قوبل إعلان الممثلة الإسرائيلية غال غادوت بأنها ستؤدي دور الملكة كليوباترا في الفيلم القادم الذي ستنتجه شركة بارامونت السينمائية بانتقادات عنيفة، وقال تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول، إن العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ندّدوا باختيار الممثلة، قائلين إنه كان ينبغي منح الدور لشخص من أصحاب البشرة الملونة لتحرّي الدقة التاريخية.
اختيار "غير موفق": شاركت غال حماسها بشأن قيامها بتمثيل الدور عبر منصة تويتر، قائلة إن الفيلم سيروي قصة كليوباترا "لأول مرة من خلال عيون النساء، أمام الكاميرا ووراءها". الفيلم من فكرة غال، وستقوم باتي جنكينز بإخراجه، في حين ستتولى لايتا كالوغريديس كتابته.
كانت كليوباترا آخر حكام سلالة البطالمة، التي حكمت مصر منذ عام 51 قبل الميلاد وحتى عام 30 قبل الميلاد، يعود نسبها إلى نسل بطليموس الأول، الذي كان من أصل يوناني مقدوني، ونصّب نفسه ملكاً على مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر.
رغم أن كليوباترا ولدت في مصر، فإن هوية والدتها لا تزال غير معروفة، ما يجعل من الصعب تتبُّع نسبها من جهة الأم. ومع ذلك، يعتقد بعض العلماء والباحثين أنها تنحدر هي الأخرى من أصول فارسية وسورية.
علّق توم غارا، أحد مستخدمي منصة تويتر قائلاً: إن اختيار فريق فيلم كليوباترا ما هو إلا تذكرة بدرجة الغرابة التي يعتقدها الناس عن المصريين، يصرّ الكثيرون على أن كليوباترا لم تكن مصرية حقاً، وإنما يونانية، على الرغم من وجود عائلتها في مصر منذ حوالي 250 عاماً عند ولادتها".
أثار الجدل على مواقع التواصل: استنكر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إعلان الممثلة عن لعب دور الملكة المصرية الشهيرة، واقترح البعض أسماءً لممثلين من الشرق الأوسط، يعتقدون أنهم سيكونون أكثر ملاءمة لهذه الدور.
إذ علق عبدالسيد على الاختيار الغريب لغال قائلاً: "إذن.. ألم يكن هناك من ممثلة مصرية للعب دور… ملكة مصرية؟"
لم يختلف الأمر عبر إنستغرام؛ إذ قوبل إعلان غال بردّ فعل عنيف أيضاً، مع مئات من التعليقات التي ترجح أن الفيلم "سيطمس التاريخ"، وأنه يجب أن يشمل المزيد من التمثيل اليوناني والشمال إفريقي.
تساءل البعض عما إذا كان أي من الممثلين الآخرين في الفيلم من أصل يوناني أو مصري، على الرغم من أنه لم يُفصح بعد عن أي تفاصيل إضافية متعلقة باختيارات الممثلين للأدوار الأخرى.
كما أشارت العديد من الانتقادات إلى دور غال في دعم الجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الذي تلقت انتقادات بسببه في الماضي.
إذ علق ستيفن صلايطة، أحد مستخدمي موقع تويتر على ذلك قائلاً: "بغض النظر عن رأيك في اختيارها لتجسيد شخصية كليوباترا، لا تنس أبداً أن غال غادوت خدمت بفخر جيشاً استعمارياً له سمعة سيئة بتشويه وقتل المدنيين، ولا تزال تدعمه".
في حين كتبت دينا محمد: "سنسمع في الأيام المقبلة الكثير من التبريرات عن أن كليوباترا لم تكن مصرية من الناحية الفنية، لكن يمكنك ألا تكون مصرياً من الناحية الفنية من دون أن تكون متحدثاً باسم الجيش الإسرائيلي".
مقاطعة سابقة للممثلة: في عام 2018، رفضت المدونة الفلسطينية أماني الخطاطبة قبول جائزة من شركة Revlon لمنتجات التجميل، لأن غال غاودت كانت سفيرة الحملة الدعائية الجديدة للعلامة التجارية.
كما قالت المدونة إنها لا تستطيع قبول الجائزة بسبب دعم الممثلة الصريح للجيش الإسرائيلي.
شاركت غال رسالة دعم للجيش عبر فيسبوك، في ذروة الهجوم الإسرائيلي على غزة في عام 2014، وهو الفعل الذي تعرض للإدانة على نطاق واسع عبر الإنترنت.
بينما أسفر ذلك الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 2200 فلسطيني، وتدمير 20 ألف منزل.