
مع ذلك لا تتجاهل التصميمات الحداثة التي يفرضها التواجد في الفضاء، إذ يوجد خطط لتقديم طعام الفضاء التقليدي في مطاعم الفندق، مثل الآيس كريم المجفف المجمد.
كيف ستُحل مشكلة الجاذبية في فندق الفضاء؟
وفقاً للأتوري فإن العجلة الدوارة ستعمل على خلق جاذبية تحاكي إلى حد ما جاذبية الأرض.
وقال: "إن المحطة تدور دافعة محتويات المحطة (كل ما هو موجود داخل غرف الفندق) إلى محيط المحطة، الأمر يشبه إلى حد كبير الطريقة التى يمكنك بها تدوير دلو من الماء دون سكب الماء من الدلو، إذ إن المياه ستدفع إلى الأسفل وتبقى مكانها".
وبالقرب من مركز المحطة لا توجد جاذبية اصطناعية، كما أوضح الأتوري، ولكن يزداد الشعور بالجاذبية كلما تحركت غرف الفندق نحو الأسفل.
كم ستكون تكلفة الغرفة الواحدة؟
لم تعد السياحة في الفضاء مجرد خيال علمي، فهي تتحول إلى واقع ملموس بفضل جهود حثيثة للعديد من الشركات مثل فيرجن غالاكتيك وسبيس إكس التي يملكها إيلون ماسك.
وفي الوقت الراهن، لم يتم الإعلان بعد عن سعر الغرفة في فندق الفضاء المستقبلي، ولكن نتوقع أن يكون الثمن باهظاً للغاية.
ففيرجن غالاكتيك، على سبيل المثال، تخطط لإرسال السياح إلى الفضاء بمبلغ 250 ألف دولار للشخص الواحد.
ومع ذلك قال فريق محطة فوياجر إنهم يأملون يوماً ما جعل تكاليف الإقامة في الفندق الفضائي تعادل تكلفة رحلة إلى ديزني لاند.
أما الهدف النهائي، كما قال الأتوري فهو "خلق ثقافة المركبة الفضائية حيث يذهب الناس إلى الفضاء، ويعيشون في الفضاء، ويعملون في الفضاء".