أطلق الفنان والموسيقي المصري رامي عصام، الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أغنيةً جديدة بمناسبة مرور ألف يوم على حبس الشاعر ومؤلِّف الأغاني جلال البحيري، الذي لا يزال وراء القضبان رغم الدعوات المستمرة إلى إطلاق سراحه، إذ حُكِمَ على البحيري في عام 2018 بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وتغريمه ما يعادل 560 دولاراً في ذلك الوقت، بتهمة تأليف ديوان شِعر، رأى الجيش أنه مثيرٌ للاستفزاز.
وفق تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة، فإن البحيري أُدينَ بازدراء الأديان، ونشر "أخبار كاذبة"، و"إهانة المؤسَّسة العسكرية". ومع مرور ألف يوم على حبسه، أصدر عصام أغنيةً لتسليط الضوء على قضيته، مستنداً إلى قصيدةٍ كتبها البحيري أثناء وجوده في السجن.
القميص الكارو
عصام عازف لموسيقى الروك ومُدافع عن حقوق الإنسان، يعيش في المنفى بالسويد. وصعد الفنان إلى الصدارة حين كان في طليعة الاحتجاجات المصرية عام 2011، التي أطاحت بالدكتاتور المصري السابق حسني مبارك.
تحمل الأغنية اسم "القميص الكارو"، وكلماتها في الأصل أبياتٌ من قصيدة البحيري التي كتبها في سجن طرة عام 2018.
التقى عصام والبحيري في عام 2011 أثناء الثورة ضد مبارك، وتوضِّح الأغنية المصاعب التي مرَّ بها أثناء وجوده في السجن، مثل صعوبة التواصل مع الناس بالخارج ومشاعر العزلة.
تستهدفهم الحكومة
قال عصام لموقع Middle East Eye البريطاني: "قبل أن أغادر مصر، لم يُسمَح لي بالعزف، واعتُقلت وتعرَّضت للتعذيب".
يعتقد عصام أن الفنانين والمُبدِعين يُستهدَفون من قِبَلِ الحكومة؛ من أجل إسكات الناس.
المتحدث نفسه صرح قائلاً: "الموسيقى مُستهدَفة، لأنها قوية، وهي قوية لدرجة أنها تخيفهم. إنها تمنح صوتاً للناس وتوحِّدهم… هناك أكثر من 100 ألف سجين سياسي في مصر، والحكومة تريد إسكات الناس وبثَّ الخوف… لكن الموسيقى لا يمكن إيقافها، فهي أقوى سلاح سلمي في العالم".
في فبراير/شباط 2018، أصدر عصام أغنيةً ساخرة بعنوان "بلحة"، وأصدر معها فيديو موسيقياً، وكانت الأغنية تنتقد الحكومة المصرية.
كانت تلك الأغنية من كلمات البحيري، وأخرجها شادي حبش، الذي قيل إنه تُوفِّيَ بسبب الإهمال الطبي بالسجن، في وقتٍ سابق من هذا العام.
ظروف سيئة
واستُوحِيَ غلاف الألبوم، الذي ابتكره الفنان المصري جنزير، من الحملة التي أعقبت اعتقال البحيري. ويقول عصام إن ذلك كان رمزاً لظروف السجن المصرية.
وقال: "أردنا إبراز الظروف السيئة والافتقار إلى الهواء وخلو الزنازين من النوافذ". وأضاف: "الفيديو الموسيقي يرفع الوعي بشأن الظروف السيئة في السجون المصرية".
بعد وقتٍ قصير من إطلاق الأغنية، في مارس/آذار 2018، سُجِنَ البحيري قبل أن يمثل أمام نيابة أمن الدولة وتظهر عليه علامات التعذيب الشديد.
إدانة دولية
في يوليو/تموز من العام نفسه، حكمت عليه المحكمة العسكرية في القاهرة بالسجن ثلاث سنوات وغرامةٍ قدرها 10 آلاف جنيه مصري (والتي كانت آنذاك تعادل 560 دولاراً، لكنها اليوم تساوي 640 دولاراً)، بسبب ديوانه غير المنشور "خير نسوان الأرض".
كما دعت منظمة PEN الإنجليزية، وهي منظمةٌ حقوقية تدافع عن الكُتَّاب الذين يواجهون الاضطهاد، إلى اتِّخاذ إجراءاتٍ ونشر القضية حول العالم.
فيما قالت كات لوكاس، من منظمة PEN: "نأمل أن يعرف البحيري أنه لم يُنسَ، وأن كلماته مستمرةٌ في الوصول إلى الجماهير بجميع أنحاء العالم".
وأضافت: "نأمل أيضاً أن يعلم أننا سنواصل الوقوف إلى جانبه والدعوة إلى إطلاق سراحه الفوري وغير المشروط".
في تلك الأثناء، استخدم عصام موسيقاه للمطالبة بتحسين أوضاع السجون المصرية والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وقال لموقع Middle East Eye: "جلال مسجون بسبب شِعره. علينا قراءته ومشاركته؛ للحفاظ على صوته حياً. شِعر جلال قويٌّ للغاية وحقيقي وجميل ومؤثِّر".
وتابع: "السجون المصرية غير آدمية. يجب أن نشعر بالقلق على الجميع هناك، وعلى صحتهم وعافيتهم. مات شادي بسبب الإهمال الطبي، وعلينا أن نمنع حدوث ذلك للآخرين".