التقط البلجيكي إيف آدامز، وهو مصور محترف للحياة البرية، صوراً لطائر بطريق أصفر وأبيض بدون ريش أسود، يُعتقد أنه تم رصده للمرة الأولى على الإطلاق، من بين آلاف طيور البطريق ذات الريش الأسود والأبيض بجزيرة في جنوب المحيط الأطلسي، وفق ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية.
إذ نقل تقرير للصحيفة نفسها، نُشر السبت 20 فبراير/شباط 2021، تصريحات لآدامز قال فيها: "لم أرَ أو أسمع عن بطريق أصفر من قبل! كان هناك نحو 120 ألف طائر بطريق على ذلك الشاطئ، وكان هذا هو الطائر الأصفر الوحيد هناك".
رحلة اكتشاف البطريق
كان آدامز يقود رحلة استكشافية لمدة شهرين، في ديسمبر/كانون الأول 2019، عندما توقفوا بجزيرة في جورجيا الجنوبية، لتصوير مستعمرة تضم ما لا يقل عن 120 ألفاً من طيور البطريق الملك، ورصدوا صاحب الريش المشرق.
يصف المتحدث نفسه لحظة الاكتشاف بالقول: "بدا أحد الطيور غريباً حقاً، وعندما نظرت عن قرب كان لونه أصفر، لقد أصبنا جميعاً بالجنون عندما أدركنا الأمر، وسرعان ما وضعنا جميع معدات السلامة أرضاً وأمسكنا بكاميراتنا".
كما تابع: "كنا محظوظين للغاية، لأن الطائر هبط حيث كنا، ولم يحجب بحر من الحيوانات الضخمة رؤيتنا له. في العادة يكاد يكون من المستحيل التحرك على هذا الشاطئ، بسبب هذا العدد الضخم".
لماذا يحمل هذه الألوان؟
أما عن أسباب هذا اللون النادر، فإن المتحدث ذاته يوضح أن البطريق مصاب بـ"اللوسية"، أي إن خلاياه لم تعُد تنتج الميلانين، لذلك يتحول ريشه الأسود إلى لون أصفر وكريمي.
فيما يشتبه العلماء في أن رؤية الطائر تمثل اكتشاف فئة جديدة من أصباغ الريش.
في عام 2012، شوهد بطريق "أبيض" بمستعمرة في طريق تشينستراب في أنتاركتيكا. وكان يُعتقد أن حالته ناتجة عن طفرة جينية تخفف الصبغة في ريش البطريق.
تفسير آخر لهذا اللون
أعطاه لنا الباحث دانيال توماس، في حديث له مع مجلة Smithsonian Insider، حيث قال: "تستخدم طيور البطريق الصبغة الصفراء للجذب خلال التزاوج، ونعتقد بشدةٍ أن الجزيء الأصفر يُصنع داخلياً".
كما أضاف: "إنه يختلف عن أي من الفئات الخمس المعروفة لتصبُّغ ريش الطيور، ويمثل فئة سادسة جديدة من أصباغ الريش".
بعد أن شاهد البطريق الأصفر، واصل آدامز رحلاته الاستكشافية لمدة ثمانية أسابيع أخرى، وجمع آلاف الصور للبحث فيها، مما يعني أنه نشر الصور الآن فقط.
وعلق على الأمر قائلاً: "لقد التقطت آلاف الصور خلال ذلك الوقت، خاصةً أن هذا الوقت من العام يعني أن الظلام لا يحل أبداً في القطب الجنوبي".