وجهت جماعة معنية بحقوق الحيوانات تحذيرات لبريطانيا من مخاطر تناول الجنود دماء الثعابين والأبراص والعقارب الحية في تدريباتهم، لأن ذلك يعرّضهم للإصابة بفيروس كورونا وبجائحة أخرى جديدة.
إذ يشارك آلاف من القوات البريطانية حول العالم سنوياً في مناورات الكوبرا الذهبية العسكرية المشتركة في تايلاند، ويُطلب منهم قتل الكائنات الحية وأكلها ضمن تدريبات لـ"القدرة على النجاة" في الظروف القاسية، وذلك وفقاً لجماعة Peta لحقوق الحيوان التي نقلت بعض هذه التفاصيل لصحيفة The Independent البريطانية، التي نشرتها في تقرير لها السبت 20 فبراير/شباط 2021.
جنود يلتهمون أبراصاً حية!
لم يتوقف الأمر عند جنود تايلاند، بل إنه التُقطت لقطات لجنود أمريكيين يسلخون أبراصاً حية ويأكلونها، في أحد التدريبات العام الماضي، ويشربون دماء ثعبان مقطوع رأسه، ويقضمون السحالي والعقارب. وبعد ذلك مرروا أجسام الزواحف للآخرين؛ كي يقضموها.
كذلك صُوّرت لقطات لبعض المشاركين وهم يقتلون الدجاج بأيديهم من دون استخدام سكين، وأظهرت اللقطات شخصاً آخر يأكل إحدى عناكب الرُّتيلاء، وذلك بحسب مجموعة Peta.
موقف مختلف من جانب حكومة بريطانيا
من جانبها قالت الحكومة البريطانية، إن قواتها لا تشارك في التدريبات الميدانية بمناورات الكوبرا الذهبية، ولم تشارك القوات في تدريبات العام الماضي.
في حين كاتبت مجموعة Peta وزيرَ الدفاع البريطاني بِين والاس، ونصحته باستخدام نفوذه لمطالبة المنظمين بإلغاء تدريبات تناول الحيوانات الحية، وأن تُستبدل بها طرق تدريبية "أكثر فعالية وأخلاقية"، تخلو من استخدام الحيوانات بهذه الطريقة.
إذ قالت المجموعة، إن هذه الممارسات تحمل خطر نشر أمراض حيوانية مثل فيروس كورونا، وتشكل خطورة على القوات المشاركة وعلى الجمهور. وأكدت أن هذا الأمر يؤدي كذلك إلى تعريض الأنواع المهددة بالانقراض لخطر مضاعف.
فيما ردَّ المتحدث باسم وزارة الدفاع في بريطانيا، بقوله إن المملكة المتحدة تشارك بعدد صغير من المخططين العسكريين في تدريبات الكوبرا الذهبية، دون المساهمة بأي قوات في عنصر التدريبات الميدانية.
كانت الثعابين المستخدمة في تدريبات العام الماضي، من أنواع ملك الكوبرا، التي يصنفها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة بأنها معرضة للخطر، إذ قالت جوليا بينز، مديرة السياسات العلمية في مجموعة Peta، إن إرسال أفراد الجيش إلى تايلاند لشرب دماء الثعابين نوع من العبث الذي قد يستثير الجائحة القادمة.
جوليا بينز أضافت أن هذه الطريقة الفجة لقتل الحيوانات خلال التدريبات السنوية، "لا تشكل فقط خطورة على الصحة العامة وعلى الأنواع المهددة بالانقراض، ومن ضمنها ملك الكوبرا، بل تلحق العار بقواتنا".
انتشار أمراض مُعدية
كما أشارت المجموعة في خطابها إلى وزير الدفاع، إلى أن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة تقول إن 75% من الأمراض المعدية الناشئة التي تؤثر على البشر، تبدأ أمراضاً لدى الحيوانات.
إذ صار انتشار الأمراض المعدية المستجدة أكثر بـ4 أضعاف، من انتشارها في القرن الماضي.
من ناحية أخرى يشتبه العلماء في أن الفيروس الذي تسبب بمرض كوفيد-19، نشأ لدى الخفافيش، ونُقل إلى البشر عن طريق حيوانات أخرى.