يبدو أن أعلى نقطة على وجه الأرض أصبحت أعلى، إذ أعلنت النيبال والصين أن جبل إيفرست يزداد ارتفاعاً، بعدما أرسلت الدولتان مسّاحين إلى جانبي الجبل في عامي 2019 و2020؛ لحسم الجدال حول الرقم الفعلي.
وكان الجدل حول الارتفاع الفعلي للقمة احتدم في السنوات الأخيرة، بسبب توقعات علمية بتقلُّصها بعد زلزال كبير في عام 2015.
ويعد الارتفاع الجديد بـ 86 سم، والذي تم الإعلان عنه في 8 ديسمبر/كانون الأول 2020، في بيان مشترك، من قِبل دائرة المساحة في النيبال والسلطات الصينية، تتويجاً لمشروع استغرق سنوات من العمل لقياس الجبل الأسطوري بشكل نهائي، بعدما أرسلت النيبال مسّاحيها عام 2019 والصين عام 2020، مستغلةً توقف نشاطات التسلق، بسبب الحظر الذي فرضته أزمة فيروس كورونا.
وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، فقد كبيرُ المسّاحين في نيبال، خيملال غوتام، إصبع قدمه، بسبب الصقيع في أثناء تسلق الفريق الجبل لحسم الجدل!
كما ركزت الخلافات على ما إذا كان ينبغي تضمين الثلوج التي تغطي القمة.
جبل إيفرست يزداد ارتفاعاً
وأعلنت النيبال في السابق، أن ارتفاع إيفرست هو 8848 متراً، بينما قدَّرت الصين ارتفاعه عند 8844.43 متر؛ لعدم احتساب الغطاء الجليدي.
الجدل حول الارتفاع الدقيق للجبل، الذي سُمي على اسم جورج إيفرست، المسّاح العام السابق للهند، أبقى فِرق المسح مشغولة لعقود، حسبما أوضحت مجلة National Geographic.
وأصبح الرقم 8848 متراً هو الرقم المقبول والمعتمد على نطاق واسع، بعد رحلة استكشافية قام بها المسؤولون الهنود في الخمسينيات من القرن الماضي.
تم استخدام هذا الرقم من قِبل رسامي الخرائط حتى أواخر التسعينيات، على الرغم من الاستطلاعات المتضاربة في العقود التالية، وضمن ذلك عام 1987 عندما سجل الخبراء الإيطاليون ارتفاعاً يبلغ 8872 متراً.
ومع تطور التكنولوجيا، قدَّر مسح أمريكي في عام 1999، استخدم تقنية GPS، أن ارتفاع القمة يبلغ 8850 متراً بهامش خطأ مترين، وهو الارتفاع الذي أصبح معروفاً على نطاق واسع.
ثم في عام 2005، حددت بعثة صينية "ارتفاع صخرة" الجبل بـ8844.43 متراً، وهو رقم رفضته نيبال لصالح "ارتفاع ثلجي" أعلى قليلاً.
وتضع الاتفاقية الجديدة حداً للنزاع بين البلدين اللذين تمتد حدودهما عبر قمة إيفرست.
وقال الزعيم الصيني شي جين بينغ، إن الجانبين ملتزمان، بشكل مشترك، بحماية البيئة حول إيفرست والتعاون في البحث العلمي.
الزلزال يغير شكل الجبل
ويبدو أن ارتفاع جبل إيفرست ليس فقط ما تغيَّر على مر السنين، فقد تغير شكله أيضاً.
في عام 2017، أفاد متسلق جبال بريطاني بأن وجهاً منحدراً وُصف بأنه آخر عقبة رئيسية على الطريق الرئيسي للقمة قد انهار، مما قد يجعله أكثر خطورة على المتسلقين الذين يحاولون الوصول إلى أعلى قمة في العالم.
ومن المرجح أن "منحدر هيلاري"، الذي سمي على اسم السير إدموند هيلاري، الذي صعد لأول مرة مع تينزينج نورجاي في عام 1953، قد انهار خلال زلزال عام 2015، الذي بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر.
وتسبب الزلزال وقتها في مقتل ما يقرب من 9000 شخص في النيبال، وانهيار جليدي أدى إلى دفن أجزاء من معسكر القاعدة في الجبل، وقتل ما لا يقل عن 18 متسلقاً.
ويقع النتوء الصخري الذي يبلغ ارتفاعه 12 متراً، على الحافة الجنوبية الشرقية، ومن المعروف أنه الجزء الأكثر صعوبة من الناحية الفنية على الطريق الرئيسي من الجانب النيبالي.
وكان متسلقو الجبال يشتبهون في أن الزلزال غيَّر شكل المنحدر، لكن الثلوج الكثيفة جعلت من الصعب تقييم مدى تغيُّره.
ليس أعلى جبل ولكن..
وجبل إيفرست أعلى جبل في العالم فقط من حيث المسافة من مستوى سطح البحر، أما القمة التي تعد أعلى قمة من مركز الأرض فهي قمة شمبورازو الإكوادورية.
أما جبل مونا كيا في هاواي، فهو أطول من كليهما من أعلى إلى أسفل، ولكن نظراً إلى أن معظمه يقع تحت سطح البحر، فلا يتم احتسابه في أعلى المرتفعات الجبلية الرسمية.