شكّل آخر مؤتمر عقده رودي جولياني، محامي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، حول نتائج الانتخابات التي يدعي أنها زوّرت، "حالة سريالية بشكل مضحك"، كما وصفتها صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
مؤتمر عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، مُحامي الرئيس ترامب، الخميس، امتلأ بالمواقف "السيرالية"، أهمها كان تمثيله أدواراً من فيلم أمريكي، وتصبب عرقه الذي اختلط بصبغة شعره السوداء فملأ وجهه، كما لم يخلُ من ادعاءات بأن "تأثيراً هائلاً على الانتخابات قد جرى عبر الأموال الشيوعية التي وصلت من فنزويلا وكوبا والصين".
تمثيل مشاهد: ففي مؤتمر صحفي عقده جولياني داخل المقر الرئيسي للجنة الوطنية الديمقراطية في واشنطن العاصمة، زعم أنّ مراقبي الصناديق الجمهوريين أُبعِدوا عن القائمين على عملية الفرز في فيلادلفيا.
محامي ترامب حاول تمثيل مشهد من فيلم كوميدي حائز على جائزة أوسكار عام 1992، حيث قال: "هل شاهدتم فيلم My Cousin Vinny؟ هل تعرفون الفيلم؟ إنّه فيلمي القانوني المفضل، لأنّ أصله كان بروكلين".
حاول جولياني، الذي يرجع أصله إلى بروكلين أيضاً، تلخيص مشهدٍ رئيسي في حبكة جوناثان لاين، حين نجح محامي جو بيسكي -غير المُؤهّل لقضايا القتل- في إسقاط الثقة في الشاهدة الرئيسية بعد أن أثبت ضعف رؤيتها.
حيث قال جولياني محاولاً تقليد بيسكي بلهجة بروكلين: "حين قالت السيدة اللطيفة إنّها رأت، قال لها: "كم عدد الأصابع، كم عدد الأصابع التي أرفعها الآن؟ فقالت: ثلاثة. لقد كانت أبعد من أن تستطيع رؤية أنني رفعت إصبعين فقط". وأضاف مكملاً: "هؤلاء الناس (مراقبو الصناديق) كانوا أبعد من فيني عن الشاهدة، ولم يستطيعوا رؤية شيء"، في محاولةٍ واضحة منه للتشبيه بين مشهد الفيلم وبين مزاعمه بشأن المشكلات التي واجهها مراقبو الصناديق في فيلادلفيا.
عرق أسود: لم تنته الأمور عند هذا الحد، فمع تعرّق جولياني أمام الصحفيين، بدأت خطوطٌ من صبغة شعره الداكنة على ما يبدو في السقوط على وجهه، وهو ما أثار موجة من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الأسوأ من ذلك بالنسبة لحملة ترامب أنّ البث الصوتي للمؤتمر تضمّن فجأة أشخاصاً مجهولين يتساءلون: "هل يستطيعون سماعنا عبر البث؟"، قبل أن يُناقشوا "تساقط صبغة شعر رودي على وجهه".
لكن جولياني من جنود ترامب المخلصين، بحسب الصحيفة، فبعد أن مسح جبينه، رفع صوته لإثبات وجهة نظره أمام المراسلين في الغرفة: "لا أعلم ما تحتاجونه حتى تستيقظوا، وتقوموا بعملكم في إعلام الشعب الأمريكي بالأمور التي يحتاجون لمعرفتها، سواء أعجبكم ذلك أم لا! هذا أمرٌ جاد! هذا ليس أمراً مصطنعاً! وليس لدينا أحدٌ هنا ينغمس في الأوهام".
بعد ذلك تراجع العمدة السابق وهو يُواصل مسح جبينه، حيث تولّت محامية ترامب سيدني باول الهجوم من بعده، حين زعمت أنّها وجدت "تأثيراً هائلاً للأموال الشيوعية التي وصلت عبر فنزويلا وكوبا وربما الصين، من أجل التدخّل في انتخابات الولايات المتحدة".
وعند هذه النقطة، لم تبدُ المزاعم التي لا أساس لها بغريبةٍ عن أجواء المؤتمر الصحفي عموماً، بحسب ما تقول الصحيفة.
ليست هذه الحادثة الأولى التي يثير بها جولياني الجدل، ففي السابع من نوفمبر/تشرين الثاني، يوم إعلان فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، خاطب عمدة نيويورك السابق وسائل الإعلام من داخل شركة لتنسيق الحدائق، تقع بين متجر أدواتٍ جنسية وبين محرقة جثث قرب المنطقة الصناعية بولاية فيلادلفيا.
ولمدة أسبوعين، ما زالت حملة ترامب تزعم أنّ الانتخابات قد سُرِقَت، فيما أسقطت محاكم الولايات معظم الدعاوى القضائية التي رفعتها لعدم وجود أدلة.