أهوال بركان بومبي تظهر مجدداً! العثور على رفات رجلين بعد نحو ألفي عام على الكارثة (صور)

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/22 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/22 الساعة 09:24 بتوقيت غرينتش
العثور على بقايا رجلين توفيا جراء بركان بومبي الشهير - رويترز

عُثر على بقايا رفات شخصين قضيا في ثوران بركان فيزوف، أو ما يُعرف بـ بركان بومبي قبل نحو ألفي عام، وذلك في موقع تنقيب عند أطراف المدينة الواقعة في إيطاليا، والتي لم يتبقّ منها إلا آثارها القديمة. 

ضحايا البركان: المسؤولون عن الموقع قرب مدينة نابولي، قالوا في بيان إنه "عُثر على هيكلين عظميين لشخصين قضيا جراء ثوران بركان بومبي، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. 

يعتقد الباحثون أن الرفات لعبد شاب، ورجل ثري أكبر سناً، يقدر بأنه يبلغ 40 عاماً، ويعتقد أنه كان يستعبده، بالاستناد إلى آثار ملابسهما ومظهرهما الجسدي.

رفات الرجلين اللذين توفيا جراء بركان بومبي – رويترز

بعد نبش بقايا الرجلين اللذين أعلن عن العثور عليهما، بدأ العمل على تحليل عظامهما، ثم سُكب الجص عليهما، وهي تقنية ابتكرها جوزيبي فيوريليي عام 1867، إذ إن هذه التقنية تخلق هيكلين من الجص، لشكل جسد الضحيتين في الوضع الذي وجدا عليه وهما مستلقيان حيث وقعاً.

وعثر على الضحيتين خلال عمليات تنقيب في سيفيتا جوليانا التي تقع على بعد نحو 700 متر شمال غرب بومبي، في فيلا تطل على خليج نابولي، حيث عُثر سابقاً على إسطبل وبقايا ثلاثة جياد.

كذلك اكتشفت البقايا في غرفة جانبية في "كريبوبورتيكوس" أو نفق، أسفل الفيلا، حيث يُعتقد أنهما قصدا المكان بحثاً عن ملجأ.

رفات الرجلين اللذين توفيا جراء بركان بومبي – رويترز

بركان بومبي: ومدينة بومبي المدمرة طمرها الرماد بعد ثوران بركان فيزوف سنة 79 بعد الميلاد، وهو الموقع الثاني الأكثر جذباً للسياح اليوم في إيطاليا بعد الكولوسيوم، إذ استقبلت العام الماضي نحو 4 ملايين زائر.

والموقع الأثري الضخم الذي يمتد على مساحة 44 هكتاراً هو ما تبقى من إحدى أغنى مدن الإمبراطورية الرومانية، حيث طمرت طبقات الرماد الكثير من المباني وحافظت عليها وعلى ما بداخلها بحالتها الأصلية، بما في ذلك جثث الضحايا.

توصف مدينة بومبي بـ"المشؤومة"، أو "الأسوأ حظاً في التاريخ"، إذ راح سكانها ضحية البركان النشط الوحيد في أوروبا، وذلك عندما أطلق ثوران البركان مزيجاً قاتلاً من غاز الكبريت السام ومئات الأطنان من الرماد البركاني، التي دفنت مدن بومبي وأوبلونتيس وستابيا بين عشية وضحاها، وفقاً لصحيفة The Guardian

ظلت المدينة مدفونة لـ1700 عام تحت كمية كبيرة من الرماد، إلى أن عثر عليها أحد المهندسين خلال عمله في حفر قناة بالمنطقة، ولأن الرماد غطى كل ما ومن في المدينة بقي كل شيء على حالته.

في أثناء التنقيب، تم الكشف عن الجثث على سطح الأرض، وكانت المفاجأة أنهم ظهروا على هيئاتهم وأشكالهم نفسها، بعد أن حلّ الغبار البركاني محل الخلايا الحية.

رفات الرجلين اللذين توفيا جراء بركان بومبي – رويترز

مآسي بومبي: من بين ما تم اكتشافه في العام 2018، هياكل عظمية لامرأتين وثلاثة أطفالٍ كانوا مجتمعين معاً في غرفة قصرٍ في Regio V، وقبل ذلك بأسبوعٍ تبيَّن وجود نقشٍ بالفحم في نفس القصر، يُشير إلى أنَّ بركان جبل فيزوف اندلع، في أكتوبر/تشرين الأول في سنة 79 ميلادية، وليس في أغسطس/آب من نفس العام كما كان يُعتقد سابقاً.

كان علماء الآثار في مستشفى جامعة فيديريكو الثاني في إيطاليا قد أجروا دراسة على عظام تم استردادها من 12 غرفة على الواجهة البحرية في هركولانيوم -وهي واحدة من المدن الأقرب إلى البركان- وقد اكتشفت الدراسة بقايا معدنية غريبة، حمراء وسوداء على العظام، بما في ذلك داخل الجماجم، كما اكتشفت تخلل الرماد حول وداخل الهياكل العظمية.

وفقاً لمقياس مطياف الكتلة البلازما المقترنة حثياً مع تحاليل رامان الطيفي المجهري، فإن تلك البقايا تحتوي على الحديد وأكاسيد الحديد. وهو ما يمكن أن يحدث عندما يغلي الدم داخل الجسد ويتحول إلى بخار.

أيضاً من الجوانب المأساوية التي تسبب بها البركان، في هركولانيوم كانت غرف عددها 12 ومطلة على البحر على طول الشاطئ، وكانت ملجأ لما يقرب من 300 شخص.

كما كتب الباحثون فقد أصبح هذا الملجأ قبراً لهؤلاء الضحايا عندما "غمرهم فجأة الانهيار المفاجئ لطفرة الحمم البركانية الأولى السريعة التقدم"، كان ذلك الاندلاع مميتاً، إذ كان بالغ الحرارة، حيث وصلت حرارته ما بين 200 و500 درجة مئوية (392 و932 درجة فهرنهايت)، وبسرعة وصلت إلى ما بين 100 و300 كيلومتر في الساعة (62 إلى 186 ميلاً في الساعة)، ومن ثم، وبشكل مأساوي، فقد مات هؤلاء البؤساء في غرف الواجهة البحرية على الفور.

تحميل المزيد