اكتشف علماء فلك من المرصد الأوروبي الجنوبي أقرب ثقب أسود لنظامنا الشمسي، يبعد على الأرض بنحو ألف سنة ضوئية فقط، وذلك نتيجة دراسة نشرت الأربعاء 6 مايو/أيار، في دورية Astronomy & Astrophysics.
جاء في تقرير حول الدراسة، نشرته صحيفة Business Insider الأمريكية، الخميس 7 مايو/أيار 2020، أن هذه الثقوب السوداء لا يمكننا رؤيتها مباشرة؛ نظراً إلى أنها تتمتع بقوة جذب قوية للغاية لدرجة أن الضوء لا يستطيع تجاوزها، ولكن نستطيع رؤية بعض الأجسام التي تدور حولها.
الاكتشاف: هذه هي الطريقة التي عثر بها الباحثون عن هذا الثقب الأسود، فقد كانوا يدرسون أنظمة النجم المزدوج ولاحظوا أن واحداً من النجوم التي كانوا يتابعونها كان يدور حول جسم غير مرئي كل 40 يوماً.
توماس ريفينيوس، العالم بالمرصد الأوروبي الجنوبي الذي يقود فريق البحث القائم على الدراسة، يقول إن "جسماً غير مرئي، كتلته على الأقل أربعة أضعاف (كتلة) الشمس، لا يمكن أن يكون سوى ثقب أسود". وأضاف ريفينيوس في بيان صحفي: "هذا النظام يحتوي على أقرب ثقب أسود نعرفه إلى الأرض".
يوضح الفيديو التالي ما رآه رواد الفضاء: نجم (أزرق) يدور حول ثقب أسود غير مرئي (أحمر)، مع وجود نجم آخر (أزرق هو الآخر) يدور حولهما، جعل هذا الاكتشاف هذا النظام النجمي، الذي يدعى "HR 6819″، نظاماً ثلاثياً.
دهشة العلماء: قال بتر هادرافا، العالم بالأكاديمية التشيكية للعلوم، الذي شارك في إعداد الدراسة، في البيان: "اندهشنا كلياً عندما اكتشفنا أن هذا أول نظام نجمي لديه ثقب أسود يمكن رؤيته من دون العين المجردة".
هذا النظام النجمي قريب بما يكفي من الأرض لدرجة أن الناس في نصف الكرة الجنوبي يمكنهم رصد النجوم في ليلة صافية السماء.
عادة ما يعثر العلماء على الثقوب السوداء برصد الأشعة السينية التي تنبعث منها فيما تبتلع الأجسام والمواد من النجوم القريبة، وبهذه الطريقة رصد علماء الفلك أغلب الثقوب السوداء التي اكتشفوها في مجرة درب التبانة إلى وقتنا الحالي.
مع ذلك، يعتقد العلماء أن ملايين وربما مليارات النجوم بأنحاء المجرة سقطت في الثقوب السوداء، لكنها لم تطلق أشعة سينية، ويبدو أن الثقب الأسود المكتشف حديثاً في نظام "HR 6819" واحد منها.
يقول ريفينيوس: "هناك بالتأكيد مئات الملايين من الثقوب السوداء في الفضاء، لكننا نعرف فقط عدداً ضئيلاً للغاية منها. معرفة ما يجب البحث عنه ستجعلنا في وضع أفضل لإيجادها".
كما يتطلع الباحثون إلى دراسة نظام نجمي مزدوج يحمل اسم "LB-1″، قد يكون يخفي ثقباً أسود خاصاً به.
ما هو الثقب الأسود؟ إن الثقب الأسود هو مكان في الفضاء حيث تزداد الجاذبية وتسحب كل شيء بداخله، حتى إن الضوء ذاته لا يتمكن من النفاذ من خلاله؛ وفقاً لما نشره موقع وكالة NASA الأمريكية.
ما يؤدي إلى هذه الجاذبية الشديدة، هو انضغاط المادة بشكل كبير في مساحة صغيرة جداً. يحدث هذا في أثناء موت نجم.
بسبب عدم نفاذ الضوء من خلال الثقوب السوداء، لا يتمكن الناس من رؤيتها. إن الثقوب السوداء خفية.
تستطيع تلسكوبات بأدوات خاصة فقط أن تساعد في رصد الثقوب السوداء. كما تستطيع تلك الأدوات الخاصة أن ترصد كيف يختلف سلوك النجوم القريبة من الثقوب السوداء عن النجوم الأخرى.
قد تكون الثقوب السوداء كبيرة أو صغيرة. يعتقد العلماء أن حجم أصغر ثقب أسود قد يصل إلى حجم ذرة واحدة. إن هذه الثقوب السوداء صغيرة للغاية في الحجم، ولكن لها كتلة جبل ضخم. والكتلة هي كمية المادة، أو "الحشوة"، داخل جسم ما.
ويوجد نوع آخر من الثقوب السوداء يسمى "النجمي". قد تصل كتلته حتى 20 ضعف كتلة الشمس. قد يوجد كثير جداً من الثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية داخل مجرة الكرة الأرضية. وتسمى مجرة الأرض بمجرة "درب التبانة".
تسمى أكبر أنواع الثقوب السوداء بـ"الثقوب السوداء الفائقة". تمتلك هذه الثقوب السوداء كتلاً أكبر من مليون شمس مجتمعة معاً.