أعادت سائحة أمريكية قطعة أثرية سرقتها قبل 3 سنوات، من المتحف الروماني في إيطاليا، وكانت تنوي إهداءها إلى صديقها الذي ظهر اسمه على القطعة الأثرية المعادة إلى أصحابها.
إدارة المتحف الروماني قالت إنها حصلت بشكل مفاجئ، على طرد يحمل القطعة الأثرية بداخله، مختوماً بختم البريد في ولاية جورجيا الأمريكية، وفق ما نقلته صحيفة Daily Mail .
وإلى جانب القطعة الأثرية كانت هناك رسالة عبرت فيها السائحة المُحبة لصديقها عن ندمها على قيامها بالسرقة. المتحف وجد أن القطعة الأثرية كان مكتوباً عليها: "إلى سام، مع حب جيس، روما 2017". وقالت جيس في رسالة اعتذارها، إنها حاولت مسح الرسالة التي كتبتها باستخدام قلم أسود. لكنها لم تكن قادرة على محو الكتابة.
مسؤولو المتحف غير متأكدين من المكان الدقيق الذي تم أخذ الرخام منه، على الرغم من أنهم يعتقدون أنه في موقع أثري كان للأنشطة السياسية والدينية المهمة في نحو 500 قبل الميلاد.
يضيف مسؤولو المتحف، أنه "من لهجتها نتصور أنها كانت امرأة شابة، وفي عام 2017 لا بد أنها جاءت إلى روما وأخذت هذه القطعة من الرخام لتُهديها إلى صديقها، "أتوقع أنها كانت صغيرة، الآن لقد فهمت أنها ارتكبت خطأ، وهاهي ترسل القطعة الأثرية مع الاعتذار".
هذه هي المرة الثانية خلال شهرين التي يعيد فيها سائحٌ قطعاً أثرية قديمة كانت مسروقة من موقع تاريخي في إيطاليا، حيث قال تقرير نشرته صحيفة The Guardian منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن سائحة كندية أعادت قطعاً أثرية سرقتها من مدينة بومبي القديمة قبل 15 عاماً بزعم أنها "ملعونة"، وحمّلت القطع التي سرقتها مسؤولية المحن التي مرت بها في السنوات التي تلت السرقة مثل إصابتها بسرطان الثدي مرتين ومرورها بصعوبات مالية.
السائحة الكندية، التي تُعرف فقط باسم نيكول، أرسلت طرداً يحوي قطعتين من الفسيفساء وأجزاء من جرَّة وقطعة من السيراميك، إلى وكالة سفريات في مدينة بومبي التي تقع جنوب إيطاليا، إلى جانب رسالة اعتراف.
ونيكول، التي كانت في أوائل العشرينيات من عمرها حين زارت حديقة بومبي الأثرية عام 2005، قالت في رسالتها: "خذوها من فضلكم، إنها تجلب الحظ العاثر".
كما قالت إنها في وقت السرقة كانت تريد الاحتفاظ بجزء من التاريخ "لا يمكن لأحدٍ غيرها امتلاكه"، لكن هذه القطع كانت تبث "كثيراً من الطاقة السلبية المرتبطة بتلك الأرض المُدمَّرة".
من المعروف أن مدينة بومبي دُفنت تحت الرماد البركاني الذي خلّفه الانفجار الكارثي لجبل فيزوف عام 79 بعد الميلاد، وظلت مدفونة حتى القرن السادس عشر، حين غيّرت إعادة اكتشافها النظرة عن الحياة في العصر الكلاسيكي.
يعد هذا الموقع الأثري من أكثر المناطق جذباً للسياح في إيطاليا، ويتعرض منذ سنوات لسرقات من السائحين. وكتبت نيكول في رسالتها، أنها تعلمت الدرس وتطلب "المغفرة من الله".
وقالت في رسالتها: "أنا الآن في السادسة والثلاثين من عمري، وأُصبت بسرطان الثدي مرتين. والمرة الأخيرة انتهت باستئصال الثديين. وقاسيت أنا وعائلتي أيضاً مشكلات مالية. إننا أناس طيبون ولا أريد نقل هذه اللعنة إلى عائلتي أو أطفالي".
لكن نيكول لم تكن التائبة الوحيدة. إذ كان الطرد يضم خطاب اعتراف آخر من زوجين، من كندا كذلك، إلى جانب بعض الأحجار المسروقة من الموقع الأثري عام 2005. وكتبت: "أخذناها دون التفكير في الألم والمعاناة اللذين قاستهما هذه النفوس المسكينة أثناء ثوران بركان فيزوف والميتة البشعة التي تعرضوا لها. نحن آسفون، ونرجو أن تسامحونا على هذه الفعلة الشنيعة. فلترقد أرواحهم بسلام".
على مدار سنين، أُعيد كثير من الآثار المسروقة إلى الموقع، إلى جانب رسائل تعبر عن شعور أصحابها بالذنب؛ مما دفع مسؤولي الحديقة إلى إنشاء متحف لعرض هذه القطع الأثرية.
يُشار إلى أن السياح في معظم الأوقات يحبون الاحتفاظ بهذه الآثار كتذكارات، لكن بعض اللصوص حاولوا أيضاً بيع قطع أثرية من بومبي عبر الإنترنت. ففي عام 2015، عُرضت لبنة سُرقت من أنقاض المدينة عام 1958 للبيع على موقع eBay.