تزعم دراسة أجراها باحثون في علم الأحياء بجامعة براندون الأمريكية، أنها استطاعت معرفة الوجبة الأخيرة لديناصور قبل أن يموت منذ نحو 110 ملايين سنة، وتم نشرها بمجلة Royal Society Open Science، الثلاثاء 2 يونيو/حزيران 2020.
وفق تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 3 يونيو/حزيران، فإنه نادراً ما يحافَظ على مَعِدة الديناصورات ودليل نظامهم الغذائي، ففي بعض الأحيان، يُعثر على البذور والأغصان في أحشاء بقايا الديناصور، ولكن لم يكن هناك دليل قاطع يفسر لنا ماهية النباتات الفعلية التي كان يتغذى عليها، في حالة هذا الديناصور، نجحت مقبرة موحلة في أن تغطيه وتحفظه بشكل جيد، لدرجة أنه حتى محتويات معدته بقيت لتخبرنا بأنه انتقائي فيما يخص ما يأكله.
ما الذي وُجد في معدته؟ قال ديفيد غرينوود، المؤلف المشارك للدراسة، وأخصائي الأحياء بجامعة براندون والأستاذ المساعد بجامعة ساسكاتشوان، في رسالة بريد إلكتروني: "إنّ قِطع أوراق الشجر والحفريات النباتية الأخرى حُفظت بداخل الخلايا".
عُثر على ديناصور من فصيلة "العظايا المدملكة" (Nodosaur)، المعروف باسم Borealopelta markmitchelli، في عام 2011، خلال عمليات تعدين شمال مدينة فورت ماكموري في ألبرتا بكندا.
بعد أن نفق، آل مصير بقايا الديناصور داخل ما كان بحراً قديماً، واقعاً على ظهره في قاع البحر الموحل وظل مكانه حتى عام 2011، قبل 9 سنوات.
وُضع الديناصور للعرض في متحف تايريل الملكي للحفريات بولاية ألبرتا منذ عام 2017. وكُشِف عن الحفرية بعد أن كرس مارك ميتشيل، فني المتحف، ست سنوات لكي يستخلص جلد الديناصور وعظامه المحفوظة، بعناية فائقة، من الصخور البحرية التي كستها.
بلغ وزن الديناصور، الذي كان من فصيلة العظاءة الملتحمة (Ankylosaur)، نحو طن خلال حياته، ولكن حسب محتويات مَعِدته، تبين أنه كان يقتات على النباتات وكان يفضّل نبات السرخس، ويُذكر أن حجم الكتلة التي تمثل معدته كانت في حجم كرة قدم.
أمر نادر للغاية: قال جيم باسينجر، المؤلف المشارك في الدراسة والخبير الجيولوجي بجامعة ساسكاتشوان، في بيان له: "العثور على محتويات المعدة المحفوظة من ديناصور يعد أمراً نادراً للغاية، كما تعد هذه المعدة التي عثر عليها فريق المتحف في ديناصور العظاءة المدملكة المحنط أفضل معدة ديناصور محفوظة وُجدت حتى يومنا الحالي".
قبل أن يتابع: "عندما يرى الناس هذه الحفرية المذهلة ويُحاطوا علماً بحقيقة أننا الآن نعرف ماذا كانت وجبته الأخيرة، لأن معدته كانت محفوظة جيداً داخل الهيكل العظمي، سيكون ذلك بمثابة عودة الوحش للحياة تقريباً، إذ يقدم لهم لمحة عن كيفية ممارسة الديناصور أنشطته اليومية، والمكان الذي عاش فيه، وماذا كان طعامه المفضل".
حيوان عشبي: يلقي هذا الاكتشاف الضوء على الدليل القاطع على ما أكله الديناصور العشبي الكبير: في هذه الحالة، كان يأكل كثيراً من أوراق السرخس، وبعض السيقان والأغصان.
وحُفِظت تفاصيل النباتات في المعدة جيداً بما يسمح بمقارنتها بعينات مأخوذة من النباتات الحديثة الموجودة اليوم.
وعلّق د. ديفيد غرينوود: "بمقدورنا أن نرى طبقات مختلفة من الخلايا في بقايا أوراق الشجر، وضمن ذلك القشرة ذات المسام، التي نسمى الثغور، والتي تتنفس النباتات من خلالها ثاني أكسيد الكربون".
كما أضاف: "يمكننا أيضاً أن نرى الزخرفة السطحية لخلايا القشرة، التي كانت تشبه نمط المنشار الذي نراه في عديد من السراخس الحية"