مصطلح التلوث يشير إلى إضافة مواد ملوثة إلى البيئة الطبيعية مما يؤدي إلى التأثير عليها بشكل سلبي. التلوث كان دائماً نتيجة صنع الإنسان، وقد زاد مستوى التلوث البيئي مع ارتفاع عدد السكان والتطورات التي أحدثتها الحضارة الإنسانية. يمكن أن تختلف أنواع التلوث حسب جزء البيئة المُلوَّث أو نوع الملوثات. مع ذلك، نظراً للمجموعة الواسعة من الطرق التي تمكن جنسنا البشري من خلالها من تلويث البيئة، لدينا أيضاً التلوث الناتج عن الضوضاء والضوء والإشعاع والحرارة والتلوث البلاستيكي.
تعرف في السطور التالية على أنواع التلوث المختلفة بالتفصيل، وفقاً لموقع WorldAtlas الكندي.
تلوث الهواء
يشير تلوث الهواء إلى إطلاق الملوثات مثل الغازات السامة والجزيئات البيولوجية والجسيمات في الجو. يمكن أن تنتج الملوثات من مصادر عديدة بما فيها كل من العمليات الطبيعية والنشاط البشري. تشكل الثورات البركانية والثورات البحيرية والسيارات والنفايات الصناعية وما إلى ذلك بعض الأمثلة على مصادر تلوث الهواء. ويُعد أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون والكلوروفلوروكربون وما إلى ذلك بعض الأمثلة من ملوثات الهواء. يمكن لمثل هذا التلوث أن يسبب أشد الضرر على صحة جميع أشكال الحياة على وجه الأرض ورفاهيتها.
تلوث المياه
تلوث المياه هو تلوث المسطحات المائية -مثل البحيرات والأنهار والبرك والمياه الجوفية وما إلى ذلك- الناتج عن الملوثات. ومثل تلوث الهواء، يُعد تلوث المياه أحد أكثر أنواع التلوث ضرراً، حيث تنتهي كمية كبيرة من كل أنواع الملوثات المُنتجة على الأرض في المسطحات المائية.
وتتمثل أهم ملوثات المياه في النفايات السامة التي تطلقها الصناعات، ومسببات الأمراض المنبعثة في مياه الصرف الصحي، والمواد الكيميائية الضارة الموجودة في الصرف الزراعي وما إلى ذلك. يمكن أن يؤدي تلوث المياه إلى جوائح وحتى أوبئة من شأنها إبادة سكان فصيلة بأكملها أو حتى أكثر من فصيلة. وبالتالي، فإن تلوث المياه له تأثير ضار للغاية على البيئة، والمجتمع، والاقتصاد في المكان الذي يحصل فيه.
تلوث التربة
عندما تتلوث أرض منطقة ما، يؤدي ذلك إلى تلوث التربة أو تدهورها. فالتربة مهمة لنمو جميع النباتات بما فيها المحاصيل. وبالتالي، يؤدي تدهور جودة التربة إلى انخفاض الغلات وعلة المحاصيل المزروعة فيها. تعد المواد الكيميائية الزراعية والصناعية هي الملوثات الشائعة للتربة.
التلوث الضوضائي
عندما تعج البيئة بالأصوات المزعجة التي لا طائل منها والضارة بالحيوانات والنباتات، يُسمى هذا التلوث الضوضائي. وتتمثل بعض المصادر الأكثر شيوعاً للتلوث الضوضائي في مركبات النقل والآلات والصناعات، والموسيقى العالية، وصياح الأشخاص وما إلى ذلك. يمكن أن يؤدي هذا النوع من التلوث على المدى الطويل إلى أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية. وقد تتأثر أيضاً الصحة النفسية للأفراد بالضوضاء.
التلوث البلاستيكي
مثلما يوحي الاسم، ينتج التلوث البلاستيكي عن تراكم البلاستيك في البيئة. يشكل البلاستيك، وهو مادة غير قابلة للتحلل، ضرراً بالغاً على كل أشكال الحياة على الأرض. في كل عام، تفقد آلاف الحيوانات حياتها بسبب التلوث البلاستيكي. إذ يؤدي ابتلاع هذه البلاستيكات أو التعثر في الأشياء البلاستيكية إلى قتل هذه الحيوانات. ينتهي المطاف بمعظم النفايات البلاستيكية المتولدة في العالم في المحيطات، حيث تسبب ضرراً بالغاً على النظام البيئي البحري.
