بالتوازي مع جائحة كورونا عصفت جائحة من نوع آخر، معلوماتية استهدافية متعددة المآرب.
جائحة استهدفت الرأي العام عبر أخبار مزيفة في عام كان الشك عنوانه الأبرز، بسبب اختبار البشرية مرضاً جديداً كلياً، فشغلت الرأي العام مرة وألهته عما يدور في الأروقة السياسية مرة أخرى.
شائعات انتشرت في 2020
ورغم كل الأحداث السياسية والاقتصادية، شكلت جائحة كورونا العنوان الرئيسي لعام 2020، وكما انتشر الفيروس، انتشرت مثله شائعات خاطئة حوله.
شبكات الجيل الخامس للمحمول تنقل الفيروس
من هذه الشائعات مثلاً انتقال الفيروس عبر موجات الراديو أو شبكة الجوال من الجيل الخامس، وهو المشروع التكنولوجي الذي سيحل قريباً محل الجيل الرابع الذي لم يعد قادراً على استيعاب التزايد المطرد للاتصالات الصوتية وخدمات الفيديو.
ولكن كما تبين لاحقاً، ينتقل فيروس كورونا بقطرات الجهاز التنفسي، من خلال السعال أو العطس الذي يمكن أن يتنشقه إنسان غير مصاب فتنتشر العدوى.
الفيروس لا ينتقل في الدول الحارة
وكانت شائعات العلاج من فيروس كورونا الأكثر انتشاراً، لتعكس الخوف من المجهول الذي ألمَّ بسكان الكرة الأرضية، ومنها مثلاً عدم انتقال الفيروس في الأماكن الحارة أو الرطبة، وهو ما تبين أنه اعتقاد خاطئ، إذ انتشر الفيروس في جميع دول العالم وفي جميع المناخات الجوية.
وجود شرائح داخل لقاح كورونا لمراقبة الناس
بدأت هذه الشائعة مع بداية ظهور فيروس كورونا، إذ زعمت أكثر من جهة أن اللقاح سيكون مزوداً بشرائح مصنوعة بتقنية النانو ستدخل جسم الإنسان لتراقب وتترصد.
لكن هذه الادعاءات غير صحيحة، ولا وجود لتكنولوجيا تتيح إدخال برمجيات مشابهة إلى جسم الإنسان، بحسب ما أكده خبراء لوكالة فرانس برس.
إذ قال الخبير في الأمراض المعدية بجامعة غريفيث، نيجل ماكميلان، إن جزيئات النانو الدهنية الموجودة في اللقاح والمصنوعة من مواد دهنية، كالكوليسترول الموجود في أجسام البشر، أو المستخرجة من النبات، تؤدي دور الحماية للبروتين المضاد للفيروس عند دخوله الخلية.
دجاجة مصر المزيفة ليكسي
ليكسي هو اسم "أشهر فرخة في مصر"، وهي أول دجاجة تجري عملية جراحية، وأثارت قصتها اهتمام رواد الشبكات الاجتماعية بعدما تداولت تقارير إعلامية إجراء طبيبين مصريين جراحة كلفت أكثر من 400 دولار أمريكي، لعلاج كسر ساقها.
ولفتت الأنظار أيضاً إلى صاحبها السويسري المحب للطيور والذي يربيها بفيلا يملكها بإحدى المدن الساحلية.
لكن بعد أكثر من 48 ساعة على انتشار القصة عبر مختلف وسائل الإعلام المصرية سواء المقروءة والمرئية، إضافة لوسائل التواصل الاجتماعي، تبين أن الصور نُشرت على حساب طبيب بيطري برازيلي قبل يومين من انتشار القصة في مصر بالأساس، ما يعني اختلاق القصة من أساسها والتي صدمت الشارع المصري في شهر سبتمبر/أيلول 2020.
صحيفة "المصري اليوم" التي كانت إحدى وسائل الإعلام التي تواصلت مع الطبيب المصري محمد أحمد حسن ونقلت القصة على لسانه، قالت إنه أغلق هاتفه وعيادته بعد أن تبيَّن أن قصته مختلفة، وأشارت أيضاً إلى قرار مدير مديرية الطب البيطري بمحافظة البحر الأحمر، فتحي سلمي صهبي، التحقيق في الواقعة؛ للحفاظ على المهنة من الادعاءات الكاذبة والمضللة.
وفاة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون
شكَّل هذا الخبر موجة تسونامي حول العالم وأربك العديد من وسائل الإعلام العالمية منها شبكة CNN.
وفقاً لما ورد بقصص إخبارية نشرتها وسائل إعلام ذات مصداقية -لكن لم يحالفها الحظ هذه المرة- كان كيم قد وافته المنية. وبحسب صحفيين، فقد كان في "خطر بالغ"، ربما نتيجة لعملية جراحية فاشلة. أما آخرون فنشروا أنه كان في غيبوبة أو أصيب بسكتة دماغية، ولكن مثلما اتضح لاحقاً، كان ما زال على قيد الحياة.
وذكر تقرير نشره موقع CNN يوم 20 أبريل/نيسان، أن كيم يتعافى من "إجراء طبي بالقلب والأوعية الدموية"، على الأرجح نتيجة لكثرة التدخين والسمنة والإعياء، وأن حالته الصحية يُقال إنها مستقرة.
لكن محرر المواد الإخبارية المنشورة باللغة الإنجليزية لدى الموقع، قال لاحقاً إن ترجمة مصطلح "إجراء طبي بالقلب والأوعية الدموية" من الخبر المنشور باللغة الكورية إلى الإنجليزية كانت خاطئة، إذ تُرجم على أنه "جراحة بالقلب"، ليصبح أكثر خطورة مما هو عليه، ويجد طريقه إلى التقارير الإخبارية الأخرى.
وعزز اختفاؤه فترة وظهور أكبر لشقيقته من هذه الشائعة التي تبين أنها مجرد شائعة.
وفاة فيروز
صُدم اللبنانيون والعرب، في شهر أغسطس/آب، بخبر وفاة المطربة الأيقونة فيروز، إذ تم تداول الخبر عبر تطبيق واتساب، بأنها توفيت في مستشفى الجامعة الأمريكية بالعاصمة بيروت.
لكن سرعان ما نفى أفراد من عائلة الرحباني الخبر المتداول، مستنكرين محاولات التضليل والإلهاء والصدمة التي حلت بالشعب اللبناني في الرابع من ذاك الشهر بعد وقوع انفجار مرفأ بيروت وسقوط نحو 200 قتيل وإصابة نحو 6500 وإلحاق أضرار بمليارات الدولارات، نتيجة انفجار مادة نترات الأمونيوم المخزنة بطريقة غير قانونية داخل أحد العنابر.