بعد مرور 6 أشهر على عملية زراعة وجه نادرة أجريت له في أغسطس/آب 2020، يحاول الشاب الأمريكي جو ديمو العودة إلى استخدام تعابير وجهه من خلال إشراف طبي، وفق ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس"، الأربعاء 3 فبراير/شباط 2021.
إذ تعرض جو ديمو (22 سنة) قبل سنتين إلى حروق بالغة على مستوى الوجه والأطراف بعد حادث سيارة ليخضع لاحقاً إلى عملية خطيرة لزراعة وجه ويدين.
إعادة التأهيل بعد زراعة وجه
يتعلم جو استخدام عضلات وجهه الجديد للابتسام أو الغمز ورفع حاجبيه، أو غلق وفتح عينيه، وعضلات يديه للإمساك بالأشياء. ويقول جو: "كنت أعلم أنها ستكون خطوات صغيرة على طول الطريق.. يجب أن يكون لديك الكثير من الحافز والصبر. وعليك أن تظل قوياً".
فيما يتعين على جو تناول أدوية مدى الحياة لتجنب رفض جسمه عمليات الزرع، بالإضافة إلى إعادة تأهيل مستمر لاكتساب الإحساس والوظائف في وجهه ويديه الجديدتين.
بينما قال خبراء إن عملية زراعة وجه ويدين التي أجريت لجو في المركز الطبي الجامعي "لانغون هيلث" في نيويورك كانت ناجحة، لكن سيستغرق الأمر بعض الوقت للتأكد من ذلك.
البحث عن متبرع لم يكن سهلاً
قدر الأطباء أنه كانت لديه فرصة 6% فقط للعثور على تطابق متوافق مع جهاز المناعة لديه، وأرادوا أيضاً العثور على شخص من نفس الجنس ولون البشرة وهيمنة اليد.
ثم أثناء البحث عن متبرع، ضرب الوباء وانخفضت التبرعات بالأعضاء، في أوائل أغسطس/آب، حدد الفريق أخيراً متبرعاً في ديلاوير وأكمل الإجراء الذي استمر 23 ساعة بعد بضعة أيام.
قاموا ببتر يدي ديمو واستبدالهما عند منتصف الساعد وربط الأعصاب والأوعية الدموية و21 وتراً بخيوط رقيقة، وقاموا أيضاً بزراعة وجه كامل، بما في ذلك الجبين والحواجب والأنف والجفون والشفتين والأذنين وعظام الوجه الكامنة.
قال الدكتور إدواردو رودريغيز، الذي قاد الفريق الطبي المؤلف من أكثر من 140 شخصاً: "بدت إمكانية نجاحنا بناءً على سجل الإنجازات ضئيلة. ليس الأمر أن شخصاً ما فعل هذا عدة مرات من قبل ولدينا نوع من الجدول الزمني، وصفة يجب اتباعها".
كما أضاف الدكتوررودريغيز، حتى الآن، لم يُظهر ديمو أي علامات على رفض وجهه أو يديه الجديدتين. ومنذ مغادرته المستشفى في نوفمبر، يخضع ديمو لإعادة تأهيل مكثف، ويخصص ساعات يومياً للعلاج الطبيعي والمهني وعلاج النطق.
عمليات نادرة حول العالم
أحصت الشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء التي تشرف على نظام زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة، 18 عملية لزراعة الوجه حول العالم، و35 عملية لزراعة اليدين.
لكن عمليات زراعة الوجه واليدين المتزامنة نادرة للغاية وقد تم تجربتها مرتين فقط من قبل. وكانت المحاولة الأولى في عام 2009 لمريض في باريس توفي بعد نحو شهر فقط من العملية بسبب مضاعفات.
بعد ذلك بعامين، حاول أطباء في بوسطن إجراء العملية على امرأة تعرضت للهجوم من قبل شمبانزي، لكنهم اضطروا إلى إزالة الأيدي المزروعة بعد أيام قليلة فقط.
إذ قال الدكتور بوهدان بوماهاك وهو جراح في مستشفى بريغهام في بوسطن: "حقيقة أنهم يستطيعون القيام بذلك أمر غير عادي، أعلم أن الأمر معقد بشكل لا يصدق، إنه نجاح هائل".