وصف أطباء نفسيون حالة المرأة البلجيكية التي اعتقدت أنها دجاجة، بأنها مثال على اضطراب عقلي نادر مرتبط بالاكتئاب، إذ عُثر على هذه السيدة في حديقة إلى جانب الدجاج تقلد أصواتها وحركاتها، وذلك وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020.
السيدة الدجاجة: كان شقيق المرأة البالغة من العمر 54 عاماً، وليس لديها أي تاريخ من تعاطي المخدرات أو إدمان الكحوليات، قد عثر عليها في حديقتها تقرقر وتنفخ خديها، قبل أن تصيح مثل الديك.
عند وصولها قسم الطوارئ والحوادث تحدثت المرأة عن قناعتها بأنها دجاجة، وتحدثت عن شعور جديد ينتابها عند أطرافها.
بعد النوبة المرضية لم تعد هذه الأفكار تصيبها، وقالت إنها تشعر بالحرج من هذه الحادثة، التي لا تتذكر عنها شيئاً.
Zoanthropy: كتب باحثون من جامعة لوفان الكاثوليكية في المجلة الطبية Tijdschrift voor Psychiatrie، أن مثل هذه الحالات من توهم الانقلاب إلى حيوان (Zoanthropy) لا يُبلغ عنها كثيراً بسبب الصعوبات التي يواجهها الأشخاص في تفسير أفكارهم.
لم يضم التاريخ الأدبي والطبي إلا 56 حالة مثل هذه، في المدة الواقعة بين عامي 1850 و 2012.
وأبلغ كل مريض من هؤلاء بأنه يشعر أنه إما كلب، أو أسد، أو ضبع، أو سمكة قرش، أو تمساح، أو ضفدع، أو ثور، أو قط، أو بجعة، أو وحيد القرن، أو أرنب، أو حصان، أو ثعبان، أو طائر، أو خنزير بري، أو فأر، أو نحلة.
كانت المرأة التي استشهد الباحثون بحالتها في علاقة عاطفية لعقدين من الزمان، وفي وظيفة مستقرة في صيدلية، حيث عادت إلى العمل هناك بعد عام من الحادث.
وقد عانت المرأة من اكتئاب بعد وفاة أحد أفراد العائلة، وكانت تلك الحالة شائعة بين أقاربها.
حالة وهم نادرة: تربط الورقة البحثية الحالة في العموم باضطرابات نفسية كامنة، مثل الفصام، والاكتئاب الذهاني، والاضطراب ثنائي القطب. وتتراوح مدة أعراض توهم الانقلاب إلى حيوان في المعتاد بين ساعة وعقود طويلة، ويقال إن هذه الأوهام تكون أكثر انتشاراً في المناطق الريفية غير الصناعية.
عندما يشعر المريض بتغيرات في الشعور بأطرافه، ينصح الأطباء النفسيون بإجراء تصوير للدماغ وتخطيط كهربية الدماغ.
رغم ذلك، كتب المؤلفون في ورقتهم البحثية أن الحالة ليست مفهومة كلياً بالنسبة إليهم. وأشاروا إلى أن "حالة توهم الانقلاب إلى حيوان المرضية تعد وهماً نادراً". وأضافوا: "ثمة أوجه نظر مختلفة حول تطور المرض. يمكن أن يحدث هذا الوهم مع اضطراب نفسي كامن، ولكنه قد يكون كذلك عرضاً ثانوياً للاضطرابات الوظيفية أو الهيكلية في الدماغ".