التلوث الإشعاعي
عندما توجد المواد الإشعاعية في مناطق حيث يكون وجودها غير مرغوب فيه أو غير مقصود، تؤدي إلى نوع من التلوث يسمى التلوث الإشعاعي. مثل هذه المواد تكون شديدة السمية على جميع أشكال الحياة على الأرض. وتؤدي المواد المشعة إلى حدوث طفرات في المادة الوراثية للكائنات الحية، مما يتسبب في أنواع مختلفة من السرطانات. ويمكن أن يؤثر التعرض إلى مثل هذه المواد السمية تأثيراً ضاراً على أنظمة الجسم المختلفة. إذ إن الموت أو التشوه يعدان من الآثار الشائعة للتعرض للنفايات الإشعاعية. ومن الأسباب الشائعة للتلوث الإشعاعي الإدارة غير المسؤولة لمثل هذه النفايات أو الكوارث الإشعاعية.
التلوث الضوئي
يُعرف تلوث البيئة الليلية بسبب الضوء الاصطناعي بالتلوث الضوئي. ينتج هذا النوع من التلوث عن الإنارة المفرطة في الشوارع، والمصابيح الكاشفة المستخدمة في الاستاد، والأضواء المستخدمة في المناطق الصناعية وما إلى ذلك. تشمل الآثار السلبية للتلوث الضوئي إفساد البيئة الجمالية لمكان ما، وإحداث اضطرابات في النظام البيئي، والإضرار بصحة الكائنات الحية أيضاً.
التلوث الحراري
يؤدي التغير المستحث في حرارة المساحات الكبيرة من المياه في حدوث تلوث حراري. ويؤدي هذا النوع من التلوث إلى تدهور نوعية المياه؛ إذ إن المياه الدافئة لا توفر ظروفاً معيشية مثالية للنباتات والحيوانات المائية. على سبيل المثال، عند إطلاق المياه المستخدمة كمبرد في محطات الطاقة أو تلك المستخدمة في الصناعات في مسطح مائي طبيعي، يختلط الماء الدافئ أو الساخن مع باقي المياه، مما يؤدي لرفع درجة حرارة النظام البيئي المائي بشكل عام. تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أيضاً إلى تغيير تكوين العناصر الذائبة في المياه. يمكن أن تموت الحيوانات والنباتات التي تعيش في منطقة تكيفت سابقاً على نطاق حرارة معينة بسبب هذا التغيير المفاجئ في درجة الحرارة. وبالتالي، تتعرض الحياة المائية إلى صدمة حرارية بسبب التلوث الحراري.
التلوث البصري
يحب الجميع رؤية المساحات الخضراء النظيفة والمناظر الخلابة. عندما يضع النشاط البشري حواجز قبيحة تحولُ دون مشاهدة هذه المناظر المفتوحة الصافية، يطلق على هذا التلوث البصري. يمثل تركيب اللوحات الإعلانية والتخزين المفتوح للقمامة وشبكات الأسلاك الكهربائية التي تتقاطع مع بعضها البعض في الأعلى في الشوارع وما إلى ذلك تلوثاً بصرياً. يؤدي هذا النوع من التلوث إلى التشتت وإرهاق العين وغيرها من المشكلات النفسية الأخرى.
تراكم القمامة
عندما لا يجري التخلص من إنتاج النفايات التي يولدها الإنسان بالطريقة الصحيحة، يؤدي ذلك إلى تراكم القمامة. في هذا الصدد، يمكن أن تشمل النفايات أي شيء يتخلص منه البشر بعد استخدامه مثل الزجاجات ومواد التعبئة والتغليف والنفايات الإلكترونية والنفايات المعدنية وما إلى ذلك. تشكل بعض تلك الملوثات خطورة على صحة البيئة. عندما تتسرب المواد الكيميائية من مثل هذه النفايات إلى التربة أو تدخل في المسطحات المائية، فإنها تسبب تلوث التربة وتلوث المياه. وفي النهاية، تدخل هذه النفايات في أجسام الكائنات الحية لتصيبها بالأمراض أو تسبب الوفاة.