لا يمكن أن يولد أحد في دولة الفاتيكان، تلك الدولة داخل الدولة، التي تمنح جنسيتها لرجال الدين فقط والعاملين على أرضها، ثم تسحبها منهم بعد انتهاء عقودهم.
تعتبر دولة الفاتيكان أصغر دولة في العالم، بمساحة نصف كلم مربع فقط، وتمتلك قوانين غريبة جداً تجعلها مختلفة عن سائر دول كوكب الأرض.
وتعد دولة الفاتيكان هي الدولة الوحيدة على قائمة التراث العالمي منظمة اليونسكو، علماً أن إيطاليا تملك كدولة أكثر المواقع المسجلة وعددها 51 موقعاً.
من مرتزقة لأصغر جيش في العالم
ولعل من أغرب قوانينها الحرس البابوي السويسري.
إذ يتكون الجيش الصغير من 135 جندياً يرتدون زياً طريفاً بعض الشيء بخيوطه المتوازية بألوان البنفسجي والأصفر والأحمر.
ويحمي هذا الجيش بابا روما منذ أكثر من 510 أعوام، وقتها قرر البابا يوليوس الثاني أن يؤجر مرتزقة لحمايته فاستعان بفرقة سويسرية، لتصبح مهمة هذا الجيش الوحيدة هي حماية البابا.
وبحسب القوانين المرعية يسمح بالانضمام لهذا الجيش لحملة الشهادة الثانوية كحد أدنى فما فوق.
ويجب أن يكون الجندي كاثوليكياً أعزب يحمل الجنسية السويسرية وعمره يتراوح بين 19 و30 عاماً.
أما الطول فيجب ألّا يقل عن 174 سم، على أن يكون قد خضع لتدريب عسكري من قِبل الجيش السويسري وتدريبات قتال غير مسلح وسلاح صغير.
أما ألوان أزيائهم فهي مستوحاة من فترة النهضة، ويحمل كل منهم سيفاً ومسدساً صغيراً مع قليل من الذخيرة.
العقارات ليست للبيع
لا يمكن شراء بيت أو عقار في دولة الفاتيكان، إذ إن الكنيسة تملك كل العقارات التي تتواجد هناك بالمباني والكنائس، وتشغل عدداً منها لإيواء رجال الدين والحرس.
ويمكن أن يستأجر السياح في فنادق قريبة من مدينة الفاتيكان.
ممر سري لهروب البابا
في عام 1277، تم بناء ممر سري مغطى مرتفع يبلغ طوله 0.8 كلم يدعى Passetto di Borgo
كان الهدف منه ربط الفاتيكان مع قلعة سانت أنجيلو المحصنة على ضفاف نهر التيبر، ليهرب البابا لو تعرض لخطر، كما حدث العام 1527 عندما هاجم الإمبراطور الروماني تشارلز الخامس المدينة وقرر قتل الكهنة والراهبات.
فرّ البابا كليمنت السابع من خلال هذا الممر، بينما مات نحو 147 من حرسه الشخصي.
غالبية سكان الفاتيكان يعيشون في الخارج
بلغ عدد الأشخاص الذين يحملون جنسية الفاتيكان 825، وذلك وفق تقديرات العام 2019.
ويشمل هذا العدد 17 كاردينالاً و104 من أفراد الحرس السويسري وبابا روما داخل أسوار الفاتيكان.
ومع ذلك، فإنّ أكبر مجموعة من المواطنين يبلغ عددها 319، وهم أيضاً رجال دين يشغلون مناصب دبلوماسية، ولكن يتوزعون حول العالم.
لا حقوق للنساء
في العام 2011، سجلت دولة الفاتيكان وجود 5.5% من سكانها بأنهم نساء؛ إحداهن راهبة والبقية أبناء وزوجات العاملين في المدينة أو معلمات في الحضانات، ولكن سرعان ما يخسرن الجنسية بمجرد انتهاء عقد العمل.
لم يكن يحق للنساء أن يفتحن حساباً بنكياً، وهو ما عدّّله البابا جون بول الثاني وبينيدكت السادس عشر قبل عدة أعوام، واللذان حاولا دعم المرأة عبر إفساح المجال لفرض عمل داخل المدينة.
ففي مايو/أيام 2019، عين البابا 3 مستشارات في سابقة هي الأولى من نوعها للكنيسة.
وتفرض الدول على النساء المواطنات والزائرات ارتداء ملابس محتشمة، ويمنع ارتداء الملابس التي تظهر الركبتين والأكتاف.
كما أنها تشكل إحدى دولتين تمنعان الطلاق كلياً إلى جانب الفلبين، كما تمنع الإجهاض، وإن شكل خطراً على حياة الأم.
أعلى نسبة جريمة
يبلغ معدل الجريمة ما يقرب من 1.5 جريمة لكل شخص. ومع ذلك فإن هذه الجرائم تتكون في الغالب من سرقات.
ومع تدفق العديد من السياح، ينتشر النشالون، وبما أن عدد سكان الدولة قليل جداً، فهي تسجل مفارقات غريبة بعض الشيء كموطن أعلى نسبة جريمة في العالم.