قررت السلطات البلوندية تعويض رجل، يدعى توماس كوميندا، قضى ظلماً 18 سنة كاملة، بمبلغ مالي كبير، لعلها تخفف عنه وطأة السنوات العديدة التي أمضاها بين جدران وقضبان السجن، دون أن يقترف ذنباً أو يرتكب جريمة، وهو التعويض الذي قالت عنه صحيفة The Times البريطانية، إنه أكبر تعويض تمنحه محكمة بولندية على الإطلاق.
وفق تقرير للصحيفة نفسها، الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021، فإن كوميندا، الذي يبلغ من العمر 44 عاماً، حصل على 3.46 مليون دولار من الدولة البلولندية..
تفاصيل القضية
إذ حُكِم على هذا الرجل بالسجن لمدة 25 عاماً في عام 2004، بتهمة اغتصاب وقتل مالغورزاتا كوياتكوفسكا، وقد عُثِرَ على الجثة العارية للفتاة (15 عاماً)، مجمّدةً خارج أحد النوادي بعد ليلة رأس السنة عام 1996 في بلدة ميلوشيتشي بالقرب من مدينة فروتسواف.
وقُبِضَ عليه عام 2000 وهو في الـ23 من عمره، بعد أن تم التعرف عليه من رسومات الشرطة المذاعة في التلفزيون، إلى جانب علامات العض على جسد الضحية.
رغم ذلك، أدّت أدلة الطب الشرعي الجديدة إلى تبرئته عام 2018. وفي العام الماضي، قضت محكمةٌ في وارسو بسجن شخصين لمدة 25 عاماً بتهمة ارتكاب جريمة القتل.
قرار بولندي غير مسبوق
وطلب كوميندا تعويضاً عن سجنه بقيمة 4.84 مليون دولار، إلى جانب تعويض بقيمة 217 ألف دولار عن الأضرار التي لحقته نتيجة السجن الخاطئ، وشملت ثلاث محاولات انتحار، كما منحته المحكمة ثلثي المبلغ المطلوب.
من جانبه، قال كوميندا إنّ "الكابوس قد انتهى"، مضيفاً أنّه يُخطّط لقضاء الوقت مع ابنه الذي وُلِدَ في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
في حين قال زيبغينيو سواكالسكي، محامي كوميندا الذي شغل منصب وزير العدل حتى عام 2009، إنّ هذا التعويض "غير مسبوق"، وأردف أنّ الرقم القياسي السابق لم يتجاوز الـ692 ألف دولار تعويضاً عن السجن الخاطئ لمدة 12 عاماً.
وتابع قائلاً إنّ التعويض، الذي ما يزال من الممكن الاستئناف عليه، يُساوي ضعف متوسط المبلغ الشهري الذي تمنحه المحاكم عادةً، وعزا ذلك إلى "المعاملة الوحشية في السجن وسلسلة الأخطاء" المرتكبة بحق كوميندا. واختتم حديثه قائلاً: "ليست هناك معادلةٌ رياضية كافية لقياس حجم المعاناة الحقيقي".
قصص مماثلة
قصة هذا المواطن البولندي، وتعويضه الكبير ليست الأولى من نوعها، لكنها نادرة فعلاً في أوروبا، ومتكررة بشكل ملحوظ في أمريكا مثلاً.
ففي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حصل رجل من ولاية تينيسي الأمريكية على البراءة من قِبل قاضٍ حكم بأنه أُدين خطأً، وذلك بعد أن قضى 15 عاماً في السجن بسبب جريمة قتل وحشية، إذ أعلن مكتب المدعي العام لمقاطعة ديفيدسون، أنه بعد أربع سنوات من جهد محامي جوزيف ويبستر لتبرئته، "لم تعد لديه ثقة بقرار إدانة السيد ويبستر"، وأوصى بإسقاط التهم الموجهة إليه.
في أمريكا أيضاً، تحول رجل خرج من السجن بعد اعتقال دامَ 37 عاماً عن طريق الخطأ، إلى نجم غنائي بارز، خلال مشاركته وأدائه المذهل في برنامج المواهب الأمريكي، دفع ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، إلى دعمه برسالة مصورة تم بثها خلال الحلقة النهائية للموسم السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020.
فبعد انتهاء المتسابق آرتشي ويليامز (57 عاماً)، من أداء أغنيته على خشبة المسرح، فاجأه مضيف البرنامج تيري كروز برسالة فيديو مسجلة من ميغان، حيث قال: "طوال هذا الموسم، أثرت قصتك وموهبتك بي وألهمت الناس في جميع أنحاء العالم، ولدينا رسالة عظيمة لك من معجب خاص، إنها ميغان، دوقة ساسكس".