قالت صحيفة The Independent البريطانية إن أحد المسؤولين السبعة الذين أُقيلوا من عملهم في أحد أكبر المصانع التابعة لشركة "تايسون فودز" Tyson Foods الأمريكية للأغذية، بعد اتهامهم بالمراهنة على إصابة عمال المصنع بفيروس كورونا، دافع عن أفعالهم باعتبارها كانت تهدف إلى "رفع المعنويات".
الصحيفة أشارت الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى أن حفنة من كبار المديرين في مصنع لمعالجة اللحوم كانوا قد أُقيلوا من عملهم في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن أكد تحقيق مستقل مزاعم بأنهم أقاموا رهاناً على عدد العمال الذين سيُصابون بفيروس كورونا، في نوع من الاستهتار بحياة العمال، بحسب الاتهامات الموجهة إليهم.
جاءت هذه المزاعم في دعاوى قضائية تتضمن تهم القتل بالخطأ، ورفعها أفراد عائلات العمال الذين لقوا حتفهم أثناء تفشي المرض في المصنع، والذي قيل إنه أصاب أكثر من 1000 شخص من العاملين فيه، مات منهم ما لا يقل عن ستة أشخاص.
مراهنة على إصابة الموظفين بفيروس كورونا
تحدث دون ميرشبروك، وهو أحد المديرين السابقين بالمصنع محل الواقعة في واترلو، بولاية أيوا الأمريكية، إلى وكالة The Associated Press، بهدف "إبراء ذمتهم" وإيضاح أن المديرين المُقالين "ليسوا أشراراً" على نحو ما صورتهم الشركة للتخلي عنهم.
من جانبه، قال ميرشبروك، الذي لم يذكر اسمه كمدعى عليه في الدعاوى القضائية المرفوعة، في حديثه إلى الوكالة الإخبارية إن المديرين أجروا تجمعاً لحصر المراهنات في الربيع الماضي بعد دقائق من اختبارات جماعية للتحقق من الإصابة بفيروس كورونا من عدمه بين 2800 عامل في المصنع.
كما قال ميرشبروك إن المبلغ المجموع بلغ تقريباً 50 دولاراً نقداً، وقد مُنح بعد ذلك للفائز الذي راهن على النسبة الصحيحة من العمال الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس.
دفاعاً عن زملائه من مسؤولي المصنع، قال ميرشبروك لوكالة AP: "لقد كانت مجموعة من المُشرفين المُرهقين الذين عملوا بجد وذكاء لحل العديد من المشكلات غير القابلة للحل".
كما أضاف: "لقد كان شيئاً بغرض المتعة، كنوع من رفع المعنويات في خضم جهود لا تُصدق. لم تكن هناك أي نية خبيثة. ولم يكن القصد منه قط الاستخفاف بأي شخص".
"معضلة غير قابلة للحل"
على الجانب الآخر، دحض ميل أوركارد، وهو محامٍ يمثل عائلات الموظفين المتوفين، فكرة أن حماية العمال من فيروس كورونا كانت "معضلة غير قابلة للحل".
فيما استعان محامو أربعة من العمال الذين لقوا حتفهم إثر الإصابة بالفيروس، بالإشارة إلى الرهان وإجرائه، على أنه انعكاس معبر عن موقف الشركة اللامبالي حيال صحة العمال وسلامتهم.
منتقداً قال أوركارد، أحد المحامين الممثلين للعمال: "عند الاستماع لقصص أولئك الذين فقدوا أباً أو أخاً أو زوجة، أجد صعوبة في التعاطف مع مديرن عملوا ساعات إضافية وكانوا متعبين".
كان المدعي العام الأمريكي السابق إريك هولدر، قد فتح تحقيقاً في مزاعم إقامة المراهنات، بعد أن تلقت الشركة انتقادات لاذعة وردود فعل حادة في أعقاب الاتهامات التي أوردتها الدعوى القضائية.
مع ذلك، لم تنشر الشركة نتائج تقريرها واشتكى المديرون من أن الشركة أنهت عملهم دون تفسير.
هذا، فيما أخبر ميرشبروك، أحد مسؤولي الشركة، وكالة AP، أن المشاركين في الرهان لم يفكروا في أنه ينتهك سياسة الشركة، واعتقدوا أن نسب إيجابية الاختبار ستنخفض بالنظر إلى مساعي التخفيف من قيود الإغلاق.
غير أن المتحدث باسم شركة "تايسون" رفض التعليق على تأكيدات ميرشبروك، عندما اتصلت به وكالة AP.