حقّق ثري أمريكي من أصلٍ أيرلندي حلم حياته في إنفاق ثروته التي تُقدّر بثمانية مليارات دولار وهو ما يزال حياً ليشهد التأثير الذي أحدثته، حسب تقرير نشرته The Guardian السبت 19 سبتمبر/أيلول 2020.
على مدار الـ38 عاماً الماضية كان الثري تشاك فيني، الذي جنى المليارات بفضل إمبراطورية تسوق معفاة من الجمارك، يُقدّم الهبات للجمعيات الخيرية والجامعات حول العالم بهدف "السعي لتحقيق الرقم صفر، وإنفاق كامل ثروته على الأعمال الخيرية".
الأسبوع الجاري تمكّن فيني (89 عاماً) من تحقيق هدفه. إذ نفدت أخيراً أموال Atlantic Philanthropies، المؤسسة الخيرية التي أنشأها سراً عام 1982 ونقل إليها كامل ثروته.
مع توقيعه على أوراق حل المؤسسة رسمياً، قال فيني الذي تدهورت صحته إنه راضٍ للغاية عن "تحقيق ذلك في حياته". ووجّه رسالةً من شقته المستأجرة الصغيرة في سان فرانسيسكو إلى غيره من فاحشي الثراء، الذين ربما تعهّدوا بمنح جزءٍ من ثروتهم ولكن بعد وفاتهم قائلاً: "إلى أولئك الذين يتساءلون عن العطاء أثناء العيش: عليكم تجربة الأمر، فسوف يُعجبكم".
وكان يقول دائماً إن الثروة تفرض عليك مسؤولية. يجب أن يُعرّف الناس أنفسهم من خلال، أو يشعروا بالمسؤولية من أجل، استخدام بعض أصولهم في تحسين حياة البشر الآخرين. وإلا ستُواجه الأجيال المُقبلة مشكلات مُستعصية الحل.
بينما قال كريستوفر أوشسلي، الرئيس والمدير التنفيذي لـAtlantic Philanthropies، إنّ الرجل الذي كان يمتلك ثروةً تُقدّر بثمانية مليارات دولار يُشجع أمثال مُؤسس Amazon جيف بيزوس الذي يُعد أغنى شخص في العالم (بثروةٍ تصل إلى 186 مليار دولار تقريباً) على اختيار مشكلةٍ عالمية تُثير اهتمامه واستثمار ثروته للمشاركة في حلها.
عن حياته المقتصدة: عاش فيني حياةً مُقتصدة بشكلٍ واضح، إذ لم يمتلك منزلاً أو سيارة، ولم يكُن لديه سوى زوج أحذيةٍ واحد. وكان يُعرف عنه السفر على الدرجة الاقتصادية، حتى حين كان زملاؤه وأفراد عائلته يختارون درجة رجال الأعمال على متن نفس الطائرة.
على مرّ السنوات، منح فيني أكثر من 3.7 مليار دولار لمؤسسات التعليم العالي، ومن بينها مليار دولار تقريباً لجامعة كورنيل، حيث درس إدارة الفنادق مجاناً بموجب قانون جي آي بعد أن خدم في القوات الجوية الأمريكية كمُشغّل لاسلكي خلال الحرب الكورية.
كما تبرّع فيني بـ870 مليون دولار لجماعات حقوق الإنسان (ومن بينها منح بقيمة 62 مليون دولار للجماعات التي أدارت حملات لإنهاء عقوبة الإعدام داخل الولايات المتحدة، و76 مليون دولار للحملات المحلية التي دعمت تمرير قانون الرعاية الصحية الأمريكي "أوباما كير").
علاوةً على ذلك، تبرّع حفيد المهاجرين من مقاطعة فيرماناغ في أيرلندا الشمالية بـ1.9 مليار دولار لمشاريع في المقاطعة والجمهورية على حدٍّ سواء، حيث أدّى دوراً محورياً في تأسيس جامعة ليمريك. وساعد كذلك في إتمام عملية السلام من خلف الكواليس.
عام 2003 انضم إلى مسيرةٍ احتجاجية ضد غزو العراق بشوارع لندن. كما دفع كرم فيني بأشخاصٍ مثل بيل غيتس ووارن بافيت إلى تأسيس حملة Giving Pledge أو تعهّد العطاء، الذي يلتزم بموجبه أثرى أثرياء العالم بمنح نصف ثروتهم على الأقل للأعمال الخيرية.
نسب غيتس الفضل إلى فيني في تمهيد طريق يسلكه غيره من فاعلي الخير. إذ قال غيتس: "أتذكّر لقاءه قبل تأسيس تعهّد العطاء. وأخبرني حينها أنّ علينا تشجيع الناس على منح أكبر قدرٍ ممكن من الثروة في حياتهم، وليس 50% منها فقط. وليس هناك مثالٌ أفضل على العطاء من تشاك. إذ يتحدّث إلي الكثيرون حول مدى إلهامه لهم. الأمر رائعٌ بحق".
بينما وصف بافت فيني بأنّه بطله وبطل غيتس، ويجب أن يكون بطل الجميع.