مصنوعة من الخشب وتسع شخصين.. مدينة ألمانية تركب كابينات لحماية المشردين من برد الشتاء

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/24 الساعة 16:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/24 الساعة 16:20 بتوقيت غرينتش
المجمع الديني يعكس تنوّع المجتمع الألماني / الأناضول

قالت صحيفة The Independent البريطانية، في تقرير لها يوم الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، إن سلطات مدينة أولم بولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية أقدمت على تركيب كابينات نومٍ محمية من الرياح والمياه في شوارعها، وذلك بهدف إيواء المشردين الذين يعانون من عدم وجود مكان يستطيعون النوم فيه، خصوصاً في فصل الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير، ما يمثل خطورة على حياتهم.

الكابينات المصنوعة من الخشب والحديد تسع شخصين، وتقي من البرد والرياح والرطوبة، وتضمن أيضاً تدفق الهواء النقي لمَن بداخلها.

أجهزة استشعار تقنية

جرى تجهيز الكبسولات بأجهزة استشعار تقنية بسيطة تكتشف ما إذا كانت الكبسولة شاغرة أم لا، وكذلك للتحكم في درجة الحرارة وإمدادات الهواء النقي.

حيث إن الشخص حينما يقوم بفتح باب الكابينة تُطلق أجهزة استشعار الحركة إشعاراً للعاملين الاجتماعيين ليتفقدوا الكابينة بعد استعمالها ويتأكدوا من إمكانية تنظيفها، ويوفروا المساعدة لمَن يستعمل هذه الكابينة الفريدة.

الكبسولات مزودة أيضاً بالألواح الشمسية ومربوطة بشبكة راديو، ما يسمح لساكنيها بالتواصل دون الاعتماد على شبكات الهواتف الجوالة.

فيما لا توجد كاميرات في الكابينات، الشبيهة بغرفة صغيرة، من أجل ضمان الخصوصية.

المتحدث باسم مجلس مدينة أولم أوضح أن الكابينات وُضعت في المدينة، على بُعد 75 ميلاً غرب ميونخ ثالث أكبر مدن ألمانيا، في 8 يناير/كانون الثاني الجاري في المتنزهات ومناطق أخرى ينام فيها المشردون.

كانت سلطات مدينة أولم الألمانية قد أجرت في نهاية عام 2019 اختبارات لـ"كبسولة أولم"، لتحديد مدى ملاءمة تلك الكبسولات للمشردين.

صناع "كبسولة أولم" صرّحوا بأن الكابينات مُخصصة لمَن لا يمكنهم دخول ملاجئ المشردين العادية، إما بسبب العوامل النفسية، وإما لأن لديهم حيواناً أليفاً على سبيل المثال.

جائحة كورونا عطّلت تركيب الكبسولات

كان من المفترض الانتهاء من تجهيز تلك الكبسولات في  وقت سابق، إلا أن جائحة كورونا تسببت في تأخر تركيب الكابينات، بحسب صناع "كبسولة أولم" الذين قالوا إنهم تمكنوا من تركيبها في الوقت المناسب قبل "الليالي الأشد برداً".

بينما تُجرى تقييمات حالياً لتحديد ما إذا كانت "كبسولة أولم" مناسبة للحماية من قضمة الصقيع. وإن كانت كذلك، يُمكن تكييفها لنشرها في أنحاء البلاد.

إلا أن الفريق المسؤول عن الكابينة قال إنها ليست بديلاً عن الإقامة في نزل أو منشأة سكنية تقليدية، لكنها بديلٌ عن النوم في العراء، ووصفوها بأنها "ملاذ أخير وقت الطوارئ".

فكرة "كبسولة أولم" تم تطويرها من قِبل مجموعة من الفنانين بولاية بادن فورتمبيرغ بتكليف من إدارة مدينة أولم.

يذكر أن كبسولات النوم كانت قد أتيحت للمرة الأولى لهؤلاء الذين ينامون في ظروف جوية قاسية منذ عامين، وهي الآن توفر عزلاً حرارياً داخلياً محسناً يضمن رطوبة أقل ودفئاً أكثر.

"ألمانيا ليست جنّة"

سبق أن تحدثت وسائل إعلام ألمانية أن الحياة في بلادهم ليست كما يبدو للكثيرين جنّة يحلو فيها العيش لكل الأشخاص، لأن ألمانيا التي تتمتع بأقوى اقتصاد أوروبي يرزح فيها الآلاف تحت نير الفقر والحرمان، وهناك أيضاً غدت الحياة اليومية بالنسبة لهم مجرد صراع من أجل البقاء.

كما يشار إلى أن بعض الأشخاص المشردين في ألمانيا تعرضوا سابقاً لهجمات وحشية، وصلت حد قيام مجهولين بصب سائل قابل للاشتعال وإضرام النار في رجلين بلا مأوى، متسببين بإصابات بالغة.

تحميل المزيد