النوم في المحيط يختلف بالتأكيد عن النوم على الأرض أو اليابسة، وبطبيعة الحال، لا تملك الحيوانات البحرية المتطلبات نفسها كما الحيوانات على اليابسة، وتحديداً لفترات طويلة من النوم غير المضطرب كما نفعل. فكيف تنام الحيوانات البحرية من دون أن تغرق، وهل تنام أصلاً؟
تُظهر ملاحظات الدلافين في الأحواض المائية وحدائق الحيوان، وكذلك الحيتان والدلافين البرية، طريقتين أساسيتين للنوم: إما الاستراحة بهدوء في الماء، عمودياً أو أفقياً، وإما النوم أثناء السباحة ببطء بجانب حيوان آخر.
كيف تنام الحيوانات البحرية؟
جمعنا في هذا التقرير أنماط نوم بعض الحيوانات المائية:
كيف تنام الحيتان؟
الحيتان (ومعها الدلافين وخنازير البحر) أسماك ثديية تتنفس بإرادتها، ما يعني أنها تفكر في كل نفَس تأخذه.
يتنفس الحوت من خلال الثقوب الموجودة أعلى رأسه، لذلك يحتاج الصعود إلى سطح الماء للتنفس. لكن هذا يعني أن الحوت يحتاج أن يكون مستيقظاً حتى يتنفس.
كيف يأخذ الحوت قسطاً من الراحة؟
تُظهر الأبحاث التي أُجريت على الحيوانات الأسيرة، أن الحوتيات تريح نصف دماغها في كل مرة، بينما يظل النصف الآخر مستيقظاً، ليتأكد من أن الحيوان يتنفس.
عندما تنام الثدييات البحرية وتسبح في الوقت نفسه، فإنها تكون في حالة تشبه القيلولة، بحسب ما نشره موقع مجلة Scientific American العلمية الأمريكية.
في الواقع، تستريح الحيتان والدلافين الصغيرة وتأكل وتنام بينما تسبح أمهاتها وتسحبها في المجرى المائي، وهو وضع يسمى "السباحة القيادية". في هذه الأوقات، تنام الأم أيضاً أثناء التنقل.
وفي حقيقة الأمر، يجب ألا تتوقف الحوت الأم عن السباحة في الأسابيع الأولى من حياة المولود الجديد؛ ولو توقفت، فسيغرق العجل، لأنه يولد بلا دهون كافية ليطفو بسهولة كوالدته.
حيوانات الفظ
إذا كنت تعتقد أنك محروم من النوم، فعادات نوم الفظ ستذهلك.
إذ ذكرت دراسة مثيرة للاهتمام أن حيوانات الفظ تمارس "أكثر أنواع الغفوة غرابة في العالم".
وتبين أن الفظ ينام في الماء، وأحياناً "يتدلى" من خلال أنيابه التي يثبّتها على الجليد الطافي كي يسترخي كلياً.
كيف تنام أسماك القرش؟
تستخدم أسماك القرش فتحات التنفس لسحب المياه المؤكسجة، مما يسمح بالراحة الثابتة.
لا تنام أسماك القرش مثل البشر، ولكنها تعيش فترات نشاط وراحة، وفق ما أوضحه متحف Florida Museum للحيوانات البحرية.
ويبدو أن أنواع أسماك القرش التي تحتاج السباحة باستمرار للحفاظ على حركة المياه فوق الخياشيم، لديها فترات نشطة وفترات راحة، بدلاً من الاستسلام لنوم عميق كما فعل البشر، يبدو أنها "تسبح أثناء النوم"، حيث تكون أجزاء من أدمغتها أقل نشاطاً (أو في استراحتها)، بينما يستمر القرش في السباحة.
وأشارت دراسة واحدة على الأقل إلى أن النخاع الشوكي لسمك القرش، وليس الدماغ، هو المسؤول عن تنسيق حركات السباحة؛ من شأنه أن يسمح لأسماك القرش بالسباحة وهي غير واعية.
كيف تنام الدلافين؟
تنام الدلافين عن طريق إراحة نصف دماغها في كل مرة. وهذا ما يسمى بالنوم النصف كروي.
تُظهر موجات دماغ الدلفين النائم أن أحد جانبي دماغه "مستيقظ"، بينما الآخر في نوم عميق، ويسمى نوم الموجة البطيئة.
وخلال النوم، تكون العين المقابلة للنصف النائم من الدماغ مفتوحة، بينما العين الأخرى مغلقة.
هذا النوم يسمح للدلافين بمراقبة بيئتها باستمرار. وأظهرت دراسة نُشرت في عام 2012 بواسطة العالم براين برانستتر وزملائه، أن الدلافين يمكن أن تظل في حالة تأهب لمدة تصل إلى 15 يوماً.
وغالباً ما تسبح ذكور الدلافين البالغة، والتي تسافر عموماً في أزواج، ببطء جنباً إلى جنب أثناء نومها. أما الإناث والصغار فتسبح معاً في مجموعات أكبر.
تنام الدلافين عموماً في الليل، ولكن لبضع ساعات فقط في كل مرة؛ وغالباً ما تكون نشطة في وقت متأخر من الليل، وذلك لتتغذى على الأسماك أو الحبار، الذي يرتفع بعد ذلك من الأعماق.
ماذا عن الأسماك العادية؟
لا تغمض الأسماك عيونها -بسبب عدم وجود الجفون– وليست لديها أيضاً علامات أو إشارات على نوم حركة العين السريعة؛ ومع ذلك، فإنها تنام.
وبحسب الدراسات التي أجريت مؤخراً في أبحاث الدماغ السلوكية وعلم الأحياء PLoS والطبيعة، فإن بعض أنواع السمك لديها دورات تنفس أبطأ في النوم، وتأخذ قيلولة، ويمكن أن تعاني من الحرمان من النوم، ويحكمها الميلاتونين (تماماً مثل البشر) الذي ينظم دورة نومها بناءً على الإضاءة المحيطة.