نجح علماء في أن يعيدوا ميكروبات للحياة، استُخرجت من الرواسب العميقة تحت قاع جنوب المحيط الهادي، بعدما ظلت كامنة لمدة 101.5 مليون عام، وذلك في إطار بحث يُبرهن على مرونة الحياة على الأرض، وفق ما ذكرته "رويترز"، الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020.
أقدم الكائنات الحية: الميكروبات، التي تشمل عشر مجموعات رئيسة ومجموعات ثانوية عديدة من البكتيريا، ربما تكون أقدم كائنات حية معروفة على الكوكب.
إذ قال العلماء، الثلاثاء، إن الميكروبات كانت موجودة في عينات طينية أخذتها سفينة البحث جويدس ريزولوشن من عمق 74.5 متر تحت قاع المحيط، أو أسفل بمسافة 5.7 كيلومتر من سطح الماء.
بينما نجا ما يصل إلى 99% من الميكروبات التي عثر العلماء عليها مغطاة بالرواسب ويعود تاريخها لعصر الديناصورات، رغم عدم وجود مغذيات طوال هذا الوقت.
كيف نجح العلماء؟ احتفظ الباحثون بقيادة عالم الأحياء الدقيقة يوكي مورونو من الوكالة اليابانية لعلوم وتكنولوجيا التربة البحرية بالميكروبات لمدة تصل إلى 557 يوماً، في ظروف مختبرية آمنة، وأمدّوها بالكربون والنيتروجين ومصادر "غذاء" مثل الأمونيا والأسيتات والأحماض الأمينية. ونمت الميكروبات وتكاثرت وقامت بأنشطة التمثيل الغذائي المتنوعة.
قال مورونو "هي مفاجأة وتحدٍّ بيولوجي أن يعود جزء كبير من الميكروبات للحياة بعد وقت طويل جداً من دفنها أو طمرها في ظروف سيئة للغاية من التغذية/الطاقة".
هذه الميكروبات هوائية -أي تحتاج إلى الأوكسجين للبقاء- وكان الأوكسجين موجوداً في عينات الرواسب. ويشير هذا مثلما قال العلماء إلى أنه إذا تراكمت الرواسب تدريجياً في قاع البحر بمعدل لا يزيد عن متر أو اثنين كل مليون عام، فإن الأوكسجين ربما يظل موجوداً لتمكين مثل هذه الميكروبات من البقاء لفترات مذهلة من الزمن.
إنجاز مثير للإعجاب: قال أخصائي علم المحيطات ستيفن دونت، من جامعة رود آيلاند، الذي أسهم في وضع الدراسة المنشورة بدورية نيتشر كوميونيكيشنز: "الجزء الأكثر إثارة في هذه الدراسة هو أنها تظهر بشكل أساسي أنه لا يوجد حد للحياة في الرواسب القديمة لمحيطات الأرض".
كما أضاف "الحفاظ على القدرة الفسيولوجية الكاملة لمدة 100 مليون سنة في العزلة المهلكة هو إنجاز مثير للإعجاب".