أهدرت هيئة قضائية في مدينة صقلية بإيطاليا، 8 أعوام، على قضية سرقة زوج من النعال قيمته 20 يورو فقط، وكلفت الدعوى آلاف اليوروهات، لمعاقبة المرأة المتهمة بالسرقة.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 15 فبراير/شباط 2021، إن القضاء في باليرمو الواقعة بصقلية يتولى القضية التي كلّفت حتى الآن نحو 6 آلاف دولار من أموال العامة، مشيرةً إلى أن المحاكمة تخللتها 10 جلسات استماع عُقِدَت على مدار 4 أعوام.
لم تكن اللصة المزعومة للنعال، وهي أم عزباء تبلغ من العمر 32 عاماً، معتادة على السرقة من المتاجر، وما حدث أنها نسيت إزالة البطاقة الأمنية من النعال وهي تغادر متجراً في باليرمو في مايو/أيار 2013.
انفجرت المرأة بالبكاء عند إيقافها، وأعادت النعال وعرضت دفع ثمنها، لكن صاحب المتجر اتصل بالشرطة، وكانت هذه بداية عملية قضائية استمرت 8 سنوات.
بُرِئت المرأة في جلسة الاستئناف بسبب ضآلة الجريمة، عقب سنوات من التحقيق وحكم أولي بالإدانة، أسفرت عن شهر حبساً مع إيقاف التنفيذ وغرامة 50 يورو.
وقال ماورو باراكو، المحامي الذي عيَّنته الحكومة لتمثيل المرأة لعدم قدرتها على تحمل مصاريف المساعدة القانونية، إنَّ نظام العدالة عالقٌ في قضايا صغيرة تُتابَع بوحشية غير عقلانية.
أشار باراكو إلى أنه في العام 2015 استُحدِثَت قاعدة تسمح للدولة بإسقاط القضايا التي يكون فيها الضرر ضئيلاً، مضيفاً: "لكن لسوء الحظ لم يأخذ القضاة الإيطاليون بهذه القاعدة كثيراً".
وللمفارقة فإن القضاء في صقلية لديه الكثير من القضايا القضائية التي تشغله، خصوصاً أن المدينة شهيرة بأنها موطن مافيا "كوسا نوسترا".
وبدأت جذور المافيا في جزيرة صقلية الإيطالية التي تقع في البحر الأبيض المتوسط، بين منطقتي شمال إفريقيا وجنوب إيطاليا، وقد اختلفت روايات المؤرخين حول السَّبَب المباشر الذي أدَّى إلى تشكيل المافيا في تلك الجزيرة.