قرر أوليج ديريباسكا، رجل الأعمال الروسي الرائد في مجال الألومنيوم، بناء منزل جديد لفائدة "أشد النساء وحدة في العالم"؛ حتى يمكنها الاستمرار في العيش على بُعد مئات الأميال من أقرب جيرانها، يتعلق الأمر بـ"أغافيا ليكوفا" (76 عاماً)، التي تعيش بالجبال الخلابة في روسيا، بعد أن فرَّت عائلتها من الاضطهاد الديني في عام 1936.
وفق تقرير لصحيفة Mirror البريطانية، السبت 12 ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن "ليكوفا" هي الناجية الوحيدة من عائلتها، الذين كانوا منعزلين عن العالم لدرجة أنهم لم يعرفوا أن الحرب العالمية الثانية حدثت.
منزل جديد بدل كهف
تمكَّنت هذه السيدة من أن تحيا طول عمرها حياة فلاحة من القرن الثامن عشر، تزرع طعامها، وتلعن وسائل الراحة الحديثة، وتحيا بالكتاب المقدس.
لكن هناك الآن مخاوف بشأن صحة أغافيا إذا استمرت حياتها بالكوخ الذي وُلِدَت فيه، والذي بناه أبوها وإخوانها في ركن بعيد بسيبيريا.
تدخَّل أوليج ديريباسكا، رجل الأعمال الرائد في مجال الألومنيوم؛ للتأكد من أنه يمكنها المواصلة في البرية.
تُظهِر الصور منزلاً مكوناً من طابق واحد قيد الإنشاء، ليمنحها حماية إضافية من الصقيع المتوقع أن يصل إلى 50 تحت الصفر هذا الشتاء، وأُخذت احتياطات خاصة حتى لا تُصاب أغافيا بكوفيد 19 في أثناء بناء المنزل لها.
في السياق نفسه، قال ألكسندر، مسؤول محلي يزورها كل فترة منذ سنوات، ليرى الراهبة ويطمئن على صحتها في المنطقة التي تتجول فيها الدببة والذئاب: "نتوخى جميعاً شديد الحرص عند زيارة أغافيا".
وأضاف: "بغض النظر عن فيروس كورونا، إنها مثل ماوكلي الذي لم يقابل من قبلُ أي عدوى أو مرض من أمراض الحياة الحديثة".
يُنقل المنزل الذي يموله ديريباسكا، الذي لديه ثروة تقدَّر بنحو 2.3 مليار دولار، على 18 نقلة على الأقل باستخدام قارب هوائي إلى مخبأ السيدة المنعزلة البعيد للغاية.
وموَّل ديريباسكا أيضاً "مساعداً" لمساعدة أغافيا في شهور الشتاء الباردة.
هربت من السوفييت
تمكنت أسرتها من المؤمنين القدامى، وهي طائفة دينية أرثوذكسية، أن تبقى في منأى عن السلطات السوفييتية لأكثر من 40 عاماً، بعد أن هربوا إلى البرية.
في النهاية، رصدت مجموعة من الجيولوجيين السوفييت مصادفةً، منازلهم البعيدة وسفوح الجبال المزروعة.
مات أبو أغافيا وإخوانها بعد العثور عليهم وزيارتهم في عام 1978، بعد ثلاثة عقود من الهروب من قمع ستالين.
يُعتقد أنَّ ضعف المناعة أمام أمراض العصر الحديث كان عاملاً رئيسياً.
يُذكر أن المؤمنين القدامى عن الكنيسة الأرثوذكسية انقسموا في عام 1666 بعد الاعتراض على الإصلاحات، وانتقل كثيرون إلى مناطق بعيدة في سيبيريا بعصور الاستبداد.