قالت صحيفة The Times البريطانية، السبت 13 فبراير/شباط 2021، إن باحثين يدرسون الحياة الاجتماعية للزرافات في شمال تنزانيا توصلوا إلى أن الإناث منها تبحث عن الأمان مع صديقاتها، وليس شركاءها الذكور الذين قد يتحرشون بهن، فضلاً عن أن ذلك يطيل عمرها ويجنِّبها التوتر.
الباحثون أكدوا أن الزرافات التي تبقى معاً وتشكل صداقات قوية، تعيش عمراً أطول من التي تعيش بمفردها، إذ تتشارك هذه المجموعات أفضل أماكن الطعام، وتحذر بعضها البعض من الحيوانات المفترسة، إلى جانب أنَّ الروابط الوثيقة بين إناث الزرافات تساعدها في التحكم بمستويات التوتر عن طريق الحد من تحرش الذكور.
الاندماج الاجتماعي للزرافات
كانت مونيكا بوند، من جامعة زيورخ السويسرية، قد قادت فريقاً بحثياً يتتبع الشبكات الاجتماعية لـ512 أنثى من زرافات الماساي في شمال تنزانيا على مدار الخمس سنوات الماضية، لافتة إلى أن هذا الجانب من الاندماج الاجتماعي للزرافات أكثر أهمية من سمات بيئتها غير الاجتماعية، مثل الغطاء النباتي والتشابه مع المستوطنات البشرية.
فقد وجد الباحثون أن الزرافات الإناث التي تقضي وقتاً أطول مع إناث أخريات لديها فرص أعلى في الصمود، وذلك بمقارنة الحياة الاجتماعية لهذه الزرافات مع التي تعيش في عزلة منها، وفقاً للدراسة، التي نُشِرَت هذا الأسبوع في دورية Proceedings of the Royal Society B.
بينما تتصف تجمعات الزرافات بالديناميكية، تميل الزرافات الإناث البالغة إلى تشكيل علاقات صداقة محددة وطويلة الأمد، وهي تتعاون أيضاً في العناية بصغارها.
انخفاض عدد الزرافات بتنزانيا
يشار إلى أن عدد الزرافات انخفض في تنزانيا في السنوات الثلاثين الماضية بسبب الأنشطة البشرية والصيد الجائر، وفقدان الموائل بسبب توسع الأنشطة البشرية، فضلاً عن الموت بسبب المرض أو التوتر أو سوء التغذية.
يذكر أنه خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قال معهد تنزانيا لبحوث الحياة البرية (TAWIRI) إنه بصدد تنفيذ خطة عمل هدفها الحفاظ على الزرافة تبدأ من نهاية من 2020 وتمتد إلى عام 2024، وتعمل على تحسين المعرفة حول بيئة الزرافة، بما في ذلك وفرتها وتوزيعها، ونمط استخدام الموائل، وتفضيل البحث عن العلف لتحسين الحفظ والإدارة.
والزرافة هي الحيوان الأكثر احتراماً في تنزانيا بموجب خطط حماية صارمة، وهي الآن قيد البحث وخطة الحفظ لإنقاذها من الكوارث الطبيعية، وفقاً لما أورده معهد تنزانيا لبحوث الحياة البرية الذي أكد أن الحفاظ على الزرافة في تنزانيا أمر بالغ الأهمية، لأن الحيوان مهم للغاية من نواح كثيرة، بما في ذلك دوره كرمز للتراث الطبيعي والوطني لتنزانيا، بالإضافة إلى أنها من الأنواع المهمة للترويج السياحي.
فيما يعاني تعداد حيوان الزراف في إفريقيا من مشكلة خطيرة؛ حيث انخفض بنسبة تصل إلى 40% على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى نحو 97000 زراف، بحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
يرجع هذا الانخفاض بالأساس إلى تفتيت موطنها الطبيعي والإزعاج الصادر عن الإنسان. وحذر العلماء مما وصفوه بـ"الانقراض الصامت" لأطول حيوان بري، الذي يستهدفه صائدو الجوائز. لكن فشلت محنتهم في جذب نفس الاهتمام الذي حظيت به حيوانات وحيد القرن والأسود.
جدير بالذكر أنه تم العثور على ما بين 20 ألفاً إلى 30 ألف زرافة تعيش في تنزانيا اليوم، حسب تقديرات بعض الباحثين، إلا أن تلك الزرافات تواجه تهديدات كبيرة قد تؤدي إلى انقراضها، خاصة أن البلاد تفقد 400 ألف هكتار من الغطاء الحرجي سنوياً مع انخفاض بنسبة 15% في الغطاء النباتي الطبيعي خلال العقد الماضي.