كشفت معاينات حديثة أجراها باحثون مصريون عن هوية المومياء الصارخة التي عُثر عليها عام 1881 وهي تصرخ في رعب، مؤكدين أنها تعود لأميرة مصرية ماتت من جراء أزمة قلبية قبل 3000 عام، بحسب ما أفادت صحيفة The Sun البريطانية، الجمعة 17 يوليو/تموز 2020.
كشفت الدراسة التي أجراها عالم المصريات الشهير زاهي حواس، بالتعاون مع ساهر سليم، أستاذ الأشعة بجامعة القاهرة، أن تصلباً حاداً في الشرايين التاجية هو ما أدى إلى وفاة الأميرة بشكل مفاجئ جراء أزمة قلبية.
صرّح زاهي حواس لصحيفة "Ahram Online" أن عملية التحنيط المصرية القديمة حافظت على الوضعية التي اتخذها جسد الأميرة لحظة الموت.
واستخدم الباحثون الأشعة المقطعية لاكتشاف أن الأميرة توفيت نتيجة تضخم في عضلة القلب، حيث تشير وضعية الرفات الذي وُجِد في مكان سري في مدينة الأقصر بمصر، إلى أنه لم يُعرَف بوفاة المرأة إلا بعد ساعات من وفاتها.
إذ من المرجح أن يكون الزمن المنقضي على وفاتها طويلاً بما يكفي كي يطوّر جسدها تشنجات ما بعد الوفاة، ثم حفظ الحنّاطون جسدها على الهيئة التي وُجد عليها.
لغز المومياء: الجثة المحنّطة التي تم اكتشافها في عام 1881 في الجبانة الملكية بالدير البحري، وهو موقع استخدمه كهنة الأسرتين الـ21 والـ22 لإخفاء رفات العائلة المالكة، ظلّت لغزاً محيراً للعلماء.
وكانت الكتابات المحفورة باللغة المصرية الهيراطيقية القديمة على الكفن الكتاني للمومياء تقول: "الابنة الملكية، الأخت الملكية لميريت آمون".
نتائج الأشعة المقطعية أشارت إلى أنها توفيت في العقد السادس من عمرها، وكانت عملية تحنيطها جيدة التنفيذ.
قال حواس إن النتائج تشير إلى أن المومياء كانت تعاني من حالة شديدة من تصلب الشرايين، أصابت العديد من شرايين الجسم.
وأظهرت الأشعة المقطعية أنّ الأميرة كانت تعاني من تصلب في الشرايين التاجية اليمنى واليسرى وشرايين الرقبة والشريان الأورطي البطني والشرايين الحرقفية، وأيضاً شرايين الأطراف السفلية.
قال حواس: "نفترض أن الحناطين حنّطوا الجسد المنعقد "للمرأة الصارخة" قبل أن ينحل انقباض عضلاتها أو تسترخي، ولذلك لم يقو الحنّاطون على إغلاق الفم أو تمديد الجثة المتقلصة، مثلما كان معتاداً مع المومياوات الأخرى، وهو الأمر الذي أبقى على تعبير وجهها ووضعية جسدها في لحظة الوفاة".
واحتوت الجبانة الملكية أيضاً على "مومياء الرجل الصارخ" التي كُشِف مؤخراً عن أنها ترجع إلى "بنتاؤر"، ابن الملك رمسيس الثالث.
حيث استخدم الفريق العلمي لمشروع المومياء المصري الأشعة المقطعية والحمض النووي لتحديد هوية الأمير الشاب.
وتذكر الروايات أن "بنتاؤر" أُجبر على الانتحار شنقاً كعقاب لتورطه في مقتل والده، فيما يعرفه التاريخ اليوم بمؤامرة الحريم.