تعرَّف علماء الأحياء القديمة أخيراً على ديناصورٍ شرس بأنفٍ يُشبه التمساح، وهو نوع جديد من الموزاصور، كان يبُثُّ الرعب في البحار الداخلية قبل أكثر من 60 مليون سنة، كما عُثِرَ على بقايا هذا المفترس البحري في المغرب، حيث اكتُشِفَت عشرات الأنواع منه.
وفق تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية، الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فقد جرى تصنيف وتسمية غافياليميموس المغربينسيس، النوع الجديد من الموزاصور، بواسطةٍ فريقٍ دولي تقوده الباحثة الخريجة من جامعة ألبرتا الكندية كاتي سترونغ.
فقد عاشت حيوانات الموزاصور، التي كانت تتنفس الهواء ويصل طولها إلى نحو 16 متراً، خلال العصر الطباشيري المتأخر، أي قبل فترةٍ تتراوح بين 72 و66 مليون سنة.
في السياق نفسه، تقول الباحثة كاتي، إن الاكتشاف يساعد في إثبات أن حيوانات الموزاصور صارت من الصيادين المتخصصين المحترفين، مما سمح لها بالتعايش وسط نظامٍ بيئيٍّ مزدحم.
كما أردفت: "يعكس الخطم الطويل أن هذا الموزاصور كان على الأرجح متكيّفاً على شكلٍ مُعيّن من أشكال الافتراس، أو التقسيم المتخصّص، وسط النظام البيئي الأوسع".
وترى كاتي، التي أجرت البحث كجزءٍ من أطروحة تخرُّجها في الجامعة بمرتبة الشرف، في نظريتها، أنّ بلعوم غافياليميموس الشبيه بالتمساح "ساعده في اصطياد الفرائس سريعة الحركة".
ويساعد الاكتشاف المنشور في دورية Journal of Systematic Paleontology العلمية على تفسير كيفية ازدهار عديد من الحيوانات المفترسة الضخمة داخل مائلٍ طبيعيٍّ محدود مثل البحر الداخلي، بحسب كاتي.
إذ تطوَّر كل نوعٍ من الموزاصور ليصير خبيراً في اصطياد فريسةٍ بعينها أو في شكلٍ مختلف من الافتراس.
فحيوانات غلوبيدنس سيمبليكس مثلاً كانت لها أسنان مستديرة وسمينة تُناسب تماماً تحطيم الحيوانات ذات القشرة.
تقول المتحدثة نفسها أيضاً: "ليست كل التكيُّفات في هذه الأنواع العشرة أو أكثر بهذه الدراماتيكية، وفي بعض الحالات نجد بعض التداخل في عناصر الفرائس. ولكن إجمالاً، تُوجد أدلة على وجود تنوُّعٍ لتلك الأنواع وسط بيئات مختلفة".
وأردفت كاتي أنه من المحتمل أن أنواع الموزاصور المختلفة كانت في منافسة مباشرة على الفرائس، لكن الاختلافات التشريحية تُعطي مصداقيةً أكبر لفكرة "التقسيم المتخصّص": "يُساعد هذا في منح بُعدٍ آخر لذلك التنوُّع، ويُظهر كيف أن كل تلك الحيوانات التي عاشت في العصر نفسه والمكان نفسه كانت قادرةً على التفرّع وسلك مساراتها الخاصة في التطوُّر، حتى تتمكّن من التعايش بهذا الشكل".
عُثِرَ على بقايا حفرية غافياليميموس المغربينسيس، التي تضمّنت جمجمةً يصل طولها إلى متر، داخل منجم فوسفات.
في هذا الخصوص، أوضحت كاتي أن المغرب "يعدّ مكاناً رائعاً للعثور على الحفريات، خاصةً داخل مناجم الفوسفات. إذ تعكس الفوسفات الرواسب نفسها التي كانت ستترسّب في البيئات البحرية، لذا فهناك عديد من حيوانات الموزاصور هناك".
جدير ذكره، أن كاتي تعاونت مع زملائها من جامعة سينسيناتي وجامعة فلندرز الأسترالية، مع توجيهاتٍ من عالم الأحافير الفقارية مايكل كالدويل، رئيس قسم العلوم بجامعة ألبرتا.