في وقت يتجه فيه إعصار دلتا من شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، قرر "ريكاردو"، وهو مواطن من المكسيك، فتح بيته من أجل إيواء حوالي 300 كلب، وعدد مهم من حيوانات أخرى، رغم انبعاث رائحة كريهة من بيته بسبب هذه الحيوانات، لكن الأمر كان يستحق، فقد نجت جميعاً من العاصفة، وفق ما أكده ريكاردو.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 16 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإن الشخص المذكور صرح بأنه احتضن عشرات القطط في غرفة ابنه، في حين كانت غرفة ابنته بمثابة ملجأ للدواجن والأرانب وحتى حيوان القنفذ، وأصبح الفناء ملاذاً لقطيع من الغنم.
ريكاردو صرّح بأنه "لا يهم إذا كان المنزل متسخاً، إذ من الممكن تنظيفه، كما يمكن إصلاح الأغراض التي كسروها أو ابتياعها مجدداً، لكن الجميل هو رؤية الحيوانات سعيدة، تتمتع بالصحة، وفي أمن، ومن دون أي جروح، ولديها فرصة أن يعتني بها أحد".
بدأ كل شيء بمنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، في 6 أكتوبر/تشرين الأول. أخبر ريكاردو أصدقاءه أنه قطع الأغصان وأغلق النوافذ في ملجأ Tierra de Animales (أرض الحيوانات) الذي أسسه منذ ما يقرب من عشرة أعوام، على بعد حوالي 20 ميلاً (30 كم) جنوب غرب كانكون، حيث يعيش أيضاً مع أسرته.
كما حذر ريكاردو أصدقاءه من القوة المدمرة للإعصار، ووجه نداءً لجمع التبرعات خوفاً من استمرار إغلاق المتاجر بعد العاصفة، ما يؤدي إلى نقص الغذاء.
قال ريكاردو: "إذا كنت أحيا مع 10 أو 20 كلباً فقط فلن أقلق كثيراً، لكن لدينا هنا مئات الحيوانات، ولا يمكننا تحمل رفاهية عدم وجود ما يكفي من الطعام".
ونقل الحيوانات إلى داخل المنزل لإبقائها في مأمن من العاصفة الوشيكة، استغرق الأمر عدة ساعات لإدخال مئات الحيوانات بواسطة اللجام.
كان ريكاردو منشغلاً للغاية في خضم العاصفة، إذ اقتلع الإعصار الأشجار وأسقطها أرضاً، وتسبب في قطع التيار الكهربائي، ودفع إلى إجلاء آلاف السكان والسياح على طول الساحل المليء بالمنتجع في شبه جزيرة يوكاتان، لدرجة أنه لم يكن يعلم أن صورة لمنزله المكتظ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد ذلك، فوجئ بكرم الناس من جميع أنحاء العالم الذين تبرعوا بآلاف الدولارات.
أُنقذت بعض كلاب ملجأ "أرض الحيوانات Tierra de Animales" من حلقات مصارعة الكلاب، أو حينما تُركت عاجزة عن الوقوف بعد تعرضها للضرب المبرح، على مر السنين خرج الكثير من الكلاب للتبني، بواسطة أسر في المكسيك وكندا والولايات المتحدة.
يتلقى المساعدة من العمال والمتطوعين والعائلة، بما في ذلك ابنته لونا البالغة من العمر 20 عاماً، والتي تدرس لتصبح طبيبة بيطرية. عندما يشعر بالإرهاق ويحتاج إلى الإلهام لمواصلة مهمته ينظر إلى صور كلاب الإنقاذ التي وجدت منزلاً جديداً.
يعلق ريكاردو على جدوى ما يقوم به قائلاً: "نعتقد أنه بفضل كل هذا الاهتمام يود شخص ما أن يكون جزءاً من القصة، ويقول:" لقد تبنيت كلباً أُنقذ من إعصار دلتا الشهير".