لا تصدق كل ما تشاهده في الأفلام السينمائية الخيالية عن الفضاء، ذلك المجهول الذي يكتشف الإنسان يوماً بعد يوم، أسراره وخفاياه. إليك معتقدات خاطئة عن الفضاء ولكنها شائعة بدرجة كبيرة.
الفضاء بارد فقط
تصور الأفلام الهوليودية مثلاً أن الفضاء بارد جداً، وهو ما ينقضه العلم بإثبات وجود مناطق دافئة وأحياناً حارة فيه، وبالطبع توجد مناطق باردة.
وهذا يعني أن درجة حرارة الفضاء أمر معقد، في بعض الأماكن يبلغ متوسط درجة الحرارة 2.7 كلفن، أي ما يعادل 270 مئوية تحت الصفر تقريباً، لكن درجة الحرارة هذه ليست سوى درجة حرارة الفضاء السحيق، بعيداً عن أي شمس أو أي نظام شمسي.
في المجرة القريبة من مجرتنا يختلف الأمر بأحد أنظمتها الشمسية، حيث تطال أشعة الشمس كل شيء ويكون الجو حاراً جداً.
في الواقع، يبلغ متوسط درجة حرارة المدار حول الأرض نحو 10 درجات مئوية، وهو ما يعادل يوماً خريفاً لطيفاً، حسب ما أوضحه موقع Our planet.
على سبيل المثال، تباين الحرارة على محطة الفضاء الدولية لهو خير دليل، فالجهة التي تقابل الشمس تصل حرارتها إلى 121 مئوية، أما على الجهة المقابلة، فقد تنخفض حرارتها إلى 156 درجة تحت الصفر!
ولهذا السبب تستخدم المحطة الفضائية الألواح الشمسية؛ للحفاظ على درجة حرارة متساوية لرواد الفضاء بداخلها.
لكن التغير الهائل في درجة حرارة محطة الفضاء وحدها، والتي تقع على بعد 354 كم فقط فوق الأرض، يوضح مدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها الأشياء في المدار.
لذا، تصور هوليوود الفضاء كما هو في بعض الأوقات، ولكن ليس في كل حالاته.
كوكب عطارد الأكثر حرارة أو سخونة
في نظامنا الشمسي، يدور كل شيء نعرفه حول الشمس حسب مسافة معينة من ذلك النجم.
توجد 9 كواكب، والأرض هي ثالث أقربها. تختلف درجات الحرارة على الكواكب قليلاً عما هي عليه في الفضاء، لأن الغلاف الجوي محمي من بعض إشعاعات الشمس.
الغلاف الجوي للأرض على سبيل المثال يحمينا من كل من درجات الحرارة القصوى والباردة للفضاء الخارجي.
قد تفترض أنه كلما اقترب الكوكب من الشمس، زادت سخونته وهذا صحيح تقريباً.
فكوكب عطارد أقرب كوكب إلى الشمس، وتبلغ درجة حرارته اليومية في المتوسط 426 مئوية. في الليل، تنخفض درجة الحرارة إلى 179 تحت الصفر.
وكوكب الزهرة هو ثاني أقرب كوكب إلى الشمس، لكنه يسجل درجة حرارة يومية تصل إلى 471 درجة مئوية، أي أسخن من كوكب عطارد.
والسبب هو الغلاف الجوي الكثيف للزهرة، الذي يؤدي إلى هذه الدرجة المتطرفة من الحرارة!
أما ما تظهره هوليوود بطريقة صحيحة فهو كوكب بلوتو على سبيل المثال، إذ يقع على بعد ما يزيد قليلاً على 5.2 مليار كم من الشمس (نحو 40 مرة أبعد من الأرض).
ويبلغ متوسط درجة الحرارة اليومية 233 درجة مئوية تحت الصفر، وهو الجو الذي تستمتع هوليوود بأن تروي أحداثه.
بدلات الفضاء تدفئ فقط
إذا ما كان الوضع على المحطة الفضائية الدولية متطرفاً لناحية البرد أو الحر، فكيف سيكون الحال على القمر أو المريخ؟
لهذا السبب صممت وكالة الفضاء الأمريكية بدلتي فضاء، واحدة يرتديها رواد الفضاء داخل المكوك، وأخرى بخارجه.
تسمى هذه البدلات Extra-Vehicular Activity or EVA، وهي مصممة لحماية رواد الفضاء عندما تطأ أقدامهم سطح القمر، حيث يتعرضون لخطر التراب والأشعة والحرارة القاسية.
توفر هذه البدلات الضغط المناسب لرواد الفضاء؛ حتى يتمكنوا من الحفاظ على جو متوازن أثناء ارتدائهم لبدلاتهم.
يتم إعطاؤهم الماء للشرب والأكسجين للتنفس، بينما يسمح التصميم بحركة كافية لرائد الفضاء لإنجاز أي مهمة مطلوبة منه.
تنجح بعض الأفلام في تصوير الفضاء على حقيقته، وتعرضه على أنه دافئ أو ساخن بدلاً من بادر دائماً.
من هذه الأفلام Zathura وLost in Space وArmageddon، أما بالنسبة للجزء الأكبر من الإنتاجات الخيالية العلمية، فتميل هوليوود إلى تصوير الفضاء على أنه بارد، وهو ما ترسخ في المخيلة الشعبية الشائعة.
الشمس نجم يشتعل
عندما يتخيل بعض الناس الشمس، فإنهم يتخيلون شيئاً مثل النار المتقدة أو كائن مشتعل. لكن الشمس هي في الواقع كرة من الغاز.
يحترق هذا الغاز بفضل الاندماج النووي الذي يحدث في جوهره. كل ثانية، يتم تحويل 700 مليون طن من الهيدروجين إلى 695 مليون طن من الهيليوم.
عندما يحدث هذا التحول، يتم إطلاق الطاقة كأشعة جاما، والتي تتحول إلى ضوء.
لذا، تبعث الشمس الضوء والحرارة، لكنها ليست مشتعلة، لأنه لا يوجد أكسجين.
الجانب الآخر من القمر لا يرى الشمس أبداً
نظرًا إلى أن القمر يدور حول الأرض، فإنه يدور أيضاً حول محوره، لذلك نرى دائماً الجانب نفسه من القمر. لكن الجانب الآخر ليس مظلماً، فهو يحصل على القدر نفسه من ضوء الشمس مثل الجانب الآخر، حسب موقع Mental Floss.
السنة الضوئية تقيس الزمن
في الواقع تقيس السنة الضوئية المسافة. تُعرِّف ناسا السنة الضوئية بأنها "المسافة الإجمالية التي يقطعها شعاع الضوء في خط مستقيم في عام واحد".
يسافر الضوء بسرعة نحو 300000 كيلومتر في الثانية، لذا فإن السنة الضوئية تساوي نحو 10 تريليونات كيلومتر (10.000.000.000.000).