أظهرت صورة نادرة جبلاً جليدياً يُعتقد على الأرجح أنه كان الجبل الذي غرقت بسببه سفينة تيتانيك وذلك بعد أكثر من 100 عام على وقوع الكارثة التي أودت بحياة نحو 1500 شخص كانوا على متن السفينة التي كانت في ذلك الوقت أكبر باخرة لنقل الركاب في العالم.
مَن التقط الصورة؟ أشارت صحيفة The Independent البريطانية، الإثنين 15 يونيو/حزيران 2020، إلى أن الصورة التقطها قبطان سفينة ركاب أخرى كانت تبحر في المحيط الأطلسي، قبل أقل من يومين من غرق تيتانيك، وهو البحار دبليو. وود.
كان وود مصوراً متحمساً، والتقط الصورة بالأبيض والأسود خلال خدمته قبطاناً لطاقم السفينة "إس إس إيتونيان" في 12 أبريل/نيسان 1912، وقد دوّن القبطان إحداثياته الجغرافية عندما رأى جبل الجليد، والتي كانت هي الإحداثيات ذاتها تقريباً عندما اصطدمت تيتانيك بجبل الجليد بعدها بنحو 40 ساعة لتغرق في النهاية.
حصل وود على الصورة بعد طباعتها عندما أنهى رحلته ووصل إلى نيويورك، وطبع نسخة أخرى منها ليرسلها إلى جدِّه مع رسالة.
والصورة مؤرخة في عام 1913، لكن بائعي المزاد العلني يقولون إن رسالة وود تؤكد تاريخ الصورة، إذ كتب وود في رسالته: "أرسل إليك صورة التقطها في البحر، وفيها تبحر سفينة (إيتونيان) مقابل عاصفة والجبل الجليدي الذي أغرق سفينة تيتانيك".
يضيف وود في رسالته: "لقد عبرنا المسارات الجليدية قبلها بـ40 ساعة، وفي وضح النهار رأينا الجليد بسهولة، والتقطت صورة له"، كما كتب وود تفاصيل أخرى على الصورة، مسجلاً: "جبل جليدي التقطه الكابتن وود، قائد السفينة إس إس إيتونيان في 41 درجة 50 شمالاً 49 درجة 50 غرباً في 12 أبريل/نيسان الساعة 4 مساء".
بيعت الصورة والرسالة حالياً في قاعة Henry Aldridge and Son of Devizes للمزادات العلنية، مقابل ما يقدر بـ 12 ألف إسترليني (15 ألف دولار)، وقال بائع المزاد أندرو ألدريدج: "لم تصل إلينا أي صورة التقطت على متن تيتانيك، فقط صور التقطت في المنطقة ذاتها خلال أيام سابقة ولاحقة للحادثة، "غير أن الصورة التي التقطها الكابتن وود هي الأرجح من بين كل هذه الصور".
كان فريدريك فليت هو الحارس الذي عيّن جبل الجليد لأول مرة، ثم رسم لاحقاً رسماً تخطيطياً له، كما فعل عضو الطاقم وشاهد العيان جوزيف سكاورت، وتبدو رسومات الاثنين متشابهة متشابهة مع جبل الجليد في هذه الصورة، ولديهم نفس الشكل الغريب المميز من الأعلى.
لكن رسالة الكابتن وود تضيف وزناً أكبر بكثير للرأي القائل إنه هو الجبل الجليدي المعني. وباستحضار الرسالة، يبدو أنه لا لبس في أن الجبل الجليدي في الصورة هو الجبل الذي أغرق تيتانيك، بحسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية.
حادثة مأساوية: كانت سفينة تيتانيك آر إم إس مملوكة لشركة وايت ستار لاين، وتم بناؤها في حوض هارلاند آند وولف (Harland and Wolff) لبناء السفن في بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية.
أبحرت السفينة لأول مرة في 10 أبريل/نيسان 1912 من لندن إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي، وبعد أربعة أيام من انطلاقها في 14 أبريل 1912 اصطدمت الباخرة بجبل جليدي قبل منتصف الليل بقليل، ما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعتين و40 دقيقة من لحظة الاصطدام في الساعات الأولى ليوم 15 أبريل 1912.
كان على متن الباخرة 2223 راكباً، نجا منهم 706 أشخاص فيما لقي 1517 شخصاً حتفهم، وكان السبب الرئيسي لارتفاع عدد الضحايا يعود لعدم تزويد الباخرة بالعدد الكافي من قوارب النجاة للمسافرين الذين كانوا على متنها، حيث احتوت على قوارب للنجاة تكفي لـ 1187 شخصاً على الرغم من أن حمولتها القصوى تبلغ 3547 شخصاً.
غرق عدد كبير من الرجال الذين كانوا على ظهر تيتانيك بسبب سياسة إعطاء الأولوية للنساء والأطفال في عملية الإنقاذ.
وتم بناء تيتانيك على أيدي أمهر المهندسين وأكثرهم خبرة، وقد استخدم في بنائها أكثر أنواع التقنيات تقدماً حينذاك، وساد الاعتقاد بأنها السفينة التي لا يمكن إغراقها، وكان غرقها صدمة كبرى للجميع؛ حيث إنها مزودة بأعلى معايير السلامة.
كان قد أُنتج عمل سينمائي ضخم عن السفينة في فيلم سُمي "تيتانيك" عام 1997، وكان من بطولة ليوناردو ديكابريو، وكيت وينسليت.