طوّر علماء في العاصمة الصينية بكين علاجاً جينياً جديداً يمكنه إبطال بعض تأثيرات الشيخوخة في الفئران وإطالة عمرها، وهي النتائج التي قد تسهم يوماً ما في علاج مماثل للبشر من أجل تأخير الشيخوخة، وفق ما ذكرته رويترز، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021.
تتضمن الطريقة، التي وردت بالتفصيل في بحث نشرته دورية "جورنال ساينس ترانسليشن ميديسن"، تعطيل جين يسمى كات7، الذي اكتشف العلماء أنه مساهم رئيسي في شيخوخة الخلايا.
تأخير الشيخوخة "ممكن" لدى الفئران
قالت المشرفة المشاركة على المشروع الذي يهدف لدراسة إمكانية تأخير الشيخوخة البروفيسور تشو جينغ (40 عاماً) والمتخصصة في طب الشيخوخة والطب التجديدي من معهد علم الحيوان في الأكاديمية الصينية للعلوم، إن العلاج المحدد الذي استخدموه والنتائج كانت الأولى من نوعها على مستوى العالم.
أضافت: "تُظهر هذه الفئران بعد فترة من ستة إلى ثمانية أشهر تحسناً عاماً في المظهر وقوة التشبث والأهم من ذلك امتداد عمرها بنحو 25%".
استخدم فريق علماء الأحياء التابع للأكاديمية الصينية طريقة لفحص آلاف الجينات بحثاً عن تلك التي تعد محركات قوية على نحو خاص للشيخوخة الخلوية، وهو المصطلح المستخدم لوصف شيخوخة الخلايا.
كما قالت البروفيسور تشو إنهم حددوا 100 جين من بين نحو 10 آلاف، وكان كات7 هو الأكثر فاعلية في المساهمة في الشيخوخة في الخلايا.
هذا الجين هو واحد من عشرات الآلاف من الجينات الموجودة في خلايا الثدييات. وقام الباحثون بتثبيطه في كبد الفئران باستخدام طريقة تسمى الناقل الفيروسي البطيء.
على الرغم من ذلك فإن الطريقة لا تزال بعيدة عن الاستعداد للتجارب البشرية وفقاً لما ذكرته تشو. وأضافت: "في النهاية نأمل أن نتمكن من إيجاد طريقة لتأخير الشيخوخة ولو بنسبة ضئيلة جداً.. في المستقبل".
هذا ما كشفته دراسات سابقة
بينما تهتم الدراسات غالباً ببحث أعراض وتأثيرات التقدم في العمر عند المسنين، ركز باحثون أمريكيون على دراسة العمر البيولوجي لمجموعة كبيرة من الأشخاص في الفئات العمرية المختلفة.
اعتمدت الدراسة التي نشرتها دورية "بروسيدينجز" العلمية، على فحص الحالة الصحية والنفسية بشكل منتظم لـ 1937 شخصاً في إحدى مدن نيوزيلندا منذ ولادتهم وحتى بلوغهم 38 عاماً.
طور الباحثون آلية لقياس سرعة العجز في أعضاء الجسم المختلفة من الكلى والرئة والكبد وجهاز المناعة، كما ركزوا على التغيرات في معدل الكوليسترول وصحة الأسنان ووضع شرايين الدم خلف العين والتي تعد مؤشراً على حالة الشرايين الدموية في المخ.
بناءً على هذه المعايير قام الباحثون بتحديد العمر البيولوجي للخاضعين للتجربة والذي تراوح بين 28 و61 عاماً. وقال المشرف على الدراسة، دان بيلسكي من جامعة ديوك الأمريكية: "علينا البدء في دراسة التقدم في العمر عند الشباب، إذا كانت لدينا رغبة في الحد من الأمراض المرتبطة بالعمر".
عوامل جينية وبيئية تتحكم في الشيخوخة
خلصت النتيجة إلى أن معظم المشاركين في الدراسة تقدم عمرهم البيولوجي مرة كل سنة، في حين أن البعض كان يكبر بمعدل 3 سنوات بيولوجية في كل عام زمني. ولاحظ الباحثون أن سرعة التقدم في العمر البيولوجي تزيد لدى الأشخاص الذين تتجاوز سنهم الـ 38 عاماً.
أظهرت اختبارات قياس نسبة الذكاء تراجعاً لدى هذه الفئة، وهو ما يشير إلى مخاطر الإصابة بالزهايمر والسكتات الدماغية. واعتمد الباحثون في تحديد العمر البيولوجي أيضاً على أقوال الخاضعين للدراسة أنفسهم حول معاناتهم من صعود الدرج مثلاً أو شعورهم بتغير في صحتهم العامة. وأوضح مشرف الدراسة بيلكسي أن آثار التقدم في العمر بدأت في الظهور من سن الـ 26.
يأمل الباحثون أن تؤدي هذه الدراسة إلى إدراك أبعاد عملية التقدم في العمر بشكل مجمل، كبديل لعلاج كل مرض مرتبط بالتقدم في السن بشكل منفصل.
في هذا الصدد قال بيلسكي: "تزيد مخاطر تعرضنا لأمراض مختلفة كلما تقدم بنا العمر.. يجب أن يكون التقدم في العمر نفسه هو هدف بحثنا، حتى نتمكن من الحيلولة دون وقوع العديد من الأمراض في نفس الوقت".